Barcelona gfxGoal AR

هل حان وقت التغيير يا فليك؟ أزمة برشلونة ليست دفاعية فقط ونبوءة جوارديولا تتحقق من جديد!

يبدو أن الوقت قد حان داخل نادي برشلونة لإعادة طرح تلك المقولة الشهيرة التي قالها بيب جوارديولا قبل أكثر من عقد: “الآن ونحن ننتصر، لا أحد يشكك في النموذج الذي نسير عليه، لكننا لن ننتصر دائمًا، وعندما تأتي لحظة الشك، سيكون علينا أن نؤمن أكثر من أي وقت مضى بالفكرة، لأن الإغراء بالابتعاد عنها سيكون قويًا!".

وربما يعيش برشلونة اليوم هذه اللحظة بالضبط، فالفريق بقيادة  الألماني هانزي فليك لا يلعب بنفس فلسفة جوارديولا حرفيًا، لكنه يعتمد على نهج مشابه في الإصرار على التحكم والاستحواذ والجرأة الهجومية، وهو ما جعله عرضة للانكشاف في المباريات الأخيرة، وأبرزها اللقاء المثير أمام كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا.

في تلك المباراة، كاد برشلونة يتعرض لهزيمة قاسية بعدما اضطر للعودة ثلاث مرات في النتيجة ليخرج بتعادل مثير. ورغم أن الفريق أظهر روحًا قتالية، إلا أن هشاشته الدفاعية وافتقاده للثقة باتا واضحين للعيان. 

النجم الشاب لامين يامال حمل الفريق على كتفيه، محاولًا إنقاذه من الانهيار، لكن الأداء الجماعي كشف عن فريق يشعر بالضعف والارتباك عند أول هجمة خطيرة.

الجدل الآن يتصاعد في كتالونيا: هل يستمر فليك في الإيمان بفلسفة اللعب الهجومي الشجاع رغم المخاطر، أم يبدأ في التراجع نحو نموذج أكثر توازنًا؟ الجواب قد يحدد مستقبل مشروعه، تمامًا كما حذر جوارديولا من قبل — فالإيمان بالنموذج سهل في زمن الانتصارات، لكنه يصبح اختبارًا حقيقيًا حين تهتز الثقة وتتعالى الأصوات المطالِبة بالتغيير.

اقرأ أيضًا | مباراة كلوب بروج وبرشلونة تثبت .. مسمار آخر في "نعش هانزي فليك" وحان وقت تكرار تجربة ليونيل ميسي مع لامين يامال

  • كارثة دفاعية

    على الصعيد الدفاعي، لا يخفى على أحد أن برشلونة يعيش فترة دفاعية صعبة تعد من الأسوأ له خلال السنوات الأخيرة، بعدما فشل في الحفاظ على نظافة شباكه خلال آخر تسع مباريات متتالية في مختلف البطولات، حيث استقبل الفريق 16 هدفًا خلال تلك المواجهات، في سلسلة سلبية لم يعرفها النادي الكتالوني منذ مارس 2013، حين استقبلت شباكه 21 هدفًا في 13 مباراة متتالية.

    هذا التراجع الدفاعي بات مصدر قلق واضح للمدرب هانزي فليك، الذي يحاول إعادة الانضباط والصلابة للمنظومة، خاصة في ظل الأخطاء الفردية المتكررة وغياب التفاهم بين عناصر الخط الخلفي. ورغم امتلاك برشلونة لأسماء مميزة في الدفاع مثل أندرياس كريستنسن، جول كوندي، ورونالد أراوخو، وإريك جارسيا، وباو كوبارسي، فإن غياب التركيز في اللحظات الحاسمة وتكرار فقدان الكرة في مناطق حساسة كلف الفريق أهدافًا مؤثرة.

    وتأتي هذه المعاناة في وقت يحتاج فيه برشلونة إلى استقرار دفاعي لاستعادة توازنه في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، خصوصًا أن الفريق يواجه مباريات قوية في الأسابيع المقبلة.

