Joan Laporta - Lionel Messi - Josep Maria Bartomeu - BarcelonaGetty Image/ GOAL AR

ورث إمبراطورية مدمرة وباع مستقبل برشلونة بأكاذيبه .. جوان لابورتا "الظالم والمظلوم"

"برشلونة نعم جوان لابورتا لا".. بهذه الكلمات أخذت جماهير العملاق الإسباني تردد ضد رئيس ناديهم الحالي، متجاهلين الفترة الذهبية السابقة، تحت قيادة هذا الرجل.

لابورتا البالغ من العمر 62 سنة، تولى رئاسة نادي برشلونة في الفترة من 2003 إلى 2010، قبل أن يعود مجددًا بعد 11 سنة كاملة، وتحديدًا في مارس من عام 2021 وحتى الآن.

وحقق لابورتا العديد من الإنجازات في مختلف الألعاب، خلال فترة ولايته الأولى على رأس مجلس إدارة نادي برشلونة، أبرزها سداسية الفريق الأول لكرة القدم "التاريخية" في عام 2009؛ وهي: "الدوري الإسباني، كأس الملك، السوبر المحلي، دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية".

وفي المجمل.. قاد الرجل الملقب بـ"الرئيس الذهبي"، الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة للتتويج بـ12 لقبًا مختلفًا في ولايته الأولى؛ من بينهم 4 بطولات في الدوري الإسباني و2 في دوري أبطال أوروبا.

لكن.. هذا لا يمنع أن الجماهير من حقها أن تنقلب على لابورتا، خلال ولايته الثانية، التي شهدت تدهورًا في أوضاع النادي الاقتصادية والرياضية؛ على الرغم من أنها لم تخلُ من الإنجازات أيضًا.

وتوّج الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة بـ3 ألقاب، خلال رئاسة لابورتا "الثانية"؛ وذلك على الرغم من كل المشاكل الاقتصادية والرياضية التي يُعاني منها هذا الكيان العالمي العملاق.

إذًا.. يتبقى أن نتساءل: "هل يتحمل جوان لابورتا بالفعل مسؤولية تدهور أوضاع برشلونة الاقتصادية والرياضية في (ولايته الثانية).. أم أنه ضحية لأخطاء من سبقوه في رئاسة النادي؟!".

النسخة العربية من موقع "جول"، ستحاول الإجابة على هذا السؤال، من خلال استعراض بعض الوقائع من داخل البيت الكتالوني، مع مقارنة بين فترتي ولاية لابورتا الأولى والثانية..

  • Joan Laporta in the Goodbye to Johan Cruyff at Camp Nou

    الولاية الأولى.. اعتماد لابورتا على قيادات رياضية كبيرة

    من أسباب نجاح جوان لابورتا في فترة ولايته الأولى كـ"رئيس" لبرشلونة؛ هو اعتماده على قيادات رياضية كبيرة، كانت هي من تتخذ القرارات الخاصة بالفريق الأول لكرة القدم.

    في النهاية.. لابورتا رجل قانون "محامي" لم يمارس كرة القدم، وكل ما يربطه بهذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم، أنه أحد العشاق المتعصبين لنادي برشلونة.

    واستعان لابورتا في ولايته الأولى، بالأسطورة الهولندية يوهان كرويف، أحد أعظم اللاعبين والمدربين الذين مروا على نادي برشلونة؛ وعيّنه كرئيس شرفي ومستشار فني للنادي.

    ولا ينسى أحد نصيحة كرويف التاريخية للابورتا، في صيف عام 2008؛ عندما أعلن المدرب الهولندي فرانك ريكارد، الرحيل عن القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة.

    وقتها.. أراد رئيس نادي برشلونة أن يتعاقد مع المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، لتدريب الفريق الأول لكرة القدم؛ لكن كرويف عارض هذا الأمر، ورشح اسمًا مفاجئًا للجميع.

    هذا الاسم الذي رشحه الأسطورة الهولندية للابورتا، هو المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا، الذي كان يقود وقتها فريق برشلونة ب "الرديف"، أو ما يُعرف حاليًا باسم برشلونة أتلتيك.

