تمرد كريستيانو وإنجازات كين وهالاند .. من الخاسر ومن الفائز في موسم الدوري الإنجليزي؟!

تود بولي مالك تشيلسي لم يكن مجرد خاسر هذا الموسم، لقد كان أحد نكات الدوري الإنجليزي، بعد كل تلك الصفقات التي أبرمها وحصوله على عائد ضئيل للغاية في المقابل، بعد فشل ثلاثة مدربين مختلفين في الخروج بأي نتيجة جيدة، وبعد أن انتهى الأمر بالفريق في المركز الـ12.

بولي كان مسؤولًا بشكل مباشر عن سياسة الفريق في سوق الانتقالات والقرار الغريب بإقالة توماس توخيل بعد ست مباريات فقط ووضع ثقته في جراهام بوتر، وخلال الشهرين الأخيرين من الموسم استبدلوه بفرانك لامبارد، كل ذلك أوضح كم أن الملاك الجدد ليس لديهم أي فكرة عن كرة القدم.

لقد كان موسمًا ناجحًا بالنسبة للشرق الأوسط، بداية من كأس العالم في فقط، مرورًا بفوز مانشستر سيتي بالدوري من جديد، واحتلال نيوكاسل للمركز الرابع ليلعب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 20 عامًا.

يبدو بشكل واضح أن نيوكاسل يعرف بالتحديد ما الذي يريده وما الذي يسعى إليه من خلال استراتيجية واضحة وقوية وسعيد دؤوب نحو المزيد من النجاحات.

لن نشعر بالمفاجأة لو رأينا المزيد من الأندية تتبع ذلك النهج، فلا يزال مانشستر يونايتد من الممكن بيعه إلى ملكية قطرية جديدة في الأسابيع المقبلة، والفضل دون شك لنجاح النماذج المماثلة السابقة.

يا له من شعور صعب ومؤلم ذلك الشيء يمر به ميكيل أرتيتا بعدما قاتل فريقه على حلمه وفعل المستحيل من أجل الحصول على لقب الدوري الإنجليزي، ومر النادي بلحظات من الجنون أشعرته بالقرب من ذلك الحلم مثل تصويبة ريس نيلسون القوية ضد بورنموث، والتي ستبقى خالدة في ذاكرة الجماهير طويلًا.

سيكون هناك الكثير من الأسف عندما تنظر الجماهير ومعهم عناصر الفريق إلى الموسم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد استسلامهم في المنافسة مع مانشستر سيتي الذي أصبح من الصعب التنافس معه للغاية.

طريقة لعب الفريق في نهاية الموسم وخسارته للنقاط ستظل محبطة إلى مدى بعيد، لكن رغم ذلك فالفريق يستحق التقدير على وصولهم إلى تلك النقطة من الأساس، ومواصلة الضغط على مانشستر سيتي حتى اللحظات الأخيرة.

لكن الأمر المحزن هنا أن تلك الفرصة قد لا ينالها آرسنال من جديد قريبًا، وهو أمر محبط حقًا.

لم يكن مانشستر يونايتد مقنعًا طوال الوقت هذا الموسم بالأخص على أرضه، وكان هناك بعض النتائج المروعة أمام فرق مثل ليفربول وإشبيلية، لكن هذا لا ينفي أن الفريق يتقدم بشكل واضح تحت قيادة إريك تين هاج.

علينا أن ننظر إلى كم الضغط الذي عانى منه المدرب منذ توليه لتدريب الفريق بسبب سلسلة النتائج السيئة وعلى رأسها الخسارة من برايتون وبرينتفورد.

لكن تين هاج في كل يوم مر عليه في صفوف مانشستر يونايتد كان يثبت خطأ الجميع وأبدى قوة كبيرة في ترك كريستيانو رونالدو يرحل عن صفوف الفريق وأعاد إحياء جادون سانشو واستفاد لأقصى درجة من كاسيميرو.

صحيح أن النتائج هي كل شيء، لكن في النهاية هذا هو الموسم الأول لتين هاج في مانشستر يونايتد وقد صعد إلى دوري أبطال أوروبا ونجح في الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

لا يوجد رجل على وجه الأرض لا يسبقه العمر، حتى هؤلاء الذين يبدون خارقين، الجميع في النهاية يستسلم لويلات هذا العتي المسمى العمر، حتى كريستيانو رونالدو الذي تراجع بشكل كبير رفقة مانشستر يونايتد بعد موسم أول رائع عقب عودته حيث سجل 24 هدفًا في كل البطولات، لكنه الآن ينتظر في المملكة العربية السعودية رفقة النصر غير مرغوب فيه من أندية النخبة في أوروبا.

بالتأكيد راتب رونالدو في النصر لا مثيل له في العالم أجمع، لكن رياضيًا فالأمور لا تسير على الطريق الصحيح فالفريق فقد صدارته بعد قدومه، وخسر اللقب لصالح الاتحاد.

