جرس إنذار .. ريال مدريد يضر جود بيلينجهام ويجب تعلم الفوز بدونه!

هناك عدد قليل جدًا من الأندية التي تعتمد على نجمها أكثر مما يفعل ريال مدريد حاليًا مع بيلينجهام، وتوضح الإحصائيات ذلك لقد سجل 13 هدفًا من أصل 28 هدفًا لريال مدريد، وصنع أربعة آخرين وحصل على جائزة أفضل لاعب في مباريات أونيون يونيون برلين وسيلتا فيجو وخيتافي وأتلتيك كلوب وبرشلونة وبراجا.

وكان نجوم الريال الأخرين إنتاجهم التهديفي محدودًا حيث سجل فينيسيوس جونيور، الذي كان متوقعًا منه أن يحمل العبء الهجومي بعد رحيل كريم بنزيما، ثلاثة أهداف وصنع هدفين مما أدى إلى انخفاض إنتاجه إلى النصف في نفس المرحلة من الموسم الماضي، وكان رودريجو أقل فعالية، حيث سجل ثلاثة أهداف فقط وهو انخفاض حاد عن الـ 10 التي حققها بحلول الأسبوع الأول من نوفمبر عام 2022.

لكن الأمر لا يقتصر على البرازيليين فقط فقد سجل خوسيلو هدفين حاسمين في أول ست مباريات له، وبدا مساهمًا ثابتًا، لكنه سجل مرة واحدة فقط منذ بداية أكتوبر كما أن فيديريكو فالفيردي، سجل هدفًا واحدًا فقط من 12 مباراة في الدوري، على الرغم من تسجيله سبعة أهداف في الدوري الإسباني الموسم الماضي.

ولم يكن ريال مدريد تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، فريقًا يسجل أهدافًا كثيرة حيث بلغ متوسطه هدفين في كل مباراة في أول موسمين له وفي هذا العام، وصلوا إلى نفس الأرقام تقريبًا ولكن بفضل لاعب واحد فقط وهو بيلينجهام، لاعب خط الوسط المتحول.

كان التعادل مع رايو، من الناحية النظرية، أمرًا مثاليًا لإعادة النظر في وضع الفريق بدون بيلينجهام وكانت الفرصة متاحة لخوسيلو، للتعبير عن نفسه لكنه أهدر ثلاث فرص محققة وأضاع كل من فالفيردي ورودريجو، فرصًا كثيرة وتألق فينيسيوس بالكرة ولكن لم تُمنح له فرصة واضحة أبدًا ونجح دفاع رايو في التصدى لهجمات ريال مدريد.

ومن المؤكد أن خسارة بنزيما أثرت على ريال مدريد على الرغم من محدوديته بسبب العمر والإصابة الموسم الماضي، إلا أن النجم الفرنسي تمكن من تسجيل 30 هدفًا في جميع المسابقات، وحسم الفوز للملكي في العديد من المباريات بما في ذلك نصف نهائي كأس الملك وبغض النظر عن مدى فعالية بيلينجهام، لا يوجد بديل لتأثير بنزيما على النادي.

ولدى أنشيلوتي، خيارات أخرى فقد عاد براهيم دياز، من ميلان ولم يحصل سوى على عدد قليل جدًا من الفرص وعلى الرغم أنه ليس هدافًا بالفطرة، فقد تألق مع ميلان ومن المؤكد أن عودة "ميسي التركي" أردا جولر، إلى لياقته البدنية ستفيد الفريق كثيرًا حيث يبلغ متوسطه 0.9 هدفًا لكل 90 دقيقة في مسيرته الشابة، ويستحق الفرصة.

بيلينجهام، في أفضل حالاته، وفي الوقت الحالي، هو اللاعب الهجومي الأكثر فعالية في أوروبا وعدد قليل جدًا من الفرق لديها الشجاعة لوضعه على مقاعد البدلاء لكن الفشل في القيام بذلك قد يبدو أمرًا خطيرًا.

لقد تأثر عدد كبير من اللاعبين في مسيرتهم المهنية بسبب عدم سماح أنديتهم لهم بالراحة وربما يكون ساكا وآرسنال المثال الأكثر وضوحًا في الوقت الحالي وكان الجناح مؤثرًا في صفوف الجانرز في النصف الأول من الموسم الماضي وكان يقود هجوم الفريق بتألق ولكنه تعثر في نهاية الموسم، وسجل ثلاثة أهداف فقط في آخر 10 مباريات لأرسنال مما أدى إلى تعثر الفريق وفقده اللقب لصالح مانشستر سيتي.