    يوهان كرويف قال لجوان لابورتا: "إذا أردت الحفاظ على هوية برشلونة، عليك أن تعيّن جوارديولا مديرًا فنيًا للفريق الأول"؛ وهو الأمر الذي استجاب له رئيس العملاق الإسباني، ليكتب هذا المدرب الشاب التاريخ فيما بعد، وتثبت صحة نظرية الأسطورة الهولندية الخالدة.

    وبعيدًا عن كرويف.. كان يتواجد أحد عباقرة الإدارة الرياضية في مجلس لابورتا، خلال ولايته الأولى؛ وهو تيكسيكي بيجريستين، الذي يعود له الفضل الأول في بناء جيل برشلونة الذهبي.

    بيجريستين عمل على جانبين بالتوازي؛ وهما: "الاهتمام باللاعبين الناشئين في مدرسة برشلونة (اللاماسيا)، والتعاقد مع أسماء تخدم الفريق الأول لكرة القدم حتى ولو كانت أقل شهرة".

    هذه السياسة أثبتت نجاحها الكبير؛ حيث أصبح برشلونة يجمع بين مواهب النادي وقتها مثل الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي والثلاثي الإسباني تشافي هيرنانديز وأندرياس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس، والقادمون من الخارج وعلى رأسهم الكاميروني صامويل إيتو والبرازيلي داني ألفيش والبرتغالي ديكو وغيرهم الكثير.

  • إعلان
  • Ronaldinho BarcelonaGetty

    الولاية الأولى.. صفقات لابورتا الناجحة رغم الوعود الكاذبة

    جماهير برشلونة تتهم جوان لابورتا حاليًا بـ"الكذب"، بسبب وعوده الذي لم ينفذها؛ لكن هذا الرجل تعرض لنفس الموقف، في فترة ولايته الأولى.

    من ضمن وعود لابورتا الانتخابية، التي جعلته يفوز برئاسة نادي برشلونة في عام 2003؛ التعاقد مع الأسطورة الإنجليزية دافيد بيكهام، من عملاق "البريميرليج" مانشستر يونايتد.

    بيكهام كان وقتها أكثر من مجرد لاعب؛ فهو بمثابة "علامة تجارية كبيرة"، يعني التعاقد معه جذب عقود رعاية والحصول على مداخيل اقتصادية ضخمة.

    لكن ما حدث؛ هو نجاح الغريم الأزلي ريال مدريد، في حسم صفقة بيكهام لصالحه، وحرمان جوان لابورتا من تنفيذ وعده الانتخابي، بالتعاقد مع الأسطورة الإنجليزية.

    فورًا.. تحرك لابورتا من أجل التعاقد مع لاعب بديل؛ حيث وقع الاختيار وقتها على الساحر البرازيلي رونالدينيو، الذي كان ينشط في صفوف فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان.

    رونالدينيو كان في ذلك الوقت اسمًا أقل شهرة من دافيد بيكهام بالطبع؛ ولكن ما شفع للابورتا أن هذا اللاعب قدّم نفسه بقوة، في بطولة كأس العالم 2002.

    وبالفعل.. حسم لابورتا صفقة رونالدينيو في صيف عام 2003؛ ليصبح هذا اللاعب هو قائد ثورة برشلونة الحقيقية، والذي أعاد الفريق الأول لكرة القدم إلى منصات التتويج، بعد غياب منذ عام 1999.

    ويكفي القول إن رونالدينيو أحد لاعبي برشلونة القلائل، الذين "صفق" لهم جمهور نادي ريال مدريد، وعلى أرضية ملعب "سانتياجو برنابيو" في العاصمة الإسبانية بالذات؛ بعد إبداعه في إحدى المباريات التي جمعت الفريقين.

  • Zlatan Ibrahimovic Barcelona 2009Getty Images

    الولاية الأولى.. أخطاء كارثية غطت عليها النجاحات الرياضية

    لا يختلف اثنان على قيمة الأسطورة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش، الذي تعاقد معه نادي برشلونة في صيف عام 2009، قادمًا من العملاق الإيطالي إنتر.

    وقتها.. فاجأ جوان لابورتا، رئيس مجلس إدارة نادي برشلونة، العالم أجمع بهذه الصفقة التاريخية مع إنتر؛ والتي جاءت تفاصيلها على النحو التالي:

    - دفع مبلغ مالي يتراوح بين 40 إلى 45 مليون يورو إلى إنتر.