بكل تأكيد لم يكن طموح رونالدو مع بداية الموسم أن يكون وصيفًا في الدوري السعودي، لكن سلسلة المشاكل التي مر بها في مانشستر يونايتد وجلوسه احتياطيًا وما حدث معه في كأس العالم ومقابلته المخجلة مع بيرس مورجان، كل ذلك كان تطورًا طبيعيًا لموسم سيئ للغاية للبرتغالي.

وجود الكثير من اللاعبين الخاصين بمنتخب بلادك في دوري تنافسي قوي مثل الدوري الإنجليزي (ضع مانشستر سيتي جانبًا) هو أمر يجعلك سعيدًا بكل تأكيد، لكن على النقيض كان الوضع بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

فبين ثلاثة لاعبين لعبوا بشكل جيد خلال الموسم هم أنطوني روبنسون وتيم ريام وتايلر آدامز، انتهى موسم الثنائي الأخير قبل الآوان بسبب الإصابة، وكانت إصابة آدامز محورية في هبوط ليدز.

لقد كان موسمًا محبطًا لغيرهم أمثال كريستيان بوليسيتش الذي عليه أن يبحث عن فريق جديد غير تشيلسي عقب فقدان مكانته مع الفريق.

في بداية الموسم صعد الثلاث قولهام ونوتنجهام فورست وبورنموث، وكل فريق اتخذ طريقه من أجل ضمان البقاء في الدوري، وفي النهاية جميعهم نجحوا في ذلك.

فولهام بطل الدرجة الأدنى في الموسم الماضي قام بسوق انتقالات قوي وكان أول من نجح في الحفاظ على مكانته في الدوري الإنجليزي، وكان يمكنهم حتى المنافسة على مكان أوروبي لولا سلسلة من الأحداث المؤسفة التي تسبب فيها ألكسندر ميتروفيتش، بدأت بإيقافه لمدة ثمانية لقاءات.

في المقابل استثمر فورست بشكل كبير في الفريق بالكثير من الصفقات وهذا لا ينفي العمل الرائع لستيف كوبر، الذي نجح ببراعة في إدارة كل هذا نحو الاستقرار، ويمكننا النظر إلى تشيلسي لنعرف كيف يمكن لكثير من الصفقات أن يخرب كل شيء.

لكن كل ذلك لا يقارن بما فعله جاري أونيل مع بورنموث، لأن أحدًا لم يتوقع أن يستمر الفريق في الدوري خلال الموسم الجديد، حيث عاد بالفريق من خسارة بتسعة أهداف أمام ليفربول إلى سلسلة ست مباريات دون هزيمة.

في سياق آخر قد يكون أونيل هو أفضل مدرب خلال هذا الموسم، عذرًا بيب جوارديولا.

لا شيء يحسم المباريات أكثر من الأهداف، لهذا فأندية الدوري الإنجليزي تنفق بغزارة على ضم المهاجمين، لكن تلك الأموال لم تنفق بشكل جيد للغاية هذا الموسم..

أنطوني في مانشستر يونايتد هو مثال حي لما نحن بصدد الحديث عنه، صحيح أنه أظهر بعض اللمحات لكن توقيع بقيمة تقارب الـ 90 مليون يورو يجب أن يقدم ما هو أفضل.

هناك أيضًا داروين نونيز الذي بدأ بشكل واعد وسجل 15 هدفًا وصنع أربعة في كل المسابقات لكن بنهاية الموسم أصبح بديلًا، فبكم انضم لليفربول، بحوالي 75 مليون يورو.

هناك أيضًا مودريك الذي انضم إلى تشيلسي برقم كبير للغاية، لكنه حتى الآن كان ولا يزال أسوأ صفقات البلوز تحت قيادة بولي.

وبعيدًا عن كل هؤلاء فرحيم ستيرلينج هو الصفقة الأكثر إحباطًا، فعندما انضم لتشيلسي كان نجاحه شبه مؤكد، لكن النهاية وجدنا أن تشيلسي دفع 50 مليون يورو في لاعب آخر يشبهه.

وفي النهاية لن يضاهي أي صفقة من تلك دفع توتنهام حوالي 55 مليون يورو للحصول على ريتشارليسون ليسجل هدفًا وحيدًا في الدوري.

من هو أكثر فريق محبوب في الدوري الإنجليزي؟ إجابة ستكون صعبة على أي شخص، لكن برايتون يجعلها سهلة للغاية، فبكل ما قدموه كيف لا تحبهم؟!

عندما خسر الفريق قائد مشروعه جراهام بوتر لصالح تشيلسي خشي الجميع عليهم من الضياع، لكن في برايتون فالأساس أعمق وأقوى من اسم واحد فقط رحل عن صفوفهم.

الإدارة اتجهت وقتها لروبرتو دي زيربي وتلقت الكثير من السخرية من النقاد الإنجليز، لكن بنهاية المطاف لا يمكن لأي شخص أن ينكر أن دي زربي مقدر له النجاح عاجلًا أم آجلًا.

من كان يتوقع أن يتراجع ليفربول بذلك الشكل بعد أن كان الفريق على وشك التتويج بأربعة ألقاب بنهاية الموسم الماضي؟!