وحتى الآن هذا الموسم، لم يظهر ساكا، بمستواه المعروف في 10 مشاركات مع آرسنال بجميع المسابقات لأنه يحتاج إلى الراحة، ويرفض ميكيل أرتيتا إرحاته لحاجة الفريق إليه.

الشيء نفسه ينطبق على بيدري، الذي لعب في عمر 17 عامًا 73 مباراة في موسم 2020-21، وحصل على جائزة الفتى الذهبي، لكنه أدى ذلك إلى ضرر طويل الأمد لساقيه فقد أصيب في أوتار الركبة مرتين في الأشهر الـ 12 الماضية، وغاب عن 27 مباراة بسبب الإصابة.

وتوظف جميع الأندية الكبرى عددًا من الخبراء الذين يحددون بالضبط عدد الدقائق التي يجب أن يلعبها بيلينجهام، أو ساكا، أو بيدري، أو مجموعة من المراهقين الواعدين الآخرين ليعرف أنشيلوتي أو أي مدرب أخر متى ولماذا ربما يحتاج نجمه إلى الراحة.

أنشيلوتي لديه بعض الخبرة فلمدة 18 شهرًا، تعامل المدرب مع لوكا مودريتش المتقدم في السن وبحلول نهاية الموسم الماضي، كان يسأل مودريتش عما إذا كان مستعدًا للعب في كل مباراة وفهم الكرواتي، البالغ من العمر الآن 38 عامًا، حدوده، وشارك في 19 مباراة فقط في الدوري الإسباني الموسم الماضي.

لكن الأهم من ذلك أنه كان دائمًا في التشكيلة الأساسية للمباريات الكبرى وظهر مودريتش، ضد ليفربول وتشيلسي في دوري أبطال أوروبا، وسيطر على خط الوسط في نصف نهائي كأس الملك ضد برشلونة.

ومن الممكن، وربما ينبغي، ممارسة مبدأ مماثل مع بيلينجهام، والنظر بعناية في الوقت الذي يجب أن يلعب فيه بيلينجهام ومن المرجح أن تكون مباريات كأس الملك سببًا للراحة و الأمر نفسه على المباراتين الأخيرتين من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، حيث من المرجح أن يضمن ريال مدريد التأهل لدور الـ16.

التحديات الحقيقية تأتي ضد الفرق المتواجدة في أسفل جدول الترتيب وربما تكون المواجهات المقبلة مع قادش صاحب المركز 16 وغرناطة صاحب المركز 19 فرصة مثالية لإراحة نجم ريال مدريد الشاب.

يعرف بيلينجهام، نفسه مدى تأثير غيابه على فريقه وأثار الإنجليزي قلق مشجعي بوروسيا دورتموند خلال معظم فترات الموسم الماضي عندما تم تصويره وهو يلعب الجزء الأكبر من النصف الثاني من الموسم بدعامات ثقيلة حول ركبته اليسرى، وغاب عن آخر مباراتين لدورتموند، بما في ذلك حسم اللقب في اليوم الأخير، وتعادل فريقه مع ماينز على أرضه، ليتوج بايرن ميونخ بلقب الدوري الألماني للمرة 11 على التوالي.

وكانت هناك مخاوف من حجم إصابة بيلينجهام، وغاب عن منتخب إنجلترا في يونيو، وكشفت تقارير بأنه سيحتاج إلى عملية جراحية وإن احتمال تعرض شاب يبلغ من العمر 19 عامًا لإصابة خطيرة في الركبة، ونادرًا ما حصل على يوم إجازة منذ سن 16 عامًا، لا يوحي بالثقة في طول عمره كلاعب كرة قدم.

وقد يكون فقدانه لمباراة أو اثنتين بمثابة تجنب مؤقت للإصابة ضد الفرق الأقل أهمية، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى خسارة نقاط، وأظهرت نتيجة رايو أن فريق ريال مدريد غير معصوم من الخطأ، وأن في مثل هذا الموسم المزدحم، فإن كل دقيقة بدون بيلينجهام، لها أهميتها والقدرة على البقاء بدونه سيحسم إذا كان موسمًا ناجحًا أو مخيب للآمال.