    - الاستغناء عن المهاجم الكاميروني صامويل إيتو بشكل نهائي إلى إنتر.

    وعلى الرغم من القيمة الفنية الكبيرة لإبراهيموفيتش؛ إلا أن إيتو كان أحد أهم عناصر جيل برشلونة الذهبي، الذي حقق ثلاثية "الدوري الإسباني، أبطال أوروبا، كأس الملك"، في عام 2009.

    لذلك.. الاستغناء عن المهاجم الكاميروني مع دفع مبلغ مالي، مقابل التعاقد مع زلاتان إبراهيموفيتش، كانت هي المفاجأة الكبرى؛ وليس التعاقد مع الأسطورة السويدية بحد ذاته.

    وبالفعل.. أثبتت الأيام خطأ لابورتا الكبير؛ حيث نجح صامويل إيتو في قيادة الفريق الأول لكرة القدم بنادي إنتر، لتحقيق الثلاثية التاريخية عام 2010 "الدوري الإيطالي، دوري أبطال أوروبا، كأس إيطاليا".

    من ناحيته.. إبراهيموفيتش دخل في خلافات عنيفة مع الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي برشلونة وقتها؛ ليرحل بعد موسم رياضي واحد، إلى ميلان الإيطالي - على سبيل الإعارة -، ثم البيع النهائي مقابل 24 مليون يورو فقط.

    وعلى الرغم من ذلك.. لم يتوقف الكثيرون أمام هذا الخطأ الكارثي من جوان لابورتا؛ حيث كانت تغطي النجاحات التي يحققها الفريق الأول لكرة القدم وقتها، على الكثير من الأمور الغريبة داخل النادي.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Lionel Messi Xavi BarcelonaGetty

    الولاية الثانية.. جوان لابورتا يهين أساطير برشلونة الخالدة

    عندما عاد جوان لابورتا في "ولايته الثانية" على رأس مجلس إدارة نادي برشلونة، في مارس من عام 2021؛ أصبح يُعرف بأنه الشخص الذي أهان أساطير العملاق الكتالوني.

    وبالفعل.. رحل 3 أساطير خالدة في تاريخ برشلونة، بشكل سيئ للغاية عن النادي، خلال فترة ولاية لابورتا الثانية، لأسباب مختلفة؛ وهم:

    - الأرجنتيني ليونيل ميسي.

    - الهولندي رونالد كومان.

    - الإسباني تشافي هيرنانديز.

    ميسي عقده مع نادي برشلونة كان ينتهي في 30 يونيو من عام 2021؛ وعندما ترشح لابورتا في انتخابات برشلونة، كان وعده الأساسي هو التجديد مع الأسطورة الأرجنتينية.

    وأخذ لابورتا في كل مؤتمر صحفي، يؤكد على أنه الوحيد القادر على تجديد عقد ميسي، من بين جميع المرشحين لرئاسة مجلس إدارة برشلونة؛ ولكن عندما تم انتخابه، أعلن استحالة تنفيذ هذا الأمر، ليرحل الأسطورة الأرجنتينية عن نادي حياته.

    بالطبع.. رحيل ميسي في حد ذاته كان كـ"الكارثة" بالنسبة لجماهير برشلونة؛ لكن ما زاد الطين بلة على جوان لابورتا، هو وعوده الكاذبة بتجديد عقد اللاعب، واستمراره مع النادي - حتى الاعتزال -.

    الحقائق تؤكد أن تجديد عقد ميسي في ذلك الوقت، كان أمرًا مستحيلًا بالفعل، بسبب قوانين اللعب المالي النظيف التي وضعها رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت برشلونة، في عام 2020، عقب تفشي فيروس "كورونا".

    البعض ردد أن الأسطورة الأرجنتينية كان مستعدًا لأن يلعب مجانًا لبرشلونة أو بالحد الأدنى من الرواتب؛ وهذا قد يكون صحيحًا، ولكن قوانين تيباس تمنع هذا الأمر، وأكبر دليل على ذلك.. ما فعله مع البرتغالي جواو فيليكس، الذي استعاره العملاق الكتالوني في صيف عام 2023، من فريق العاصمة الإسبانية أتلتيكو مدريد.

