إبعاد "المخرب" الحقيقي وما لا يُدرك كله، لا يُترك كله! .. خطة انتشال الاتحاد من "عقم" نونو سانتو

الأمر الذي أصبح لا يقبل النقاش كثيرًا هو ملف عودة الجناح عبد الرحمن العبود للمشاركة أساسيًا مع النمور من جديد.

الأمر لا يقتصر فقط على جودة اللاعب بالفعل وأنه أحد أفضل اللاعبين المحليين في مركزه، إنما كذلك لمعاناة الاتحاد على الأطراف.

"عناد" سانتو مع العبود أصبح لغزًا كبيرًا في حالة لحل عاجل من الإدارة، فحتى وإن كان لأسباب انضباطية، فقد تم استبعاده بتدريبات انفرادية منذ نهاية الموسم الماضي، وأي عقوبة لها نهاية، لكن ربما كبرياء البرتغالي يمنعه من التراجع!

هنا لن أوجه أي اتهامات للمهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، و"مخرب" ليس المقصود بها أي أمور انضباطية، إنما الحديث يخص نونو سانتو بشكل أكبر..

البرتغالي يعتمد على حمد الله بجوار المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، والأدهى أن طريقة اللعب في الأساس تتركز على "الساطي" بشكل أكبر من "الحكومة"، والنتيجة أن كلاهما "يخرب" الهجمات على الآخر.

هجوم الاتحاد الجميع أصبح حافظًا له، فهو من العمق كي يجيد سانتو استغلال بنزيما وحمد الله معًا، أما تنوع اللعب على الأطراف، فهذا ما لم نسمع به من قبل في الاتحاد الموسم الجاري!

ورغم أنه لا يمكن أن ينكر أحد قوة المغربي الهجومية إلا أنه لا يمكن أن ينكر أحد أيضًا تراجعه الكبير الموسم الجاري، والحل؟

الاحتفاظ بحمد الله على مقاعد البدلاء لا أجد بديلًا له في الوقت الحالي، وتركيز الهجوم على بنزيما ومنحه مساحة أكبر للتحرك وبناء الهجمات عليه، فحتى الآن لم يستفد العميد ولو 10% من قوة الفرنسي، نظرًا لإصرار سانتو على اللعب بمهاجمين!

أخطأ الاتحاد من البداية بتهميش صفقته البرتغالية الجديدة فيليبي جوتا واستبعاده من قائمة الفريق محليًا، يومًا تلو الآخر يدرك الاتحاديون حجم هذا الخطأ، والذي لا يمكن تصحيحه إلا في الشتاء المقبل، لكن لا مشكلة "فما لا يدرك كله .. لا يترك كله"..

استبعاد جوتا محليًا وفقًا للوائح السعودية، لا يتعارض مع إمكانية الاستعانة به على مستوى دوري أبطال آسيا وفي مونديال الأندية المنتظر.

نونو سانتو استعان بصاحب الـ24 عامًا بالفعل في المباراة القارية الأخيرة أمام القوة الجوية العراقي، ونجح اللاعب في تقديم مستوى رائع، رغم غيابه عن المشاركات منذ شهرين تقريبًا.

جوتا قام بتنشيط الجبهة اليسرى بطريقة رائعة وخلق عديد الفرص، لولا سوء الحظ الذي يعاني منه حمد الله مؤخرًا لإنهاء المباراة مبكرًا لصالح الاتحاد بدلًا من الفوز في الوقت القاتل بهدف نظيف.

مشاركة جوتا أمام القوة الجوية لم تكشف فقط حجم نظرة سانتو الفنية الخاطئة في اللاعب حين قرر استبعاده محليًا، إنما كذلك لفتت الأنظار أكثر لتوظيف خاطئ يفقد العميد الكثير من قوته في الثلث الأخير من الملعب..

