حلم الكرة الذهبية يتلاشى: فينيسيوس نسي وعده.. المستقبل الغامض يسيطر على نجم ريال مدريد!

مع اقتراب موقعة الاتحاد، تعود جائزة الكرة الذهبية لتتصدر المشهد. فبعد أن استشعر ريال مدريد "ظلمًا" بحق فينيسيوس في حفل الجائزة السابق، أطلق حملة إعلامية شرسة للتشكيك في النتيجة وإثبات تفوق لاعبه.

لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا، فالنقاش حول الأفضلية بين فينيسيوس ورودري كان متقاربًا ومحتملاً لكلا الطرفين، وفي النهاية، فاز رودري.

وقتها، وعد فينيسيوس بتقديم رد عملي على أرض الملعب. ومع إصابة رودري وتألق ريال مدريد مبكرًا في مختلف البطولات، في الوقت الذي واجه مبابي صعوبات في التأقلم، بدا الطريق ممهدًا أمام البرازيلي لإثبات تفوقه.

لكن الرياح لم تجرِ كما اشتهى فينيسيوس. فمنذ وعده بـ "الانتقام"، لم يسجل في الليغا منذ ثلاثة أشهر، وطُرد في مباراة فالنسيا، وتعرض للإصابات، والأهم، افتقد بريقه المعتاد أمام المرمى. هذا المرشح للكرة الذهبية بات بعيدًا عن الصورة.

أنشيلوتي لم يتخلَ عن نجمه، ودعمه بقوة في يناير، مؤكدًا على الظروف الصعبة التي يواجهها فينيسيوس من إساءات واستهداف جماهير الخصوم. فأسلوب فينيسيوس الجذاب والمثير، وثقته بنفسه، وموقفه الرافض للعنصرية، تجعله هدفًا سهلًا للانتقادات.

يقول أنشيلوتي: "عندما يتحدثون عن استفزاز فينيسيوس للمنافسين، يحرفون الانتباه عن الإهانات التي يتلقاها. كلنا نسمع ما يحدث في الملعب. الأمر صعب على فينيسيوس... نحن سعداء به بكل الطرق."

تزامن تراجع فينيسيوس مع صعود نجم كيليان مبابي في ريال مدريد. فبعد بداية متذبذبة وتمركز غير مريح في الجناح الأيسر، بدأ مبابي يجد مكانه في الفريق، وسجل تسعة أهداف في آخر ثماني مباريات، بما في ذلك هدف التعادل ضد أتلتيكو مدريد، وحصل على جائزة لاعب الشهر في يناير.

لكن هذا التحول اللافت في أداء مبابي بدأ عندما غاب فينيسيوس عن التشكيلة. ففي غياب البرازيلي، تحرر مبابي وتألق بشكل لافت. ومنذ عودة فينيسيوس، لم ينسجم الثنائي بشكل جيد، وسجلا معًا خمسة أهداف فقط في خمسة أشهر، وهو رقم مخيب للآمال.

وسط هذه الأجواء، كشفت تقارير عن رفض فينيسيوس لعرض تجديد عقد ضخم من ريال مدريد. صحيح أن عقده يمتد حتى 2027، والنادي عادة لا يبدأ مفاوضات التجديد إلا قبل عامين من النهاية، لكن هذا الاستثناء يعكس قلقًا متزايدًا.

فينيسيوس يبلغ من العمر 24 عامًا، وهو من نخبة لاعبي العالم، وقادر على التطور أكثر. مبابي وبيلينجهام يحققان مبيعات قياسية للقمصان، لكن فينيسيوس يملك مقومات قيادة جيل ريال مدريد القادم.

لذا، يسعى النادي لتأمينه بعقد طويل الأمد وبأفضل الشروط. لكن رفض فينيسيوس للعرض الأول يثير التساؤلات، خاصة مع اهتمام الأندية السعودية بضمه مقابل مبالغ فلكية، مع إمكانية العودة لأوروبا لاحقًا. ففكرة رحيل فينيسيوس في الصيف لم تعد مستبعدة.

يقف فينيسيوس الآن على مفترق طرق. فبعد توبيخ أنشيلوتي له ولزملائه في ديربي مدريد، وتصاعد الحديث عن استياء مودريتش وآخرين من سلوكه، وتفاقم الأمور بالإيقاف المؤسف، يبدو أن كل شيء يسير عكس رغبة فينيسيوس في الأشهر الأخيرة.

لكن مواجهة مانشستر سيتي تمثل فرصة ذهبية لقلب الطاولة. فأنشيلوتي يصفها بـ "الكلاسيكو" الأوروبي، والمواجهات الحاسمة في دوري الأبطال هي المسرح الذي يتألق فيه فينيسيوس عادة. فسجله التهديفي في الأدوار الإقصائية، وتسجيله في نهائيين، يشهد على ذلك.

الآن، يملك فينيسيوس فرصة لإعادة إطلاق موسمه وجولة انتقامه من جديد. وفي معقل النادي الذي "كسر قلبه" في أكتوبر الماضي، يمكن لفينيسيوس أن يستعيد بريقه ويؤكد طموحاته. لكن ليلة أخرى باهتة، ستزيد الشكوك حول قدرة هذا النجم على الارتقاء لمستوى العظمة التي وعد بها.