    وقتها.. وافق فيليكس على اللعب في برشلونة بـ"الحد الأدنى" للرواتب؛ لكن تيباس قيمه في سجلات اللعب المالي النظيف لبرشلونة بـ"مبلغ أعلى"، وبما يتناسب مع قيمة اللاعب الفنية.

    لذلك.. كل المؤشرات كانت تؤكد استحالة تجديد عقد ميسي، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في برشلونة؛ ولكن.. هذا لا يعفي جوان لابورتا من الخطأ؛ حيث استخدم اسم الأسطورة الأرجنتينية في وعود كاذبة، سواء بـ"تسرع منه أو جهل بأوضاع النادي وقتها".

    * طرد رونالد كومان وتشافي من نادي برشلونة

    وبعد ميسي.. طرد جوان لابورتا كلًا من رونالد كومان وتشافي هيرنانديز على التوالي، من القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة؛ بسبب سوء النتائج.

    نعم.. برشلونة تلقى هزائم ثقيلة في عهد كومان وتشافي، وخسر البطولة تلو الأخرى؛ لذلك قد يكون إقالتيهما أمر منطقي رياضيًا؛ ولكن هذا لا يمنع أن لابورتا أخطأ في طريقة الاستغناء عنهما.

    لابورتا تلاعب بكومان، بعد أشهر قليلة من توليه رئاسة برشلونة؛ حيث أعلن أن الأسطورة الهولندية سيستمر على رأس القيادة الفنية للفريق الأول؛ ولكنه في نفس الوقت كان يبحث عن مدرب جديد، من أجل إقالته من منصبه.

    أما مع تشافي.. خرج لابورتا في مؤتمر صحفي يجدد الثقة فيه على رأس القيادة الفنية للفريق الأول، قبل أن يعلن بعدها بأيام قليلة للغاية، إقالة الأسطورة الإسبانية من منصبه، متحججًا بأن المدرب لا يثق في نجوم برشلونة، وذلك بعد تصريحاته الذي قال فيها: "لن نستطيع أن ننافس ريال مدريد على البطولات بهؤلاء اللاعبين.. نحتاج إلى صفقات جديدة".

  • Ousmane Dembele Josep Maria Bartomeu Barcelona 2017Getty

    الولاية الثانية.. جريمة لابورتا تكمل كوارث بارتوميو في برشلونة

    مرت 3 سنوات ونصف منذ بدء الولاية الثانية لجوان لابورتا، على رأس مجلس إدارة برشلونة؛ وعلى الرغم من ذلك لم يستطع النادي، الخروج من أزمته الاقتصادية الخانقة.

    البعض يحمل لابورتا المسؤولية، وآخرون يعتبرون أنه ورث حملًا ثقيلًا للغاية من سلفه جوسيب ماريا بارتوميو، الذي قدّم استقالته من منصبه، قبل أشهر قليلة من نهاية ولايته؛ بسبب انقلاب الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، مهاجم الفريق الأول لكرة القدم وقتها عليه، وتهديده بالرحيل من النادي من خلال "البروفاكس" الشهير.

    في الحقيقة أن لابورتا ورث ما يُمكن تسميته بـ"الإمبراطورية المدمرة" بالفعل من بارتوميو؛ فهذا الأخير قام بشراء بعض اللاعبين بمبالغ فلكية؛ وعلى رأسهم:

    - البرازيلي فيليب كوتينيو "120 مليون يورو + 40 مليونًا متغيرات".

    - الفرنسي عثمان ديمبلي "105 ملايين يورو + 40 مليونًا متغيرات".

    - الفرنسي أنطوان جريزمان "120 مليون يورو".

    ليس هذا فقط.. قام بارتوميو بمنح بعض اللاعبين رواتب فلكية؛ مثل الهولندي فرينكي دي يونج، الذي أخذ راتبه في التصاعد حتى وصل إلى 37 مليون يورو بـ"الضرائب"، في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025.

    أيضًا.. تجاهل بارتوميو مطالبات تجديد ملعب "كامب نو" الخاص بنادي برشلونة، خلال فترة تفشي فيروس "كورونا"، مثلما فعل العملاق الإسباني الآخر ريال مدريد، على الرغم من أن المباريات وقتها كانت تُلعب بدون جمهور؛ ليأتي لابورتا ويتولى هذه المهمة، ولكنها تتسبب حاليًا في خسائر مالية للنادي، تقارب الـ100 مليون يورو.

