تياجو موتا .. صانع المجد القريب لبولونيا الذى "تجاهله" برشلونة ورحب به مانشستر يونايتد ويوفنتوس!

قال يورجن كلوب، مدرب فريق ليفربول إن "الجيل القادم" من المدربين عظيم ووصف تشابى ألونسو، "بالمتميز"، بينما أكد لوران بلان، مدرب باريس سان جيرمان السابق والذي منح موتا، فرصة تنفيذ "فلسفته الكروية" أن مدرب فريق بولونيا أمامه مستقبل مشرق.

وعين نادى باريس سان جيرمان، موتا، مدربًا لفريق تحت 19 عامًا مباشرةً بعد اعتزاله اللعب في عام 2018 ورغم عدم تتويجه بأي ألقاب خلال مسيرته التدريبية القصيرة لكنه قدم مستويات مميزة.

وتعرض موتا، للانتقادات والتشكيك فى أسلوب لعبه في بداية مسيرته التدريبية وتم إقالته بعد شهرين و10 مباريات فقط في أول خطوة تدريبية له مع الفريق الأول لجنوى فى الدورى الإيطالي.

لجأ فريق سبيزيا إلى موتا، بعد رحيل مدربهم فينتشنزو إيتاليانو، لفيورنتينا فى صيف 2021، وقال المدير الرياضي السابق ريكاردو بيتشيني، لموقع "جول":" عندما كنا نبحث عن مدرب جديد حاولنا تقييم المرشحين الذين يمكن أن يتوافقوا معنا وقادرين على تنفيذ أسلوب لعب يتناسب مع ثقافة سبيزيا".

وتابع: "قمنا بتحليل بعض ملفات المدربين وشاهدنا العديد من المباريات للمدربين الذين ركزنا عليهم وفي النهاية كان تياجو هو المدرب الذي استوفى جميع معاييرنا".

وبعد 11 يومًا فقط من تعيين موتا، مدربًا لفريق سبيزيا تعرض النادى لعقوبة حظر للتعاقدات وتم منعهم من تدعيم صفوفهم وقال بيتشيني: "عندما وصل موتا، خضع للحجر الصحي لمدة 20 يومًا بسبب فيروس كورونا ولم يتمكن من حضور المباريات الودية والتدريبات وكان الأمر صعبًا عليه ولكنه ركز فقط على عمله وليس على كل المشاكل التي كانت لدينا".

تمكن موتا، من الصمود خلال فترته الصعبة مع فريق سبيزيا رغم اقترابه من الرحيل فى أوقات كثيرة لكن لاعبى الفريق تمسكوا باستمراره وقال جوليو ماجيوري، لاعب الفريق الإيطالى السابق لموقع "جول":"لقد كان مدربًا رائعًا، وكان يجب أن تستمع إليه عندما يتحدث".

وأعرب إيمانويل جياسي، مهاجم سبيزيا السابق، عن تقديره لموتا، وقال النجم الغاني لموقع "جول": "إنه صادق للغاية ويتحدث في وجهك وسيخبرك مباشرةً إذا كنت في حالة جيدة أو إذا كان أدائك سيئًا".

ونجح موتا، فى تحسين مستوى فريق سبيزيا وقادهم لتحقيق فوزًا مفاجئًا خارج ملعبهم على نابولي ثم قدموا سلسلة رائعة من المباريات تضمنت فوزًا مثيرًا بنتيجة 2-1 على ميلان في سان سيرو، ولعب المدرب البرازيلى الإيطالى دورًا محوريًا في تجنب هبوط فريقه على الرغم من كل أزماتهم.

ونتيجة تميز موتا، مع سبيزيا تعاقد فريق بولونيا معه بعد بداية فاشلة لهم فى موسم 2022-23 بالدوري الإيطالي.

لم يتم الترحيب بموتا، في ملعب ريناتو دالارا فى البداية حيث كانت الجماهير تحترم المدرب السابق الأسطورى سينيسا ميهايلوفيتش، حتى أن روبيرتو دي زيربي، رفض تدريب الفريق الإيطالي لأنه لا يريد أن يخلف المدرب الصربي.

وأكد موتا، على تقديره الكبير لميهايلوفيتش، واعترف بأن "سينيسا سيظل دائمًا جزءًا من تاريخ بولونيا"، وكان موتا، واثقًا من أنه يمكنه البناء على الأسس الصلبة للمدرب الصربى.

