"أنتم لا تفهمون كرة قدم" .. جوندوجان يهاجم منتقدي فلوريان فيرتس في ليفربول

عندما حصل ليفربول على فيرتس من باير ليفركوزن مقابل مبلغ مذهل قدره 133 مليون يورو (116 مليون جنيه إسترليني/154 مليون دولار)، كانت التوقعات عالية للغاية.

 كان اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا يُنظر إليه على أنه القوة الإبداعية التي ستعيد إحياء هجوم الريدز وخليفة جيل عظماء النادي. ومع ذلك، بعد 10 مباريات فقط في رحلته في الدوري الإنجليزي الممتاز، يجد لاعب الوسط الشاب نفسه في قلب انتقادات شديدة لفشله في تسجيل أي هدف أو تمريرة حاسمة.

لكن هذه القصة لم تمر مرور الكرام على مجتمع كرة القدم، ولا سيما على قائد المنتخب الألماني السابق جوندوجان، الذي يعرف ضغوط كرة القدم الإنجليزية عن كثب بعد تجربته في الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي. 

جوندوجان، الذي يلعب الآن في جلطة سراي، أعرب صراحة عن تعاطفه مع وضع فيرتس، وأدان الأحكام القاسية التي أحاطت بأدائه في ليفربول، وحث المشجعين على النظر إلى ما هو أعمق من الإحصائيات.

بعد أن أمضى سبع مواسم في إنجلترا وبرز كأحد أكثر لاعبي الوسط ذكاءً من الناحية التكتيكية في العالم، يدرك جوندوجان أكثر من غيره ثقل التوقعات التي تصاحب الانتقالات الكبيرة.

"مع ارتفاع رسوم انتقال فلو، كان من الواضح إلى حد ما أن الأمور قد تصبح صاخبة للغاية في إنجلترا - للأسف، هذه هي الطريقة التي تعمل بها هذه الصناعة في الوقت الحاضر. ليس ذنب فلو أنه كلف الكثير. ومع ذلك، من المفهوم أن الناس يتوقعون منه الكثير. لكنني قرأت أنه في جميع المسابقات، لم يخلق أي لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز فرصًا أكثر من فلو"، قال جوندوجان في مقابلة مع صحيفة بيلد.

وأضاف اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا: "أود أن أرى تحليلًا أكثر تعمقًا هنا - وألا يقتصر التركيز على الأهداف والمساهمة فقط. أي شخص لا يرى الجودة المتميزة لفلو لا يفهم الكثير عن كرة القدم. وصفه بالفشل في الانتقالات أمر مبالغ فيه تمامًا.

أنا متأكد من أن الأهداف والأسيستات ستأتي قريبًا جدًا - إن لم يكن في أكتوبر، فمن نوفمبر فصاعدًا. لا يوجد لاعب أو شخص في هذا العالم يمكنه تجاهل كل هذه الضجة تمامًا؛ فهي تؤثر عليك دائمًا. ومع ذلك، أعتقد أن فلو، كإنسان، وبفضل موهبته الهائلة، سيتجاوز هذه المرحلة. سيكون ذلك مهمًا للغاية بالنسبة للمنتخب الألماني. شخصيًا، ليس لدي الكثير من الشكوك وأرى أن الأمر مجرد مسألة وقت".

صعوبات فيرتس في بداياته ليست فريدة من نوعها في عالم كرة القدم الذي يتسم بضغوط شديدة. واجه العديد من العظماء شكوكًا مماثلة قبل أن يقلبوا حظوظهم..

عانى تييري هنري من بداية صعبة في آرسنال قبل أن يصبح أيقونة الدوري الإنجليزي الممتاز بـ 157 هدفًا. تم استبعاد دينيس بيركامب بعد سلسلة من المباريات دون أهداف، لكنه قاد آرسنال لاحقًا إلى عصره الذهبي.

 حتى في ليفربول، تم استبعاد محمد صلاح باعتباره فاشلاً في تشيلسي قبل أن يعود إلى إنجلترا ليصبح أحد أكثر اللاعبين تهديفًا في النادي.

دعماً لفيرتس، أوضح مدرب ليفربول آرني سلوت أن لاعب الوسط تم توظيفه أحياناً في أدوار غير مألوفة، بما في ذلك في مركز رقم 10 وعلى الجناح الأيسر، مما أثر على تأثيره.

 اقترح سلوت أن فيرتس قد يزدهر إذا مُنح مزيداً من الحرية للتوغل من اليسار، على غرار الطريقة التي يلعب بها تحت قيادة يوليان ناجلسمان وفريقه السابق ليفركوزن.

 كما أقر مدرب الريدز بالتحديات التي واجهها فيرتس، مشيرًا إلى المباريات الصعبة التي خاضها ليفربول في بداية الموسم، بما في ذلك مباريات ضد بورنموث ونيوكاسل وآرسنال وبيرنلي، مما جعل من الصعب على أي لاعب أن يزدهر.

كما دعم يورجن كلوب، المدير الفني السابق لليفربول، فيرتس، واصفًا إياه بـ "موهبة تظهر مرة كل قرن" ومؤكدًا أن الانتقادات المستمرة "مبالغ فيها بعض الشيء".

حافظ فيرتس على رباطة جأشه رغم الضجة المتزايدة من حوله. وفي معرض حديثه عن الأشهر الأولى له في ليفربول، قال: "أعرف ما يمكنني فعله، وأعرف أنني سأظهره بالكامل في النهاية على أرض الملعب. لذا، أبقى هادئًا. هذه نصيحة جيدة".

واعترف بافتقاره إلى المساهمة المباشرة في تسجيل الأهداف حتى الآن، وأضاف أن مثل هذه المراحل هي جزء من اللعبة: "بالطبع، كنت أود أن أسجل أو أساعد في تسجيل الأهداف بالفعل، لكنني أعلم أن ذلك سيحدث. أحيانًا لا تسير الأمور كما تريد، لكنني أعمل كل يوم على تحسين مستواي. أعلم أنني أستطيع لعب كرة قدم جيدة، وأن الأمر مجرد مسألة وقت".

مع بقاء معظم الموسم أمامه، لدى فيرتس متسع من الوقت لإسكات الانتقادات الموجهة إليه واستعادة مستواه مع ناديه الجديد ليفربول.