    كل ذلك مع قوانين اللعب المالي النظيف، الذي وضعها خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ضربت النادي بعد تفشي فيروس "كورونا"؛ جعلت برشلونة لا يستطيع العودة إلى قاعدة 1/1، وبالتالي عدم القدرة على التعاقد مع لاعبين كبار.

    ومن ناحيته.. ارتكب لابورتا ما يُمكن اعتباره بـ"الجريمة في حق برشلونة"، عندما تولى رئاسة النادي في مارس 2021؛ حيث أراد أن يخرج من أرث بارتوميو سريعًا، وإيجاد حلول من أجل التعاقد مع نجوم جدد.

    هُنا.. قام جوان لابورتا في صيف عام 2022، ببيع بعضٍ من أصول برشلونة مثل "استوديوهات النادي"؛ وهو ما وفر مبالغ مالية، استطاع من خلالها التعاقد مع أكثر من لاعب كبير؛ أمثال: المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، المدافع الفرنسي جوليس كوندي، النجم البرازيلي رافينيا ومتوسط الميدان الإيفواري فرانك كيسييه.

    لكن مقابل ذلك؛ تسبب جوان لابورتا في خسائر مستقبلية لنادي برشلونة؛ كما أن عملية بيع أجزاء من أصول هذا الكيان العملاق، كانت كالمسكن وليس الحل للمشكلة الاقتصادية.

  • Xavi talks with his technical staff Getty Images

    الولاية الثانية.. تشافي شريك في جريمة لابورتا ضد برشلونة

    عندما باع جوان لابورتا، بعضًا من أصول نادي برشلونة - كما ذكرنا -؛ كان هدفه هو تلبية طلبات الأسطورة الإسبانية تشافي هيرنانديز، الذي كان يتولى وقتها القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم.

    لابورتا ظن أن تشافي قادر على إعادة أمجاد برشلونة السابقة؛ وبالتالي.. تعويض أجزاء كبيرة من النتائج السلبية المترتبة على بيع بعض من أصول النادي.

    الهدف الرئيسي كان التتويج بلقب الدوري الإسباني، مع الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا - على المدى القريب -، ثم المنافسة على البطولة في المستقبل.

    ما حدث هو أن تشافي جلب الدوري الإسباني إلى برشلونة بالفعل في موسم 2022-2023؛ ولكنه حقق نتائج كارثية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولمدة موسمين متتاليين.

    برشلونة ودع دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، تحت قيادة المدير الفني تشافي هيرنانديز، في موسمي 2021-2022 و2022-2023؛ ما تسبب في خسائر اقتصادية ضخمة للنادي، الذي لم يستطع تحقيق الموازنة المالية الذي كان يضعها لنفسه.

    وفي موسم 2023-2024، وعلى الرغم من وصول برشلونة إلى ربع النهائي، قبل الخروج أمام فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان؛ إلا أن العملاق الإسباني تعرض مع تشافي، لخسارتين مفاجئتين في دور المجموعات، أمام شاختار دونتسيك الأوكراني ورويال أنتويرب البلجيكي.

    الخسارتان تسببتا في فقدان برشلونة بعض النقاط المهمة في التصنيف الأوروبي، والتي منعته من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية بـ"نظامها الجديد"، والمقررة في صيف عام 2025؛ وبالتالي.. خسارة مبالغ مالية ضخمة، كانت ستساعد النادي في حل أزمته الاقتصادية سريعًا.

    أي أن فشل تشافي هيرنانديز في تحقيق أهداف برشلونة "الرياضية"، والتي تم الاتفاق عليها سابقًا؛ كانت أحد العوامل التي أخرت من عودة النادي إلى وضعه الاقتصادي الطبيعي.

  • Joan Laportafcbarcelona.com

    الولاية الثانية.. تأخر جوان لابورتا في توقيع عقود الرعاية الضخمة

    بعيدًا عن فشل تشافي هيرنانديز الرياضي - الذي تحدثنا عنه سابقًا -؛ فإن جوان لابورتا لم ينجح هو الآخر، في تنفيذ الجزء الخاص به؛ وهو توقيع عقود الرعاية الضخمة، التي وعد بها.