الحديث هنا عن البرازيلي رومارينيو، الذي خاض مواجهة الفريق العراقي خلف المهاجم الأساسي حمد الله، بينما يعتمد عليه سانتو في غياب جوتا في مركز الجناح.

روما قدم مباراة رائعة أمام القوة الجوية، ليبدأ مهاجموه في التراجع عن نظرتهم به بعدما كانوا يطالبون برحيله ويتهمونه بـ"العجز" في الموسم الجاري، فهل يستعين به سانتو خلف المهاجم أم سيواصل تهميشه على الطرف؟

حالة أخرى كحالة جوتا، لكن هنا لم يكن خطأ نونو سانتو بل كان مجبرًا..

إصابة المدافع المصري أحمد حجازي بقطع في الرباط الصليبي للركبة بنهاية الموسم الماضي دفعت الاتحاديين لاستبعاده من القائمة المحلية على غرار البرتغالي، ورغم أن الأول لم يخض أي مباراة الموسم الجاري مع العميد تثبت مدى حاجة الفريق إليه، الجميع يدرك تمامًا أن إعادته للقائمة المحلية في يناير المقبل حال اكتمال شفائه أمر لا بد منه.

حجازي ليس فقط لاعب ثقيل في خط ظهر الاتحاد، إنما ربما يفتقد اللاعبون لشخصيته أكثر من أدائه الفني.

حاليًا بالطبع لا مجال للاستعانة به في دوري روشن ما إذا صحت التقارير التي تتحدث عن اكتمال جاهزيته، لكن الاستعانة به في آسيا يمكن أن ينقذ الموقف مؤقتًا، لحين قدوم الميركاتو الشتوي المقبل.

هنا أكبر أخطاء نونو سانتو الصيفية، حتى الآن لم يستوعب عاقل واحد كيف فعل المدرب البرتغالي هذا؟..

مقاعد بدلاء بطل دوري روشن "فارغة" أو لنكون أكثر دقة؛ لا تحمل لاعبًا يمكنه سد فراغ اللاعب الأساس في الملعب.

هذا ما اقترفته يد سانتو في الصيف بإصراره على الاستغناء عن عبد العزيز البيشي، حمدان الشمراني، زياد الصحفي دون وجود بدائل جاهزة لتعويضهم.

هذه النقطة لا يمكن تداركها حاليًا، علينا الانتظار حتى يناير كي نتعرف على أفكار الإدارة لإصلاح ما تم إفساده..

نعم! كما قرأت إقالة "واجبة" ولا يمكن التفكير بها كثيرًا، فرحيل نونو سانتو عن العميد لم يعد خيارًا أمام إدارة الحائلي بعد كم الأخطاء التي تحدثنا عنها في السطور الماضية، خاصةً وأنه يبدو مصرًا على أفكاره في "عناد" غريب..

لن أكون مبالغة إذا قلت أن سانتو أصبح يصدر للرأي العام الاتحاد وكأنه يتعمد استفزاز الإدارة، كي تتخذ قرار إقالته ومن ثم تتكبد قيمة الشرط الجزائي في عقده، هو من دفعنا لذلك!

إذا تغاضينا عن كم الأخطاء السابقة، فمن يخرج بتصريح كالذي قرأته في المقدمة قبل عدة أسطر شخص ربما غائب عن الوعي، غير مدرك لما يدور في فريقه.

خسارة ست نقاط في ثلاث مباريات متتالية لا تهز شعرة في مدرب بحجم سانتو، حتمًا لديه مشكلة.

حاليًا لا أجد خيارًا أمام الإدارة إلا إقالته، لإدراك ما يمكن إدراكه مع مدرب جديد قبل المونديال، لكن لتكن الأمور منظمة بصورة أكبر، البداية باجتماع معه لا يضر، ووقتها يمكن للمجلس أن يستنبط ما إذا كان لدى سانتو استعداد للتصحيح أم أن الإقالة "واجبة" لا مفر!

SHAHID