ثلاثة عمالقة .. خيارات زيدان للعودة بعد غياب

كشفت تقارير صحفية أن فريق مانشستر يونايتد اهتم بضم زيدان، مرتين سابقًا، الأولى عام 2019 عندما كان يقترب جوزيه مورينيو، من الرحيل والثانية في عام 2021 قبل اختيار رالف رانجنيك، كبديل مؤقت لسولشاير.

وكان أيضًا فريق يوفنتوس يسعى إلى ضم زيدان، بعد رحيل أندريا بيرلو، ولكن في النهاية عاد أليجري، لقيادة الفريق، ودخل باريس سان جيرمان أيضًا في سباق التعاقد مع أسطورة فرنسا بشكل قوى ولكن رفض زيدان وتعاقد الفريق فى النهاية مع لويس إنريكي.

وقد أظهر زيدان، القليل من الرغبة فى تدريب المنتخب الأمريكي وكان يطمح فى قيادتهم خلال بطولة كأس العالم على أرضهم عام 2026.

على الرغم من كل الشائعات التى ربطت زيدان، بأكبر الأندية الأوروبية كان مدرب ريال مدريد السابق يطمح إلى تدريب منتخب فرنسا بعد خسارتهم نهائي كأس العالم 2022، وغموض موقف ديدييه ديشان.

وارتفعت أسهم زين الدين زيدان، بقوة ولكن تم الإعلان بعد ذلك عن تمديد ديشان، عقده مع الديوك حتى عام 2026 وكان هذا أمرًا مخيبًا للآمال من وجهة نظر زيدان.

وقال رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوجريت، فى حديثه لـ "RMC Sport": "هل حاول زيدان الاتصال بي؟ بالتأكيد لا، لم أكن لأرد على الهاتف على أي حال ولم أقابله أبدًا ولم نفكر أبدًا في الانفصال عن ديدييه".

وأثارت تعليقاته الاستهزائية ضجة كبيرة حيث طلب منه كيليان مبابي عدم "التقليل من احترام زيدان الأسطورة بهذه الطريقة"، وحاول لوجريت، الاعتذار وبعد فترة تم إضعاف موقفه بعد الكشف عن اتهامات ضده بالاعتداء الجنسي والسلوك غير المناسب في مكان العمل بالاتحاد الفرنسي لكرة القدم وقدم استقالته في فبراير 2023.

وكان انتقاد زيدان، هو بداية نهايته وهو ما يوضح مدى التقدير الذي يحظى به بطل كأس العالم 1998 في فرنسا ولكن مع استمرار ديشان، في منصبه، فإن حلم زيدان، بتدريب بلاده قريبًا يبدو صعبًا.

وقد يتغير الوضع إذا فشل المنتخب الفرنسي في بطولة اليورو هذا الصيف، لكن تعليقات زيدان الأخيرة تشير إلى أنه سئم الانتظار وسيكون مستعدًا للعودة للتدريب إذا ظهرت فرصة مناسبة.

إن اهتمام الفرق الكبرى بالتعاقد مع زيدان، رغم فترة الراحة الطويلة التى حصل عليها دليل على نجاحه المميز خلال فترته الأولى في سانتياجو برنابيو، حيث قاد لوس بلانكوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وتغلبوا على منافسهم اللدود أتلتيكو مدريد في سان سيرو.

واستمر تألق الريال تحت قيادته في الموسم التالي، حيث فاز الفريق الملكى بالدوري الإسباني وكأس العالم للأندية ودوري أبطال أوروبا، مع إضافة زيدان كأس أوروبا الثالث على التوالي له خلال موسم 2017-2018.

وقد غادر زيدان، بعد ذلك لفترة قليلة وأصر على أن النادي بحاجة إلى "التغيير" للمضي قدمًا، لكن بعد فترات فاشلة مع لوبيتيجى، وسانتياجو سولاري، عاد زيدان مرة أخرى لريال مدريد في مارس 2019 وهذه المرة تم تكليفه بإعادة بناء الفريق بعد رحيل كريستيانو رونالدو، ونجح فى التتويج بلقب الدوري الأسباني رغم ضعف دفاع الفريق، ولكن أهداف كريم بنزيما، حسمت البطولة.

لكن موسم 2020-21 كان أقل حيث فشل ريال مدريد فى التتويج بأي بطولة وعلى الرغم من استمرار عقد زيدان حتى عام 2022، إلا أنه رحل بنهاية ذلك الموسم، وقال للجماهير: "في الوقت الحالي الأمور مختلفة سأغادر لأنني أشعر أن النادي لم يعد لديه الثقة التي أحتاجها ولا الدعم لبناء شيء ما على المدى المتوسط أو الطويل".

إذا كان زيدان، راغبًا حقًا فى العودة مجددًا للتدريب هذا الصيف فسيقاتل بايرن ميونخ، للتعاقد معه بعد تأكد رحيل توماس توخيل بنهاية الموسم.

