خطأ كارثي وشجار غير مبرر .. لحظات انهيار آرسنال في سباق اللقب!

مباراة خارج الديار للجانرز، ظنوا أنها في المتناول وسهلة للغاية، فإيفرتون يعيش حالة من الفوضى تحت قيادة فرانك لامبارد، وشباكه مستباحة من الجميع.

لكن قبل أن يستضيف آرسنال، أقال إيفرتون لامبارد، وتعاقد مع شين ديتش، ليكون الظهور الأول له على أرض جوديسون بارك.

بدى "التوفيز" مختلفًا تمامًا، وخاض مباراة قتالية وأسقط الجانرز بهدف نظيف، ليلقنه درسًا قاسيًا وقطع سلسلة اللا هزيمة له التي استمرت 14 مباراة.

خطأ كلف الجانرز الكثير، ففي مواجهته أمام برينتفورد، ارتكب حكم تقنية الفيديو لي ماسون "كارثة"، ونسي رسم خطوط التسلل في هدف إيفان توني، واحتسبه ليهدي الأخير التعادل.

حاليًا، ربما لن يكون هذا الخطأ مؤثرًا في جدول الترتيب، إذ أن مانشستر سيتي سيحصد اللقب متفوقًا بفارق أكثر من نقطتين، لكن في ذاك الوقت، وعقب مواجهة برينتفورد وقبلها إيفرتون، واجهة آرسنال، السيتي وهو لم يحقق الفوز في آخر مباراتين له.

من يدري ماذا كان سيحدث لو أن لي ماسون لم يقعد في ذاك الخطأ وانتصر الجانرز 1-0 بدلًا من التعادل 1-1؟، كان من الممكن أن يمنح الأخير الثقة التي يحتاجها للفوز أمام كتيبة بيب جوارديولا.

مشهد اللاعب ويليام صليبا وهو يعرج خلال الشوط الأول من مواجهة سبورتنج لشبونة في إياب دور الـ16 من الدوري الأوروبي كان مثيرًا للقلق، لكن لم يتوقع أحد أن تكون إصابته مؤثرة على موسم آرسنال كما حدث بالفعل!

كان الأمل أن تكون عودته للملاعب سريعة إلى حد ما، لكن قلب الدفاع الفرنسي، لم يظهر منذ تلك المباراة، وأثر غيابه كثيرًا على موسم فريقه.

جمعت كتيبة المدرب أرتيتا 15 نقطة فقط من أصل 27 محتملة في غياب صليبا، واستقبلت شباكها 17 هدفًا في تسع مباريات فقط.

ما زاد من سوء الموقف في ظل إصابة صليبا، خسارة آرسنال أيضًا لتاكيهيرو تومياسو في نفس المباراة، إذ تعرض لإصابة قوية في الركبة أمام سبورتنج، وغاب بعدها حتى نهاية الموسم.

لو لم يتعرض تومياسو لتلك الإصابة، فكان من الوارد جدًا أن يلعب كظهير أيمن، مما سيسمح لبنجامين وايت أن ينضم لقلب الدفاع جابرييل ماجاليايش فيما تبقى من الموسم، وهو ما كان من شأنه أن يزيد من الصلابة الدفاعية لفريق أرتيتا، أو على الأقل كان سيكون أقوى مما ظهر عليه في الأسابيع الأخيرة من الموسم.

بينما كان آرسنال متقدمًا خارج أرضه على ليفربول بثنائية نظيفة، في الجولة الـ30، واقترب الشوط الأول من نهايته، دخل جرانيت جاكا في مشاجرة مع لاعب الخصم ألكساندر آرنولد، قلبت الأحوال في ملعب "أنفيلد".

عقب هذا الشجار، قلص الريدز الفارق وسجلوا هدفهم الأول، وفي الشوط الثاني، أضافوا الهدف الثاني وخرجوا بنقطة التعادل.

حتى بعدما سجل روبرتو فيرمينو هدف التعادل لليفربول في الدقيقة 87 من عمر مباراة الجولة الـ30، أتيحت فرصة ذهبية للجانرز لخطف الثلاث النقاط..

