جنة كرة القدم (5) | تشكيل بديل! هل تمزحون!؟

روما يعيش فوضى كبيرة، على جميع الأصعدة، بجانب أزمة شك تطال كل شيء وكل مسؤول وحتى كل لاعب في الفريق، خاصة بعد تصريحات المدرب دي فرانشيسكو عقب الخسارة أمام بولونيا، وقد تتطور الأزمة لتبادل اتهامات بين كافة الأطراف. باعتقادي أن الجميع مخطئ ويتحمل المسؤولية، لا يمكن حصر الأمر في مونتشي وسوق الانتقالات، لأن روما دون الثلاثي أليسون وناينجولان وستروتمان قادر على هزيمة كييفو وبولونيا بسهولة. هناك حالة توتر لدى المدرب تُنقل بقوة للاعبين على أرض الملعب، وحالة التوتر تلك واضحة في تسرع اللاعبين للتسجيل وتحركهم العشوائي على الملعب، الكل يريد أن يتقدم ويُهاجم ويُسجل بغض النظر عن الأداء الجماعي والالتزام الخططي. الأمر لم يعد متعلقًا بطريقة اللعب أو التشكيل واختيار اللاعبين، لقد تخطى تلك المرحلة. باعتقادي الفريق يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين لكنه بحاجة للوقت خاصة مع مدرب بأفكار دي فرانشيسكو المتطلبة جدًا، لذا هناك اختياران أمام الإدارة ... الأول الحفاظ على المدرب ومنحه الثقة وجعل الموسم للنسيان والحساب من الموسم القادم مع الحفاظ على الفريق ودعم النواقص جيدًا، الثاني هو استبدال المدرب بآخر قادر على حصد النتائج دون تقديم الأداء المطلوب، مدرب يصطاد النقاط بأي طريقة ممكنة. رانييري خيار جيد جدًا لبناء فريق جديد لروما، لكن هل سيُمنح كل الوقت والفرصة؟ أشك كثيرًا.

لعب فيورنتينا أفضل مباراة له في الموسم ضد سبال، أفضل حتى من انتصاره بسداسية ضد كييفو فيرونا، خاصة على صعيد التحركات الهجومية من الثلاثي الأمامي. كييزا مُنح تعليمات مباشرة بترك الجانب الأيمن والدخول لعمق الملعب للعب مهاجم 9.5 أو تريكوارتيستا، يتحرك على حدود منطقة الجزاء ويدخلها في الوقت المناسب ولديه داخلها اللمسة المناسبة، ليحدث هذا يُساعده للمهاجم سيميوني للخروج من منطقة الجزاء والاتجاه للجانب الأيمن لتغطية مكان كييزا وإرباك قلبي دفاع سبال، ونجحت طريقة اللعب تلك تمامًا وتلك الجملة بشكل عام تُشبه ما حدث في هدف نابولي الثاني ضد تورينو، نفس التحرك بخروج ميرتينز لليسار ودخول فيردي بدلًا منه ليستلم التمريرة ويُسجل الهدف. ما كان ينقص تلك التحركات هو دخول بياتسا منطقة الجزاء من الجانب الأيسر ليتحول للمهاجم البونتا خاصة في حال خلوها من الثنائي سيميوني كييزا معًا، لكن ربما لقوة هجوم سبال من الجانب الأيمن اضطر الكرواتي أن يتحمل جزء من التضحيات الدفاعية هنا على حساب أدواره الهجومية. تلك التحركات تُظهرها حقيقة رقمية تقول أن الثلاثي لمس الكرة داخل منطقة جزاء سبال 16 مرة نصفهم كان من نصيب كييزا مقابل 6 لسيميوني و2 فقط لبياتسا. استمرار تلك التحركات وتطويرها سيمنح الفيولا مثلث رعب في الأمام قادر على إزعاج أي دفاع، خاصة مع وجود بيناتسي وجيرسون في الوسط وميلينكوفيتش في الجانب الأيمن.

