حقبة من الظلام التحكيمي.. فوضى ليفربول وتوتنهام تكتب نهاية تقنية الفيديو في الدوري الإنجليزي!

تم الترحيب بإدخال هذه التقنية في كرة القدم كخطوة متأخرة ولكن كانت عملية اتخاذ القرار سريعة وشفافة وفعالة.

وكان الأمل هو أن تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) ستجلب مستوى من الموضوعية في تطبيق القواعد التي من شأنها أن تجعل اللعبة أكثر عدالة، فضلاً عن تقليلها بشكل كبير لحجم الاتهامات بالتحيز من قبل المشجعين الغاضبين وانتشار نظريات المؤامرة السخيفة.

والآن يدعي ليفربول أن "النزاهة الرياضية" قد "تقوضت" بسبب أحداث مساء السبت الماضي في الدوري الإنجليزي.

وجاء في بيان نادي ليفربول: "نحن نتقبل تمامًا الضغوط التي يعمل تحتها حكام المباريات، ولكن من المفترض أن يتم تخفيف هذه الضغوط وليس تفاقمها، من خلال وجود وتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد وبالتالي، فمن غير المرضي عدم إتاحة الوقت الكافي للسماح باتخاذ القرار الصحيح وعدم حدوث أي تدخل لاحق".

وتابع البيان: "إن تصنيف مثل هذه الإخفاقات بالفعل على أنها "خطأ بشري كبير" أمرًا غير مقبول ولا ينبغي تحديد جميع النتائج إلا من خلال المراجعة وبشفافية كاملة".

وقال نيفيل بأن صياغة بيان النادي كان "خطيرًا" وله بعض المبررات ومن المؤكد أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تلميح إلى حدوث أي شيء غير متوقع في مباراة توتنهام كما اعترفت لجنة الحكام بأنه مجرد حالة "خطأ بشري كبير".

ولهذا السبب فإن إلغاء تقنية "VAR" بشكلها الحالي ضروري فليست التكنولوجيا هي التي تخطئ هنا بل أولئك الذين يعملون عليها.

ليفربول ليس أول الضحايا لتقنية "VAR" فقد أصدرت لجنة الحكام الإنجليزية اعتذارًا في أغسطس 2022، وكما قال كلوب، فإن هذا الاعتذار لا يمثل سوى القليل جدًا ولن يتمكن ليفربول من استعادة هدف لويس دياز، وتكرر الأمر مع فريق وولفرهامبتون الذي لم يحصل على ركلة الجزاء كان ينبغي منحها لهم في أولد ترافورد في وقت سابق من الموسم.

ومن الجيد بالطبع أن يعترف المسؤولون بأخطائهم، لكن ذلك لا يساعد الفرق التي خسرت نقاطًا فيمكن بسبب هذه الأخطاء أن تهبط الفرق بفارق الأهداف أو حسم الألقاب بنقطة واحدة.

الأخطاء الغامضة والدعوات المثيرة للجدل ليست بالأمر الجديد ولكن لا يمكن لكرة القدم أن تكون خالية تمامًا من الأخطاء.

ويعد الجدل الدائر حول البطاقة الحمراء التي حصل عليها كورتيس جونز مثالاً مثاليًا على ذلك، فشعر نيفيل، أن لاعب ليفربول لا يستحق سوى البطاقة الصفراء لعدم تعمده الإيذاء بينما أصر النقاد الآخرون على أنه استحق الطرد.

المشكلة هي أن قرارات التسلل يجب أن تكون واضحة من الناحية النظرية ولكن بسبب رسم الخطوط بشكل غير صحيح واستغراق الأمر وقتًا طويلاً للغاية لتحديد ما إذا كان كتف اللاعب متسللاً أو لا إنه أمر مثير للسخرية ويتعارض مع روح اللعبة.

وفي أغلب الأحيان، يظل المشجعون على استعداد لقبول اتخاذ المسؤولين قرارات خاطئة، فالمخطئ هو إنسان، لكن ما لا يمكن قبوله هو أن المسؤولين يتخذون قرارات فوضوية عندما تتاح لهم الإعادة.

وإذا كانوا سيفشلون في تنفيذ حالات تسلل مثل تلك التي حدثت في مباراة ليفربول وتوتنهام، فما الفائدة من تطبيق التكنولوجيا، وفي الحقيقة هذه التقنية تقتل متعة الاحتفال بالأهداف وتؤدي إلى مراجعات بطيئة.

عندما تم تقديم تقنية "VAR" لأول مرة، كانت الفكرة السائدة هي "الحد الأدنى من التدخل، والحد الأقصى من الفائدة" لكننا نشهد الآن إيقاف المباريات على فترات منتظمة وإجراء مكالمات غير صحيحة وبذلك فإن الإيجابيات لا تفوق السلبيات.

وما حدث في مباراة ليفربول وتوتنهام كما أشار آلان شيرر في برنامج "مباراة اليوم"، غير مفهوم وقال مهاجم إنجلترا السابق: "لقد كان يومًا صعبًا بالنسبة للمسؤولين وحكم الفيديو المساعد لقد رأينا بعض الصيحات والثقة ستكون صعبة في المستقبل".

ومن الواضح أن المزيد من الشفافية والتواصل الأفضل من شأنه أن يساعد على حل أزمات التقنية، لكن المشكلة هي أن فان ديك ليس وحده الذي فقد الثقة في التقنية فالعديد من اللاعبين والمدربين يوافقون نجم ليفربول في الرأي.

كان الهدف من تقنية "VAR" هو تسهيل الأمور على المسؤولين، لكنها في الواقع تجعل الأمور أسوأ وتم التأكد تمامًا هذا الموسم أنه لا يمكن استخدام التكنولوجيا بشكل فعال إلا لتحديد ما إذا كانت الكرة عبرت خط المرمى أو لا.

ومن الواضح أن ليفربول سيتلقى الكثير من الانتقادات لكونه "خاسرًا" ويسير في طريق "التصعيد" لكن الحقيقة أن ليفربول يقوم بخطوة صحيحة ويجب إيجاد حلول عادلة لهذا الأمر وإلا سيتم ارتكاب المزيد من الأخطاء السخيفة.

ويجب على الأندية والمدربين واللاعبين والمشجعين الآخرين أن يدعموا ليفربول في هذه الحالة لأن "الحل" الوحيد الممكن لوقف هذه المهازل هو التخلص من تقنية "VAR".