    ومنذ نهاية الموسم الرياضي الماضي 2023-2024، ولابورتا يؤكد على أن برشلونة سيخرج من أزمته الاقتصادية، ويعود إلى وضعه الطبيعي الذي يسمح له بجلب أبرز نجوم العالم؛ وهو ما لم يتحقق - حتى الآن -.

    تصريحات جوان لابورتا التي وعد فيها الجماهير، بالعودة إلى الوضع الاقتصادي الطبيعي للنادي، كان يعتمد فيها على جانبين أساسيين؛ هما:

    - تجديد عقد شركة نايكي.

    - الحصول على أموال شركة ليبيرو.

    بالنسبة لشركة "نايكي".. في البداية عمل لابورتا على فسخ العقد الذي وقعه "سلفه" جوسيب ماريا بارتوميو، من خلال حكم قضائي؛ بهدف التفاوض على مبلغ مالي أكبر، أو التوقيع مع شركة أخرى؛ لأنه كان يرى أن هناك بعض البنود المجحفة في حق نادي برشلونة.

    وبعد أن رفضت المحكمة شكوى لابورتا؛ بدأ رئيس العملاق الإسباني في التفاوض مع "نايكي" لتجديد العقد، مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 90 إلى 100 مليون يورو سنويًا، مع الحصول على مكافأة فورية تقدر بـ120 مليون يورو تقريبًا.

    وعلى حسب كلام لابورتا، في مؤتمر صحفي عقده أمس الإثنين، كان من الممكن أن يوقع العقد مع "نايكي" بالفعل، ويخرج برشلونة من أزمته الاقتصادية - كما وعد الجماهير -؛ ولكنه لم يرد أن يتسرع، حيث يرغب في مراجعة كافة البنود بأريحية، حتى يوفر للنادي أضخم عقد رعاية في التاريخ.

    وبخصوص شركة "ليبيرو" التي تخلفت عن دفع الأموال الخاصة بشراء "ستوديوهات برشلونة"؛ فقد أكد لابورتا على أنه يتفاوض مع أكثر من شركة أخرى، لشراء هذه الحصة.

    وإذا كانت مبررات جوان لابورتا بخصوص عقد "نايكي"، يمكن تقبلها؛ إلا أن هذا لا يمنع فشله الكبير في ملف "ستوديوهات برشلونة"؛ حيث قام ببيع هذه الحصة لشركة لم تفِ بوعودها، كما لم يتمكن من تعويضها ببديل آخر - حتى الآن -.

  • Deco Barcelona 2024Getty Images

    الولاية الثانية.. كذبة نيكو ويليامز وورطة المدير الرياضي ديكو

    كان الثنائي الإسباني نيكو ويليامز والبرتغالي ديكو، بمثابة المسمار الأخير في "نعش" جوان لابورتا، خلال ولايته الثانية على رأس مجلس إدارة نادي برشلونة.

    جماهير برشلونة كانت تشعر بحماسٍ كبير للغاية، للتعاقد مع ويليامز من أتلتيك بيلباو الإسباني؛ خاصة بعد تألقه مع منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، في بطولة كأس أمم أوروبا الأخيرة "يورو 2024"، بالإضافة إلى علاقته القوية مع نجوم الفريق الكتالوني، وعلى رأسهم الجوهرة لامين يامال.

    وبالفعل.. صرح لابورتا في بداية صيف العام الحالي، بأن برشلونة في وضع يسمح له بالتعاقد مع نيكو ويليامز، ودفع قيمة الشرط الجزائي في عقده مع بيلباو، والذي يُقدر بـ58 مليون يورو.

    ومر الميركاتو الصيفي بالكامل وأغلق أبوابه، بدون أن يتعاقد نادي برشلونة مع ويليامز، الذي أعلن استمراره مع بيلباو، والحصول على القميص رقم 10، في صفوف الفريق الأول لكرة القدم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل كان جوان لابورتا يكذب في ملف نيكو ويليامز أيضًا؟!

    الحقيقة الواضحة هي أن برشلونة كان يملك أموال الصفقة بالفعل "58 مليون يورو"؛ والدليل.. هو توجه النادي إلى خيار داني أولمو، فور فشل التعاقد مع نيكو ويليامز، وضمه من لايبزيج الألماني مقابل 55 مليون يورو تقريبًا.