ويعانى فريق بايرن ميونخ هذا الموسم حيث يتخلف عن باير ليفركوزن بفارق 10 نقاط في سباق لقب الدوري الألماني، ويقترب من توديع بطولة دوري أبطال أوروبا بعد هزيمته المخيبة للآمال في ذهاب دور الـ16 أمام لاتسيو.

وربطت تقارير صحفية تشابي ألونسو، المتألق مع باير ليفركوزن هذا الموسم، بالعملاق البافاري ولكن مع ضغط ليفربول بقوة من أجل ضم المدرب الإسباني ظهر زيدان كخيار آخر.

وتحتاج غرفة تبديل الملابس فى بايرن ميونخ، إلى مدرب حاسم ومحبوب فى نفس الوقت وقد نجح زيدان، خلال فترة وجوده بريال مدريد فى التعامل مع غرور كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، وغيرهم من اللاعبين الكبار، والعقلية التي خلقها زيدان، هي التي أدت إلى النجاح، إنه ليس "مدرب فلسفة" مثل بيب جوارديولا أو دي زيربي، ولكنه مرن من الناحية التكتيكية، وعظيم فى التعامل النفسي.

وبعد معاناة البايرن مع الثنائي توخيل ويوليان ناجلسمان، يبدو أن التفكير فى ضم زيدان أمرًا منطقيًا.

هناك خيارات أخرى أمام زيدان، في الدوري الإنجليزي فتم ربط تشيلسي بالمدرب الفرنسي في الموسم الماضي بعد رحيل جراهام بوتر، بشكل مفاجئ، لكن البلوز اختاروا فرانك لامبارد ثم بوتشيتينو.

ويستمر فريق تشيلسي فى المعاناة تحت قيادة بوتشيتينو، ولذلك يسعى البلوز لضم زيدان، لمحاولة إنقاذ وضعهم الكارثي الحالى.

ورغم أن تشيلسي لا يزال ينفق مثل أندية النخبة، لكنه حاليًا يبتعد بشدة عن مستوى فرق النخبة فى الدوري الإنجليزي، وموافقة زيدان، على قيادتهم قد يكون مخاطرة كبيرة لسمعة أسطورة فرنسا.

أمام زيدان، فرصة كبيرة للتدريب في الدورى الإنجليزي وقد انتشرت أنباء عن تفكير مانشستر يونايتد فى التعاقد مع زيدان، ورغم ثقة النادى فى تين هاج، حتى الآن ولكن مستوى الشياطين الحمر الضعيف في دوري أبطال أوروبا وكأس كاراباو، والدوري الإنجليزى قد يتسبب فى رحيله.

وأفيد مؤخرًا أن "الحلم" لجيم راتكليف، سيكون زيدان، بشرط إقالة تين هاج، ومن المحتمل أن يكون سجل المدرب الفرنسي الاستثنائي مع البطولات هو ما أثار حماسة راتكليف، حيث ينجح حتى الآن الملياردير البريطاني فى مهامه ويحظى بالثناء ويرغب فى الفوز بالبطولات في أول موسم كامل له مع اليونايتد.

يبدو أن زيدان، هو المدرب الأنسب لقيادة مانشستر يونايتد هذا الصيف، ولكن هناك بعض الأزمات التى يجب حلها قبل الاتفاق النهائي، أولًا الاتفاق المالى وثانيًا حاجز اللغة.

وقال زيدان، لصحيفة "ليكيب" في عام 2022، عند سؤاله عن الفريق الذي سيتولى تدريبه بعد ذلك: "ظروف معينة تجعل الأمور أكثر صعوبة، اللغة على سبيل المثال عندما يقول لي الناس: هل تريد الذهاب إلى مانشستر؟ حسنًا، أنا أفهم اللغة الإنجليزية ولكني لا أتقنها بشكل كامل وأعلم أن هناك مدربين يذهبون إلى الأندية دون أن يتحدثوا اللغة، لكني أعمل بشكل مختلف وهناك العديد من العناصر التي تلعب دورًا هامًا وأعرف ما أحتاجه للفوز".

من النادى الذي سيكافح للفوز بزيدان؟، قد يستفيد بايرن ميونخ من نجاح أسطورة فرنسا خلف الكواليس، ولكن حقيقة أنهم مستعدين لإعادة بناء الفريق هذا الصيف بسبب غموض عقود بعض نجوم الفريق قد يجعلهم بحاجة إلى مدرب يمكنه تقديم فلسفة شاملة للنادي كما فعل جوارديولا، في عام 2013 ومن المحتمل ألا يكون زيدان هو الخيار الأفضل لهذه المهمة.

ويبدو مانشستر يونايتد في حاجة أكبر إلى مدرب يمكنه الفوز بالجوائز وإعادة مجد دوري أبطال أوروبا وعملية إعادة الهيكلة ستقع على عاتق الموظفين الآخرين المحتملين: دان أشوورث وجيسون ويلكوكس.

ووجود زيدان، الذي يحظى باحترام كبير سواء في غرفة تبديل الملابس أو في وسائل الإعلام، لاستكمال إصلاح الشياطين الحمر يبدو احتمالًا مثيرًا.