وكانت بداية موتا، مع فريق بولونيا محبطة حيث فشل في الفوز بأول أربع مباريات في الدوري الإيطالي ولكن بفضل تكتيكاته الجريئة "تغيير الفريق كثيرًا"، كما قال اللاعب لويس فيرجسون، لشبكة سكاي سبورت إيطاليا.

وقال ماجيوري، لموقع "جول" :" موتا يختلف عن المدربين الآخرين لأنه ليس لديه تشكيل محدد إنه يعتقد أن كل لاعب يمكنه تأدية عدة أدوار"، ولهذا السبب قال المهاجم جياسي ساخرًا: "لقد تعلمت اللعب ليس فقط في الجناح ولكن أيضًا في خط الوسط وحتى في مركز الظهير الأيسر".

وهذا التنوع هو انعكاس للحرية التى يمنحها موتا، للاعبيه وقال مدرب بولونيا سابقًا لصحيفة "جازيتا ديلو سبورت" :"يمكنك أن تكون هجوميًا للغاية بخطة 5-3-2 ودفاعيًا بخطة 4-3-3".

ومع بولونيا كانت خطة موتا، هي اللعب بقوة أكبر مما كان عليه في سبيزيا الذي كان يعاني من ضائقة مالية، وكان لديه فى بولونيا لاعبين مجهزين بشكل أفضل لتنفيذ أسلوبه القائم على الاستحواذ.

وقال فيرجسون: "لقد شرح أفكاره وطريقة لعبه ورؤيته لكرة القدم وكيف أراد لنا أن نكون، لقد تأثرنا به سريعًا وأعتقد أنه يمكنك رؤية ذلك ليس فقط على النتائج ولكن في الأداء وفي الطريقة التي نركض بها وندافع بها جميعًا معًا".

أصبح فريق بولونيا وحدة دفاعية مميزة وفقط فريق فيرونا فازوا أكثر منهم فى التدخلات بالدوري الإيطالي هذا الموسم، ويحتل فريق بولونيا المركز الثالث من حيث الاستحواذ على الكرة، ومن الصعب اختراق فريق موتا، بسبب العمل الذي يقومون به بدون الكرة في خطة 4-1-4-1 وحقيقة أنهم يستحوذون على الكرة تجعل من الصعب التغلب عليهم.

ولا يسدد فريق بولونيا الكرة أبدًا ونادرًا ما يعتمدون على الهجمات المرتدة لأن كل ما يهمهم هو الاحتفاظ بالكرة فقط وهم مميزون فى ذلك أكثر من معظم الفرق في أوروبا ويتفوقون حتى على فريق إنتر متصدر الدوري الإيطالي حاليًا.

يصر موتا، على أنه ليس لديه "فضل" في تطور فريق بولونيا وصعوده من النصف السفلي بجدول الدوري الإيطالي إلى المنافسة على المربع الذهبي على مدار الـ 18 شهرًا الماضيين، مؤكدًا أن "اللاعبين هم الأبطال الحقيقيون وإنهم من يتخذوا القرارات على أرض الملعب".

ولكن كان تأثير موتا، واضحًا حيث قاد فريق بولونيا بالموسم الماضى إلى احتلال المركز التاسع بالدورى الإيطالى وهو أعلى مركز له في الدوري منذ سنوات والآن يقع النادي صاحب ثامن أصغر ميزانية في الدوري الإيطالي بالمركز الرابع.

وأصبح لاعبى فريق بولونيا الشباب وعديموا الخبرة على استعداد لبذل كل جهدهم من أجل موتا في كل مباراة وقال فيرجسون: "إننا نتدرب بقوة وكل هذا بفضله".

وهناك قلق من أن يفقد فريق بولونيا قوته في المراحل الأخيرة من الموسم خاصة مع غياب فيرجسون، عن الملاعب بسبب إصابة في الرباط الصليبي في نهاية الأسبوع الماضي وكان النجم الاسكتلندي جزءًا لا يتجزأ من فريق بولونيا وغيابه عن الفريق جاء فى أسوأ توقيت حيث سيواجه فريق بولونيا نظيره روما صاحب المركز الخامس غدًا الإثنين فى مباراة حاسمة لمشوار الفريق بالدورى الإيطالى.

إن فريق بولونيا كما يقول موتا، أكثر فريق يستحوذ على الكرة في الدوري الإيطالي ويحرج العديد من المنافسين لذلك ليس غريبًا أن يهتم به فرق مانشستر يونايتد ويوفنتوس ولكن من الصادم أن يتجاهله برشلونة.