    لكن الحقيقة الأخرى؛ هي أن برشلونة لم يستطع توفير الضمانات الكافية لنيكو، من أجل تسجيله في قائمة الفريق الأول لكرة القدم، وهو الأمر الذي جعل اللاعب يفضل البقاء مع أتلتيك بيلباو؛ حسب قول الإعلامي الرياضي جيرارد روميرو.

    وفي الحقيقة.. برشلونة وجد صعوبات كبيرة في تسجيل عقد أولمو بالفعل، بسبب قوانين اللعب المالي النظيف؛ ولم يستطع أن يقيد اللاعب في قائمته، إلا بعد رحيل أكثر من لاعب عن صفوفه، بالإضافة إلى رفع اسم المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن "مؤقتًا"، عقب تعرضه لإصابة ستبعده عن الملاعب من شهرين إلى 4 أشهر.

    أيضًا.. يتهم قطاع جماهيري كبير لابورتا، بالاعتماد على قيادات فاشلة في الإدارة، مثل البرتغالي ديكو الذي يتولى منصب المدير الرياضي لنادي برشلونة، والذي لم يتمكن من التعاقد مع لاعبين عالميين، أو تلبية احتياجات الفريق الأول.

    نعم.. ديكو فشل بشكل كبير في ملف التعاقدات، ولكن ربما يكون ذلك أمرًا طبيعيًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنادي؛ فكما قالت صحيفة "سبورت": "إنه أفقر مدير رياضي في العالم".

    ولا يمكن إغفال أن ديكو نجح في بعض الملفات الأخرى؛ مثل إصراره على التعاقد مع المدير الفني الألماني هانسي فليك، وثقته في أنه الوحيد القادر على تغيير عقلية الفريق واللاعبين، وهو ما ظهر صحته في بداية الموسم الرياضي الحالي، إلى جانب نجاحه في تجديد عقود أبرز مواهب برشلونة الشابة، والحفاظ عليها رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

  • Joan Laporta Barcelona 2023Getty

    الخلاصة في عهد جوان لابورتا مع العملاق الإسباني برشلونة

    الخلاصة من كل ما تم ذكره في السطور السابقة، بخصوص جوان لابورتا ورئاسته لنادي برشلونة الإسباني، سواء في الولاية الأولى أو الثانية؛ هي التالي:

    - لابورتا يتسرع في إطلاق الوعود لجماهير نادي برشلونة، ثم يفشل في تحقيقها؛ ليتم وصفه بعد ذلك بـ"الكاذب".

    - لابورتا لا يستطيع النجاح وحيدًا؛ حيث يحتاج إلى قيادات رياضية كبيرة بجواره، مثلما حدث في الولاية الأولى.

    - لابورتا شجاع في اتخاذ القرارات الضرورية مثل رحيل ليونيل ميسي؛ ولكنه ينفذ هذه القرارات بأسلوب كارثي.

    - لابورتا يدفع ثمن كوارث جوسيب بارتوميو؛ ولكنه أيضًا يتخبط من أجل الخروج منها ولا يجد الطريق السريع.

    وينفي لابورتا دائمًا عن نفسه اتهامات "الكذب على الجماهير"؛ حيث يؤكد على أنه شخص متفائل بطبعه، لذلك يتوقع الأفضل دائمًا للمستقبل.

    وسواء كان لابورتا يكذب أو لا.. فمن هُنا وحتى نهاية عام 2024؛ أي خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة القادمة، سيتحدد مصير رئيس النادي الإسباني بشكل كبير، خاصة أن الفريق الأول لكرة القدم من المقرر أن يعود إلى ملعبه "الكامب نو" بعد التجديد، بالإضافة إلى اتضاح إمكانية توقيع عقود الرعاية العالقة، من عدمها.

    جدير بالذكر أن انتخابات برشلونة الجديدة ستكون في صيف عام 2026؛ حيث ينوي لابورتا الترشح لـ"ولاية ثالثة"؛ ولكن كما ذكرنا.. كل ذلك سيكون رهن ما سيحققه في الثلاثة أو الأربعة أشهر القادمة.

0