"حتى لو سألتموني 200 مرة".. مدرب فياريال: لن أتحدث عما حدث أمام ريال مدريد!

حقق ريال مدريد فوزًا صعبًا للغاية على ضيفه فياريال بنتيجة 3-1 في مباراة مثيرة ضمن الجولة الثاممة من الدوري الإسباني، ليعود النادي الملكي إلى صدارة الترتيب برصيد 21 نقطة. جاء الانتصار بفضل أداء هجومي حاسم قاده فينيسيوس جونيور الذي سجل ثنائية، وأضاف كيليان مبابي الهدف الثالث، بينما سجل جورجيس ميكوتادزي هدف فياريال الوحيد.

وقد سمح هذا الانتصار الثمين لفريق المدرب تشابي ألونسو بالضغط على غريمه برشلونة، الذي تعرض لسقوط مدوٍ في اليوم التالي أمام إشبيلية بنتيجة 4-1، ليبقى النادي الملكي منفردًا على القمة. لكن أحداث المباراة لم تخلُ من الجدل التحكيمي الذي ألقى بظلاله على النتيجة وأثار غضب فريق "الغواصات الصفراء"، الذي شعر بأن قرارات الحكم حرمته من فرصة القتال حتى النهاية.

أدار اللقاء الحكم كوادرا فيرنانديز، الذي اتخذ قرارات حاسمة أثرت بشكل مباشر على سير المباراة وأشعلت الأجواء. ففي الشوط الثاني، احتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة لصالح فينيسيوس جونيور سجل منها ريال مدريد الهدف الثاني، لكن الجدل الأكبر تمثل في البطاقة الحمراء التي أشهرها في وجه لاعب فياريال سانتياغو مورينيو في الدقيقة 77. هذا القرار، الذي وصفه حساب "archivo var" المتخصص في التحكيم بأنه "خيالي" ولا يستحق بطاقة صفراء ثانية على الإطلاق، قضى فعليًا على أي أمل لفياريال في العودة، خاصة وأن الفريق كان قد قلص الفارق للتو وبدأ في تهديد مرمى الريال.

وأضاف الحساب الشهير على منصة "إكس"، أن الحكم حرم ريال مدريد أيضًا من ركلة جزاء أخرى واضحة لرودريغو، مما يعكس تخبطه في اتخاذ القرارات لكلا الطرفين، ليحصل في النهاية على تقييم ضعيف جدًا بلغ 3.5 من 10. هذه القرارات أثارت احتجاجات واسعة من لاعبي فياريال ومدربهم مارسيلينو، الذي عبر عن استيائه الشديد في المؤتمر الصحفي.

عندما سُئل مارسيلينو عن قرارات الحكم وتحديدًا ركلة الجزاء والطرد، أجاب بتهكم واضح: "لا أعرف، لن أتحدث عن الحكم". وعندما بادره الصحفي بسؤال آخر حول تأثير القرارات، رد بنبرة ساخرة: "لقد تقدموا في النتيجة عندما كانت المباراة متكافئة. أنت تسهل على الخصم أن يتقدم بفارق هدفين. فلتأتِ لجنة الحكّام وتقرر. أنا متأكد من أن كل شيء كان على ما يرام".

ورغم إصرار الصحفيين، ظل مارسيلينو على موقفه الاحتجاجي الصامت، وعلق مجددًا: "حتى لو سألتموني 200 سؤال عن الحكم، لن أتحدث. على الرغم من أنه إذا كان هناك الكثير من الأسئلة، فربما يكون قد حدث شيء ما"، ملمحًا إلى أن كثرة الجدل حول الحكم تؤكد وجود أخطاء.

وعن رأيه الفني، أوضح: "في الشوط الأول، سيطر الخصم بشكل مبالغ فيه. دافعنا بتكتل منخفض أكثر مما كنا نعتزم، ولكن مع اقترابنا من نهاية الشوط، صنعنا خطورة وحصلنا على أوضح فرصة. كان مدريد يسيطر، لكنه كان متعثراً. عاقبنا الخصم على خطأ فادح، واستعدنا توازننا جيدًا وكنا قريبين من تسجيل التعادل 1-1. إلى أن... تغير كل شيء ولم يعد لدينا ما نفعله"، في إشارة واضحة إلى أن ركلة الجزاء والطرد كانا نقطة التحول التي كسرت فريقه. "سجلنا هدف 2-1 ثم استقبلنا الهدف الثالث بخطأ منا".

يستعد ريال مدريد لدخول مرحلة حاسمة ستحدد ملامح موسمه، حيث تنتظره سلسلة من المواجهات القوية والمصيرية عقب انتهاء فترة التوقف الدولي.

ففي 19 أكتوبر، يفتتح الفريق هذه المرحلة بمواجهة خيتافي في ديربي مصغر ومعقد، حيث تُعرف فرق خيتافي دائمًا بصلابتها الدفاعية وقتاليتها العالية. وبعدها بأيام، سيخوض اختبارًا أوروبيًا صعبًا أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، في صدام بين عملاقين لهما تاريخ طويل من المنافسة، وسيكون اللقاء حاسمًا لتحديد صدارة المجموعة.

بعد ذلك، تتجه الأنظار إلى "كلاسيكو الأرض" يوم 26 أكتوبر ضد الغريم برشلونة، في معركة لا تقتصر على ثلاث نقاط، بل تمثل صراعًا على الهيبة والزعامة وستعطي دفعة معنوية هائلة للفائز. ولن تتوقف التحديات، إذ سيواجه الفريق فالنسيا في ملعب "ميستايا" الصعب، ثم يسافر إلى إنجلترا لمواجهة ليفربول في "آنفيلد" يوم 4 نوفمبر، في لقاء يحمل طابعًا ثأريًا بذكريات النهائيات الأوروبية السابقة.