الفريق لم يدعم نفسه في الانتقالات جيدًا وخسر أحد نجومه وهو ساديو ماني، لكن التراجع بذلك الشكل كان أمرًا غير متوقعًا على الإطلاق.

ليفربول الآن إلى الدوري الأوروبي، ولم يكن يستطيع حتى المنافسة ولو من بعيد على أي بطولة هذا الموسم.

حتى على صعيد الصفقات فالفريق خسر على الأرجح فرصة التوقيع مع جود بيلينجهام وها هو يرضى بالبديل أليكسيس ماك أليستر الذي قد ينتهي به المطاف في مانشستر سيتي.

ببساطة فليفربول في ورطة بعد موسم سيئ على كافة المستويات، وسيكون أمامه الكثير من التحديات في سوق الانتقالات في ظل الغياب عن دوري أبطال أوروبا.

لاعب وسط الفريق جيمس وارد أكد أن ساوثامبتون لديه كل ما يحتاجه أي فريق للعودة إلى الدوري الإنجليزي في الموسم المقبل، لكن الجماهير لا تتفق بشكل كامل مع تصريحاته، نظرًا للفشل الكبير الذي حدث في الموسم المنتهي.

في ظل نفور الكثير من اللاعبين وغياب الرؤية الفنية الواضحة في الموسم المقبل، سيبدو حديث وارد عن العودة إلى الدوري الإنجليزي مجرد خيال.

ففي المرة الأخيرة التي هبط فيها الفريق استغرق منه الأمر سبعة أعوام حتى يعود من جديد، فهل يتكرر الأمر أم يعودون سريعًا؟!

الجميع بما فيهم إرلينج هالاند كانوا على علم أن النرويجي سيسجل الكثير من الأهداف لصالح مانشستر سيتي، الفريق الأفضل في العالم بوجود أفضل صناع اللعب والمهاجمين، هي توليفة صنعت في جنة كرة القدم.

النرويجي حطم كل الأرقام القياسية الممكنة، ذلك الخاص بمحمد صلاح كأفضل هداف في موسم واحد بـ 32 هدفًا في موسم من 38 مباراة، كما حطم الرقم الخاص بموسم مكون من 42 مباراة أيضًا.

هالاند لا يشارك كثيرًا في بناء اللعب ولا ينخرط في التفاصيل التكتيكية الكثيرة لبيب جوارديولا، لكن تلك ليست وظيفته، هو يحرص على تقديم لمسة نهائية رائعة تهز الشباك.

المذهل أكثر من ذلك أن هالاند في طريقه للتحسن، وهو أمر مرعب لكل منافسي مانشستر سيتي، فاستمراره مع الفريق يعني تحطيم المزيد من الأرقام القياسية.

ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد نجحا بشكل غير قابل للشك كلاعبين من قبل في الدوري الإنجليزي، لكن الأمور تبدو مختلفة لهما في عالم التدريب، حيث قد يضطران إلى إعادة بناء سمعتهما بعيدًا في الفترة المقبلة.

جيرارد لم يصمد حتى شهر أكتوبر حتى وتمت إقالته من أستون فيلا بعد فوزين من أول 12 مباراة في الموسم.

أما لامبارد الذي أقيل من إيفرتون في يناير وجد فرصة أخرى في صفوف تشيلسي في أبريل لم ينجح فيها بأي شكل من الأشكال، وأصبح كبش فداء مؤخرًا بعد سلسلة من النتائج السيئة.

النجم الإنجليزي يستحق تكريمًا من نوع ما نظرًا لتسجيله 30 هدفًا لفريق مثل توتنهام في حالة كبيرة من الضياع كتلك التي يعاني منها حاليًا.

حتى أبرز مشجعي توتنهام لا يمكنه لوم هاري كين على الخروج والرغبة في اللعب لفريق آخر يستطيع من خلاله التتويج بلقب من أجل كل ما قدمه.

كين حقق مستويات رائعة وقدم الكثير من الأهداف لصالح توتنهام هذا الموسم، ولا يسعنا سوى انتظار المزيد منه في الموسم المقبل.

قبل سبع سنوات فقط كان ليستر سيتي هو بطل الدوري الإنجليزي بوجود رياض محرز وجايمي فاردي وغيرهما من النجوم اللذين صنعوا مفاجأة لن تتكرر قريبًا.

والآن الفريق هبط للدرجة الأدنى بعد مومس محبط للغاية لم يعرفوا فيه طريق الفوز سوى تسع مرات فقط منهم مرة أخيرة على وست هام بأداء كان الأفضل لهم هذا الموسم.

ملاك النادي لم يستثمروا بشكل كافي في ضم لاعبين أقوياء يساعدون الفريق، ووضعوا الكثير من الثقة التي كانت مبالغًا فيها في بعض الأحيان في براندن رودجرز.

في حين أن رؤية ليستر سيتي يهبط هي أمر محزن للغاية، لكن الحقيقة القاسية هنا أنه لا يوجد أي شخص من الممكن لومه إلا ليستر سيتي أنفسهم.