كيف تُلعب 4-3-3 هجوميًا؟ الاعتماد على دخول مهاجمي الطرف لعمق منطقة الجزاء للعب دور المهاجم البونتا بطريقة عكسية، أي حين تكون الكرة في اليسار يتحرك المهاجم الأيمن للداخل والعكس صحيح، وكذلك التعويل على أدوار هجومية إما للاعبي الوسط الأيمن والأيسر أو الظهيرين، والأفضل أن يلعب ظهير هجومي مع لاعب وسط دفاعي والعكس في الجانب الآخر والدرجة المثالية أن يُجيد الرباعي الأدوار الهجومية والدفاعية بنفس الجودة ويمتلكون سرعة تحول ممتازة بين الحالتين. هل هذا متوفر في ميلان ولاعبيه؟ 6 لاعبين تعتمد عليهم الطريقة الروسونيري لا يمتلك سوى نصف لاعب منهم هو بونافينتورا، فيما البقية لا يستطيعون تقديم تلك الأدوار الهجومية جيدًا. لماذا إذًا الإصرار على 4-3-3؟ هل يمتلك الفريق عدد من اللاعبين لا يُمكن التخلي عنهم في الملعب ولا تستوعبهم جميعًا إلا 4-3-3؟ لا أبدًا، لا يوجد أي لاعب صانع للفارق في تشكيل ميلان حاليًا باستثناء هيجوايين. جاتوزو يعرف ويفهم جيدًا مشاكل الفريق الفنية وهذا جيد جدًا، لكن السيء جدًا أنه لا يستطيع إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشاكل ويُعاند باتباع نفس الأسلوب وطريقة اللعب والتشكيل أملًا في أن تُصلح تلك المشاكل من تلقاء نفسها أو مع الوقت، نعم هذا قد يحدث ومن الجيد الحفاظ على أسلوب لعب محدد للفريق ومحاولة منحه هوية فنية محددة، لكنك تمنح إمكانية حدوث ذلك فرصة من الوقت والمباريات حتى تأتي اللحظة التي تعلن فيها التوقف والاستسلام وتبدأ بالتغيير لشكل آخر مناسب أكثر. جاتوزو منذ وصل وهو يُصر على نفس الأفكار والأسلوب دون تغيير، والأخطاء باقية أيضًا دون تغيير. ربما حان وقت تغيير .. جاتوزو نفسه.

مازال أنشيلوتي يُجرب طرق لعب مختلفة مع نابولي، وقد لعب أمام التورو بطريقة 4-2-3-1 وبتواجد الرباعي المهاري "إنسينيي وكاييخون وفيردي وميرتينز" في الأمام وخلفهم هامسيك وروج في تشكيل هجومي واضح للغاية، وكافأه الفريق بأداء ممتاز وانتصار مقنع وأهداف جميلة. أعتقد أن أنشيلوتي يُحاول طمس هوية وأفكار ساري في عقول لاعبي نابولي، من خلال وضعهم في طرق لعب مختلفة لتتوه أفكار مدربهم السابق التي قد يراها المدرب الجديد "ضارة" بالنسبة له ومضادة لأفكاره، وفي النهاية سيفرض فكره الجديد ويلعب الفريق بهويته الجديدة. 4-2-3-1 جيدة جدًا للفريق لأنها تحافظ على نقاط قوته وهي العناصر الهجومية وتميزها فرديًا وجماعيًا، لكن ثنائية هامسيك روج في الوسط مخاطرة دفاعية كبيرة، حتى مع تثبيت الظهيرين للمهام الدفاعية، يبقى العمق معرضًا للاختراق دومًا. أظن آلان يجب أن يكون جزءً من هذا التشكيل، وربما دياورا.

صرخة سباليتي بعد هدف بروزوفيتش التي أوقف بسببها عن مباراة فيورنتينا تُلخص تمامًا حجم الضغوطات التي يعيشها المدرب وفريقه هذا الموسم، ضغوطات ستقل كثيرًا جدًا بعد الانتصار على توتنهام ثم سامبدوريا، خاصة أن طريقة الفوز الدرامية تُساعد كثيرًا على اكتساب الثقة بالنفس. الإنتر لعب للفوز أمام السامب خاصة في الشوط الثاني وهذا يُحسب له كثيرًا، قاتل وأصر على الفوز وقد كان له في النهاية، لكن فنيًا مازال هناك مشاكل دفاعية وهجومية. الهجوم مازال كما هو من الموسم الماضي، لا يتحدث إلا بالتمريرات العرضية من الطرفين، الإضافة الوحيدة هذا الموسم هي تسديدات ناينجولان وتلك جهد فردي يُحسب له، لكن لا وجود لشكل هجومي جيد للنيرادزوري من عمق الملعب وبتحركات جماعية بين اللاعبين. بيريسيتش باعتقادي لا يغادر الملعب أبدًا، ليس فقط لقدراته الفردية الممتازة ولكن لأن تحركاته دون كرة على حدود منطقة الجزاء تساعد كل الفريق في الحركة، بوليتانو وكما توقعت منذ بداية الموسم مكسب هائل، أظهر قدرات ممتازة ومازال لديه هامش كبير للتطور. كيتا بالدي حتى الآن لم يُظهر جزء من المتوقع منه، فيما ناينجولان يكتفي باللقطات الفردية ولم يدخل بعد المنظومة الجماعية للفريق.

