ثورة غير مبررة .. سانشو ومحاولة إنقاذ مشواره قبل فوات الأوان!

يتمتع الأشخاص من هولندا بسمعة طيبة في كونهم مباشرين للغاية، وكان المدرب الهولندي لويس فان خال، مشهورًا بالتعبير عن رأيه بصراحة شديدة أثناء تدريبه للشياطين الحمر سابقًا.

وظهر ذلك عندما وصف تصرفًا قام به روبرت هوث بأنه "ذكورية جنسية" ووصف أحد الصحفيين بأنه "رجل سمين".

ومقارنة بفان خال، يبدو أن تين هاج، مازال متحفظًا في تصريحاته ولكن أحيانًا تخرج منه تصريحات مباشرة تثير الجدل.

فعندما تم استبعاد ماركوس راشفورد، من الفريق في مباراة وولفرهامبتون الموسم الماضي، أوضح تين هاج أنه "انضباط داخلي"، واعترف اللاعب بأنه تأخر عن اجتماع الفريق، ومن المحتمل أنه لم يقصد أي هجوم على سانشو، وتسرع النجم الشاب في الرد على مدربه زاد الأمر تعقيدًا.

أظهر رد سانشو الغاضب على تين هاج، صورة للمدرب بأنه قاسٍ مع لاعبيه، لكن الحقيقة أن مدرب مانشستر يونايتد كان جيدًا مع النجم الشاب في الموسم الماضي، وعندما رأى اللاعب يعاني من تراجع كبير بعد بداية جيدة للموسم، اتخذ قرارًا بوضع برنامج تدريبي فردي له لمدة ثلاثة شهور حتى يعود لمستواه ولياقته البدنية السابقة.

وأشاد تين هاج، بسانشو عندما عاد أخيرًا إلى الفريق في فبراير، وسجل هدفًا رائعًا أمام ليدز، قائلًا: "أنا سعيد للغاية إنه في طريق العودة ونعلم أنه لاعب كرة قدم رائع".

قال تين هاج عن سانشو:" أعتقد أن الأمر بين يديه لذلك إذا أراد ذلك يمكنه القيام وسأدعمه والفريق يدعمه لكن في النهاية عليه أن يفعل ذلك بنفسه".

وبعد سبعة أشهر، يجب أن نقول إن سانشو لم يبدأ بعد طريق العودة فلم يكن على مستوى جيد في كثير من الأحيان وكان يفتقر إلى سرعته السابقة، ومستواه القديم المميز.

وشارك في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الموسم، في 10 مباريات بالدوري، وساهم بهدفين فقط وتمريرتين حاسمتين، وتم استبعاده في بداية هذا الموسم ولم يشارك سوى في مباراة وحيدة كبديل ولم ينجح في تقديم مستوى جيد.

أثناء وجود سانشو، في بوروسيا دورتموند، جذب أنظار الجميع حوله حيث سجل 17 هدفًا في الدوري الألماني وقدم 17 تمريرة حاسمة في موسم واحد، ورغم ذلك كان لديه أزمات مع المدرب لوسيان فافر.

فتم استبعاد سانشو من مباراة ضد بوروسيا مونشنجلادباخ عام 2019 بعد عودته للفريق متأخرًا، وتم تغريم سانشو في عام 2020 من الاتحاد الألماني لكرة القدم بسبب تحديه قواعد إغلاق فيروس كورونا في ألمانيا للحصول على قصة شعر.

وقال زميله إيمري تشان في ذلك الوقت: "نعلم أنه يجب أن يكون أكثر انضباطًا، لكنه يعرف ذلك بنفسه عليه فقط أن يكون أكثر ذكاءً مع مثل هذه المواقف لا يمكنه تحمل ارتكاب مثل هذه الأخطاء في المستقبل عليه أن يقود جادون بالطريقة الصحيحة".

ويعاني سانشو من مشكلة أخرى وهي التأخير عن موعده وحدث ذلك مع يونايتد ومنتخب إنجلترا، وتم استبعاده هو وفيل فودين من مباراة تحت 19 عامًا ضد لاتفيا بعد وصولهما متأخرين إلى اجتماع الفريق.

وكل ما يمكن أن يفعله يونايتد هو تشجيع اللاعب على إعادة اكتشاف نفسه مرة أخرى وقد بذل النادي وتين هاج كل ما في وسعهما لإعادة مسيرته إلى الطريق الصحيح.

رد سانشو، للدفاع عن نفسه بعد تصريحات تين هاج ضده، لم يفيده بل عقدت من موقفه أكثر، ويقال إن تصريحه بأنه أصبح كبش فداء لصراعات الفريق قد أغضب المدرب الهولندي بشدة.

ويرى ريو فرديناند، أسطورة مانشستر يونايتد السابق أن موقف سانشو في الاستمرار مع الفريق أصبح صعبًا، وقال في قناته على موقع "يوتيوب": "من المستحيل أن يصدر جادون بيانًا كهذا إذا لم يكن أداؤه جيدًا في نظره، وقد يعتقد سانشو أنه تدرب جيدًا ولكن قد يكون للمدرب معيار مختلف وهناك طريقتان لإنهاء هذا الأمر، إما الانتقال للدوري السعودي أو الجلوس على مقاعد البدلاء لباقي الموسم".

ومع انتهاء الميركاتو الصيفي في السعودية، سيستمر سانشو، مع مانشستر يونايتد وسنرى ماذا سيحدث في الأيام المقبلة بينه وبين تين هاج وما سيكون مصير اللاعب الشاب.

لقد كان تين هاج قاسيًا في الماضي مع اللاعبين الذين كان أداؤهم ضعيفًا على أرض الملعب، مثل دافيد دي خيا وهاري ماجواير، الذي تم تجريده من شارة القيادة، والأزمة الشهيرة بين المدرب والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والتي أدت إلى فسخ عقد اللاعب ورحيله للنصر السعودي.

وقد فعل سانشو، أكثر أمرين يكرهم المدرب وهو تدهور مستواه، وهجومه عليه.

وقال مهاجم يونايتد السابق لويس ساها: "إذا حدث موقف مماثل بين جادون سانشو وإريك تين هاج عندما كان السير أليكس فيرجسون مدربًا، لكان قد وضع اللاعب على مقاعد البدلاء أو في المدرجات لبضعة أسابيع".

إذا لم يعتذر سانشو لتين هاج، ويقنعه بأنه على استعداد للقتال من أجل مكانه، سيكون نهاية سيئة للاعب كان من أفضل المواهب في كرة القدم.