florentino pérez ai gfxGoal ar

قصر من ورق: الأزمة الثالثة تضرب سانتياجو برنابيو.. وبرشلونة يدون الملاحظات!

أثارت الشكاوى المتزايدة من جماهير ريال مدريد، بحسب ما نقلت صحيفة آس الإسبانية، أزمة جديدة تضاف لسجل المشاكل التي يعاني منها ملعب سانتياجو برنابيو في حلته الجديدة.

 فمع إغلاق السقف المتحرك، تحولت مدرجات الملعب إلى ما يشبه الساونا، حيث تسببت الحرارة المرتفعة والرطوبة في حالة من الانزعاج الشديد للمعجبين، لدرجة دفعت الفريق الطبي للتوصية بفتح السقف لتجنب أي مشاكل صحية. 

لكن أزمة الحرارة الخانقة هذه ليست سوى قمة جبل الجليد لصداع استمر طويلاً، كاشفًا عن عيوب كبيرة في مشروع كلف خزائن النادي أكثر من مليار يورو. 

  • Real Madrid CF v RCD Espanyol de Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    من الساونا إلى العشب الميت: عندما يخون الملعب وظيفته

    المشكلة الأبرز التي تواجه الجمهور مباشرة هي تحول الملعب إلى ساونا خانقة بمجرد إغلاق السقف. 

    والأسوأ من ذلك، أن جدوى هذا القرار من الناحية الرياضية تم نسفها بالكامل بنتائج الموسم الماضي. 

    ففكرة تحويل الملعب إلى حصن مرعب للمنافسين تحطمت على أرض الواقع، حيث شهد البرنابيو المغلق هزائم قاسية ومؤلمة، أبرزها كانت أمام الغريم التقليدي برشلونة وأمام ميلان في دوري أبطال أوروبا. 

    هذه النتائج الكارثية قضت على أي حجة بأن السقف المغلق يمنح الفريق أفضلية، وجعلت معاناة الجماهير بلا أي مقابل رياضي. 

    وكأن هذا لا يكفي، يمتد فشل الملعب في وظيفته الأساسية إلى أرض الملعب نفسها، التي تحولت إلى عشب ميت بشكل متكرر.

     فنظام سحب وتخزين العشب تحت الأرض فشل في الحفاظ على جودته، مما أجبر النادي على إنفاق مئات الآلاف من اليوروهات لتغييره عدة مرات في الموسم الواحد. 

  • إعلان
  • Real Madrid CF v RCD Espanyol de Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    صداع الجيران وفاتورة الملايين: حين يهدد الطموح الأرباح

    لم تتوقف عيوب المشروع عند حدوده الداخلية، بل امتدت لتخلق أزمة خارجية تهدد النموذج المالي الذي بُني عليه الحلم بأكمله.

    الواجهة المعدنية الجديدة، بتصميمها المفتوح، تسببت في تسرب هائل للضوضاء أثناء الحفلات والفعاليات، مما حوّل حياة سكان حي تشامارتين المجاور إلى جحيم. 

    الشكاوى القانونية والضغط المجتمعي أجبر بلدية مدريد على فرض قيود صارمة، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لخطة النادي لتحقيق أرباح ضخمة من الفعاليات لتسديد القرض الملياري.

    فكل حفل يتم تأجيله أو تقليص عدد حضوره يعني خسارة مباشرة للملايين، ليصبح الطموح المعماري عبئًا ماليًا يهدد مستقبل النادي الإقتصادي. 

  • Real Madrid CF v FC Barcelona - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    الدرس الكتالوني: كيف تجنب برشلونة فخاخ البرنابيو؟

    على بعد 600 كيلومتر، يراقب الغريم برشلونة ما يحدث، ويبدو أنه يتعلم الدرس، فرغم معاناته في منفاه المؤقت وتأخر أعمال البناء في كامب نو، إلا أن قراراته الهندسية تظهر حذرًا ملحوظًا.

    تصميم الملعب الجديد تجنب عمدًا فكرتين أساسيتين تسببان الصداع في مدريد: أولاً، لا يوجد نظام لسحب العشب وتخزينه تحت الأرض، مما يجنبهم كارثة العشب الميت.

    ثانيًا، السقف سيغطي المدرجات لكنه لن يغلق الملعب بالكامل، وهو ما يقضي على مشكلة ارتفاع الحرارة في الداخل.

    قد يكون برشلونة مُجبرًا على التواضع بسبب أزمته المالية، لكن هذا التواضع ربما أنقذه من فخاخ التكنولوجيا التي سقط فيها منافسه. 

  • Manchester City v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2024/25 League Knockout Play-off First LegGetty Images Sport

    بيت القصيد

    في نهاية المطاف، تكشف أزمات البرنابيو المتتالية عن حقيقة واحدة: هناك فرق شاسع بين الطموح التكنولوجي والنجاح العملي.

    قصة الملعب الجديد هي حكاية رهان خاسر على حلول هندسية معقدة وعالية المخاطر على حساب الأساسيات المجربة والموثوقة جعلت من مبنى ريال مدريد الفاخر قصر من ورق.

    لقد أراد ريال مدريد بناء ملعب المستقبل، لكنه انتهى بملعب جميل المظهر، يعاني من عيوب جوهرية تؤذي جماهيره، تضر بفريقه، وتهدد خطته المالية. 

    الدرس المستفاد من كل هذا هو أن عظمة الملاعب لا تُقاس بأدواتها التكنولوجية، بل بقدرتها على أداء وظيفتها الأساسية ببساطة وكفاءة.