أشعر أن أليجري يستخدم بطولة السيري آ لإعداد وتجهيز يوفنتوس لمراحل الحسم في دوري الأبطال، هو يُجرب كل طرق اللعب الممكنة ويُحاول توظيف اللاعبين بأكثر من شكل وفي أكثر من مكان، ويمنحهم أدوارًا مختلفة خلال المباريات، ويلجأ لأسلوب المداورة للحفاظ على الجميع في حالة بدنية وللحفاظ على الجميع من "صدأ" مقاعد البدلاء ... كل هذا باعتقادي تحضيرًا للمرحلة من فبراير حتى نهاية الموسم، حتى لا يُفاجأ المدرب بشيء ما ويكون جاهزًا لكل حالات الطوارئ الممكنة. لا أحد يُمكنه إطلاق لقب "التشكيل البديل" على يوفنتوس، لأن جل العناصر متقاربة المستوى كثيرًا، من يستطيع أن يحدد الأساسي بين كوادرادو وكانسيلو، أو خضيرة وإيمري كان، أو كوستا وديبالا، أو بيرنارديسكي ورونالدو، أو بنعطية وبونوتشي. ذلك نجاح عظيم لإدارة آنييلي لكنه حمل هائل على كتفي أليجري لأن إدارة فريق هكذا ليس سهلًا أبدًا وباعتقادي أن هدف دوري الأبطال الذي وضعته الإدارة هدف الموسم يجعل الجميع في حالة صمت وإصرار وتضحية لتحقيق هذا الحلم. معاناة الفريق للتسجيل ضد فروزونيني صاحب النقطة الواحدة هي أول اختبار لحقيقة الدوري الإيطالي يتعرض له رونالدو.

سبال فريق أعرج، يُهاجم من الجانب الأيمن فقط حيث لادزاري وكورتيتش، لكن الأيسر شبه غائب عن المشهد الهجومي، الفريق ليس بتلك القوة التي تتحدث بها نتائجه الجيدة وأعتقد ربما يعاني مستقبلًا خاصة لو رحل أحد الثنائي المتألق خلال يناير. سامبدوريا افتقد كثيرًا لسابونارا أمام الإنتر، خاصة مع الظهور الشاحب لراميريز وديفريل، وكل التحية والاحترام لكوالياريلا الذي كان يُحاول ويُقاتل وحيدًا لكن وسط مجموعة من الشجعان. لست مقتنعًا بثنائية زازا وبيلوتي، أشعر أنهما واحد ولا يمكن أن يلعبا سويًا إلى في حالات استثنائية، رينكون تقريبًا أول لاعب ريجيستا أو ليبرو وسط أجده يتقدم بطول الملعب ويقتحم منطقة جزاء المنافس أكثر من مرة! الفريق تأثر كثيرًا بغياب ياجو فالكي .. هو المحرك الأساسي للهجوم لأنه الوحيد تقريبًا في الفريق الذي يمتلك مهارة فردية هائلة ولمسة إبداعية مبتكرة. دي باول يُواصل التألق مع أودينيزي، لا أعتقد أن الحديث عن عروض من هنا وهناك سيتأخر كثيرًا .. للأسف.

الجولة القادمة | إنتر يقص الشريط أمام فيورنتينا في مباراة تعد بالمتعة والإثارة والجمال وكذلك الأهداف، معدل أهداف آخر 7 مواجهات بين الطرفين يفوق الـ4 أهداف في المباراة، وفنيًا اللقاء يسمح بالكثير من الأهداف خاصة لقوة هجوم الطرفين. روما لديه فرصة لا يُمكن إهدارها أمام فروسينوني لبدء انطلاقة جديدة، فيما يوفنتوس لا أعتقد سيُواجه صعوبة في تخطي بولونيا، وهذا ما يجب أن يحدث لميلان أمام إمبولي لكن أتوقع ألا تكون سهلة. أودينيزي ضد لاتسيو مباراة جديرة بالمتابعة، الفريقان يمران بحالة جيدة واللقاء يسبق الديربي لنسور العاصمة ولذا هو بحاجة للفوز دون إرهاق أو خسارة أي لاعب. سبال ساسولو مباراة المفاجآت السارة هذا الموسم وأرى الثاني أقرب للفوز، أتالانتا تورينو مباراة متكافئة إلى حد كبير وتخضع لحالة اللاعبين خلال اللقاء. نابولي بارما لقاء منتظر وأعتقد سيكون قويًا لكن ربما يشهد انتصارًا كبيرًا لأصحاب ملعب سان باولو.