    جماهير النادي أبدت قلقها عبر مواقع التواصل، مطالبة الجهاز الفني بتصحيح المسار سريعًا قبل أن تتفاقم الأزمة، فيما أكد فليك في تصريحات سابقة أن "تحقيق التوازن بين الهجوم والدفاع هو مفتاح المرحلة القادمة" في رحلة استعادة صلابة برشلونة المعهودة.

  • إعلان
  • .. وهجومية أيضًا!

    لكن غياب الصلابة الدفاعية لا يعني أن أمور الفريق الهجومية تسير على ما يرام، الأرقام المصمتة التي تشير إلى حصيلة برشلونة التهديفية لا تعكس كل الحقيقة، الأرقام وحدها لا تشرح كرة القدم، لكنها في هذه الحالة تكشف واقعًا مزعجًا للمدرب هانزي فليك وجماهير البلوجرانا: الفريق يصنع الكثير من الفرص، لكنه لا يعرف كيف يحوّلها إلى أهداف بسهولة، في حين يبدو هشًا كلما تعرض لهجوم مضاد. فكل محاولة هجومية من الخصوم تُقابل بارتباك واضح في الدفاع، ما يجعل برشلونة يفقد توازنه في لحظات حاسمة.

    الأداء الأخير لفريق برشلونة أمام كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا أثار موجة من الجدل بين الجماهير والمحللين، بعد أن كشفت الإحصائيات عن تراجع واضح في فاعلية الفريق الهجومية على حد سواء، فبينما احتاج الفريق البلجيكي إلى 23 هجمة فقط ليسدد 11 كرة ويسجل 3 أهداف، احتاج برشلونة إلى 80 هجمة كاملة للوصول إلى نفس الحصيلة التهديفية، وهو فارق يعكس خللاً واضحًا في دقة الإنهاء أمام المرمى مع فريق لا يعد قطعًا من بين الأفضل في أوروبا!.

  • Yamal Raphinha LewandowskiGOAL

    تفسير منطقي.. وهل حان وقت التغيير؟

    صحيح أن برشلونة يفتقد منذ أكثر من شهر لخدمات أهم هدافين له في الموسم الماضي وهما روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا، إلا أن هذا لا يفسر قطعًا سر التراجع الهجومي على مستوى الإنهاء في ظل وجود نجوم صف أول في الخط الهجومي للفريق الكتالوني، مثل لامين يامال وفيران توريس وماركوس راشفورد وفيرمين لوبيز.

    ويطرح هذا الواقع سؤالًا كبيرًا داخل البيت الكتالوني: هل يجب الاستمرار في الإيمان بالنموذج الحالي القائم على الاستحواذ والبناء البطيء من الخلف، أم إن الوقت حان لتعديل النهج التكتيكي بما يتناسب مع متطلبات السرعة والحسم في كرة القدم الحديثة؟ فليك بدوره يدافع عن فلسفته، مؤكدًا أن "الثقة في النموذج ستؤتي ثمارها قريبًا"، لكن الواقع يشير إلى أن برشلونة أمام مفترق طرق حقيقي بين التمسك بالمبادئ أو تغيير المسار قبل فوات الأوان.

  • خلافات بين السطور!

    داخل غرفة ملابس برشلونة لا تسير الأمور على ما يرام، وهذا واضح أيضًا للعيان، نجوم من عينة فيران توريس وفرينكي دي يونج تحدثوا علنًا عن ضرورة تغير النهج خصوصًا فيما يتعلق باستقبال الفريق للهجمات بسهولة.

    لكن فليك أصر في التصريحات عقب مباراة كلوب أن الأفكار لن تتغير وإنما ستتغير نجاعتها على حد تعبيره، الألماني عنيد فيما يخص تكتيكه، وجمهور برشلونة بدأ ينفد صبره أمام مستوى يشير بعلامات الاستفهام إلى أداء الفريق ليس دفاعيًا فقط.. بل هجوميًا أيضًا!.