ففي الوقت المحتسب بدل من الضائع، وفي هجمة مرتدة، لمح لياندرو تروسارد زميله جابرييل مارتينيلي ومرر الكرة له، وفي الأمام كان بوكايو ساكا منطلقًا دون أي رقابة دفاعية.

لم يكن مطلوبًا من مارتينيلي أكثر من تمرير الكرة لساكا كي ينفرد بحارس الخصم أليسون بيكر، لكن الكرة طالت منه، ليخرج بيكر عن منطقة جزائه، ويبعد الكرة عن منطقة الخطر.

واحدة من أخطر اللحظات في الموسم بالنسبة للجانرز، فبعد أن أضاع تقدمه أمام ليفربول وعاد بالتعادل، ذهب لمواجهة وست هام في الجولة التالية، وكرر نفس السيناريو، إذ تقدم مبكرًا بثنائية نظيفة.

لكن أصحاب الأرض قلصوا الفارق محرزين هدفهم الأول قبل نهاية الشوط الأول، وفي الشوط الثاني، سنحت فرصة ذهبية لكتيبة أرتيتا لإضافة الهدف الثاني، وقتما احتسب الحكم ضربة جزاء لها، لكن ساكا أهدرها.

لو نجح ساكا في إحرازها، كان سيحافظ على تقدم آرسنال، لكن وست هام عاد وأحرز هدف التعادل بعد دقيقتين فقط من الجزائية المهدرة.

هذه المباراة هي الثانية على التوالي للجانرز، التي يهدروا بها تقدمهم بثنائية ويخرجوا بالتعادل، وهو ما طرح عديد التساؤلات حول قدرة اللاعبين على التعامل مع الضغط.

بعد التعادل أمام ليفربول ووست هام، لم يكن هناك فرصة أفضل لآرسنال من مواجهة ساوثامبتون؛ متذيل جدول الترتيب، على أرضه، للرد، لكن بدلًا من ذلك، قام المدفعجية بإضافة تعادل جديد لرصيدهم.

ففي أول 66 دقيقة من المباراة، تأخروا بنتيجة 3-1، لكنهم قاتلوا وأنقذوا أنفسهم من فخ الهزيمة، وتعادلوا 3-3، لتكون المباراة الثالثة على التوالي دون تحقيق أي فوز، مما قرب اللقب خطوة جديدة من مانشستر سيتي.

هذا التعادل أيضًا كان الثاني لآرسنال أمام ساوثامبتون خلال الموسم الجاري، بعد التعادل 1-1 في سانت ماري، مما يعني أن المدفعجية خسروا أربع نقاط أمام أسوأ فريق في الموسم.

في الـ26 من أبريل الماضي، سافر آرسنال إلى ملعب الاتحاد، مع العلم أن لديه فرصة أخيرة لاستعادة السيطرة على سباق اللقب، لكن المهمة كانت صعبة دائمًا، خاصةً مع وجود المشاكل الدفاعية، وبالفعل بكل سهولة، هزمهم بيب جوارديولا.

خسر أرتيتا 4-1 بعد الهزيمة 3-1 أمام السيتي أيضًا قبلها بشهرين في ملعب الإمارات، وبالطبع الخسارة مرتين ذهابًا وإيابًا أمام المنافس المباشر، جعل استكمال المنافسة مهمة شبه مستحيلة.

هنا كان المسمار الأخير في نعش آرسنال، فمع فوز مانشستر سيتي أمام إيفرتون بالأمس، أدركت كتيبة أرتيتا أنه ليس هناك أي مجال للخطأ أمام برايتون، الفوز أمر ضروري للحفاظ على الآمال الضعيفة في السباق، لكنها هُزمت في النهاية!

استقبل المدفعجية ثلاثة أهداف في الشوط الثاني من المباراة، وتلقوا الهزيمة الثانية على أرضهم في الموسم، وبذلك لم يكن أمامهم أي طريق آخر للعودة للسباق.