Mbappe GFX AI generatedGoal AR

ثلاثة جوائز لكيليان: نبؤة كروس ومجد مبابي في ريال مدريد.. قصة العربة الملكية التي يجرها حصانان نحو المجهول!

في عالم كرة القدم، الأرقام تحكي قصصًا، وفي سبتمبر 2025، كانت قصة كيليان مبابي هي الأكثر بريقًا في أوروبا، ففوزه بثلاثية فردية تاريخية هي أفضل لاعب في الليجا، وأفضل لاعب في ريال مدريد، ولاعب الأسبوع في دوري أبطال أوروبا هو احتفال مستحق بعبقريته في موسمه الثاني. 

ولكن هناك قصة أخرى، قصة أكثر قتامة ترويها نفس الأرقام، إنه السيف ذو الحدين الذي يواجهه ريال مدريد اليوم: العبقرية الفردية التي تجلب الجوائز، وفي نفس الوقت تكشف عن هشاشة جماعية غير مسبوقة.

فالمشكلة ليست أن ريال مدريد سجل 16 هدفًا فقط في الليجا، بل أن نصفها تمامًا جاء بقدم رجل واحد.

هذه ليست قصة هيمنة، بل قصة اعتماد مطلق، وفي قلب هذا الاعتماد، تظهر شراكة الفرنسي مع أميره الشاب، أردا جولر، ليس كخيار تكتيكي، بل كضرورة حتمية لبقاء الفريق في دائرة المنافسة.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025Getty

    عبء الإمبراطور: 50% من أهداف فريق كامل

    عندما ننظر إلى قائمة هدافي الليجا ونسب مساهماتهم، يتضح حجم العبء الذي يحمله مبابي. 

    تسجيله لـ 8 أهداف من أصل 16 هدفًا لفريقه يعني أنه مسؤول عن 50% من إجمالي الإنتاج الهجومي في الدوري.

    قد تبدو نسبة مساهمة لاعبين مثل موريكي أو إيجليسياس (67%) أعلى، لكن هذا الأمر معتاد في الأندية الصغرى التي تُبنى خططها التهديفية بالكامل حول نجم أوحد في الخط الأمامي. 

    الكارثة الحقيقية تظهر عند مقارنة ريال مدريد بغريمه المباشر، برشلونة، فالنادي الكتالوني سجل أهدافًا أكثر (21 هدفًا)، لكن عبء التسجيل موزع بشكل صحي ومثالي، فهدافاه روبرت ليفاندوفسكي وفيران توريس ساهم كل منهما بنسبة 19% فقط.

    هذا النموذج الهجومي الأحادي يخلق كابوسًا تكتيكيًا للمدرب تشابي ألونسو، فماذا سيحدث في شهر لا يكون فيه مبابي في قمة مستواه؟ أو الأسوأ من ذلك، في حال تعرضه لإصابة؟ الإجابة تبدو مرعبة، فالفريق بأكمله قد يتوقف عن التهديف.

  • إعلان
  • Vinicius Junior Real Madrid 2025Getty Images

    معضلة المدرب وبقية النجوم

    هذا الوضع يضع المدرب تشابي ألونسو في موقف لا يُحسد عليه، فمن ناحية، هو يمتلك المهاجم الأكثر فتكًا في إسبانيا، الذي يفوز له بالنقاط بشكل شبه فردي، ومن ناحية أخرى، لا بد أنه يدرك أن بناء موسم ناجح للفوز بالألقاب على أساس ضيق كهذا هو مقامرة كبرى.

    التحدي الذي يواجهه ليس فقط في الاستفادة من هذا مبابي بل في إيجاد طريقة لإعادة دمج بقية النجوم في المنظومة، وأبرز مثال على هذا الخلل هو حالة فينيسيوس جونيور، النجم البرازيلي الكبير الذي تبدو مساهمته بتسجيل ثلاثة أهداف فقط رقمًا باهتًا ومقلقًا بالنظر للصورة الأكبر والرقم الإجمالي للملكي، فهل يتم تهميشه تكتيكيًا في النظام الجديد الذي يتمحور حول مبابي، أم أنه يمر بفترة تراجع في المستوى؟ أيًا كان السبب، فإن حضوره الخافت على لائحة الهدافين يزيد من تركيز الأضواء، والعبء، بشكل أكبر على مبابي.

  • Arda Guler Real Madrid 2025Getty

    صعود الأمير: جولر ضرورة وليس رفاهية

    في ظل هذا الخلل، لم يعد صعود أردا جولر مجرد قصة ملهمة عن شاب موهوب، بل أصبح ضرورة قصوى.

    فوزه بجائزة أفضل لاعب شاب في الليجا في الشهر الماضي لم يكن مجرد إنجاز فردي، بل كان بمثابة ضوء في نهاية نفق الاعتماد على مبابي. 

    جولر، الذي منحه تشابي ألونسو حياة جديدة وحوله من فنان حر إلى مهندس في ملعب ريال مدريد أصبح هو العقل المبدع الوحيد تقريبًا القادر على تزويد مبابي بالذخيرة، محققًا نبوءة توني كروس بموهبته، حيث لم يتوقف الألماني عن الإشادة به وبعقليته وقدراته الكبيرة طوال فترة بداية التركي مع الملكي وتوقع له مستقبلًا باهرًا.

  • الشراكة المصيرية: شرايين الحياة لهجوم مدريد

    هذه الظروف القاسية هي التي ولّدت أقوى شراكة في الفريق، فالعلاقة بين جولر ومبابي لم تعد مجرد تفاهم بين لاعبين، بل أصبحت شريان الحياة الذي يضخ الأهداف في جسد الفريق. 

    جولر هو المزود الرئيسي لمبابي بـ3 تمريرات حاسمة في الليجا، لقد أصبحت تمريرات التركي للفرنسي هي اللعبة الأكثر توقعًا ولكنها في نفس الوقت الأصعب إيقافًا في الليجا، مما يدل على براعة الثنائي، ولكنه يبرز أيضًا فقر الحلول الهجومية الأخرى في الفريق.

  • Mbappe Guler Huijsen Real Madrid GFXGetty/GOAL

    بيت القصيد: مجد فردي يخفي حقيقة جماعية

    في النهاية، بينما يحتفل كيليان مبابي عن استحقاق بتاجه الثلاثي، يجب على ريال مدريد أن ينظر إلى ما هو أبعد من البريق. 

    مجد مبابي الفردي يخفي حقيقة جماعية مقلقة، وشراكة مبابي وجولر الرائعة هي الحل قصير المدى، لكن التحدي الحقيقي يكمن في بناء منظومة هجومية متكاملة لا تنهار بغياب فرد أو اثنين. 

    في مسرح كرة القدم الأوروبية العظيم، عربة ريال مدريد يجرها حصانان بسرعتهما الخارقة، والسؤال الآن هو ما إذا كانت بقية الخيول ستتعلم كيف تقوم بنصيبها من الجر، أم أن رحلة العربة محكوم عليها بالتوقف المفاجئ عند أول تعثر لأحد هذين الحصانين.