تعلم يا تين هاج من كلوب .. إعادة بناء ليفربول يوضح فشل مدرب مانشستر يونايتد!

في المباراة الأولى التي واجه فيها كلوب مانشستر يونايتد كمدربًا للريدز كان الشياطين الحمر يحتلون المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بقيادة لويس فان خال، ولكن كلما تغيرت الأمور في اليونايتد، كلما ظلت على حالها.

ورغم فوز مانشستر يونايتد 1-0 على ليفربول في موسم 2015-2016 تم إقالة المدرب الهولندي بعد أقل من 48 ساعة من فوزه بنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

ثم تم إقالة جوزيه مورينيو، وأولي جونار سولشاير، بعد فترة قليلة من خسارتهم أمام ليفربول، فهل سيتم إقالة تين هاج؟.

أثبت ملعب الأنفيلد أنه كابوسًا ليونايتد، الذي لم يسجل أي هدف فيه منذ خمس سنوات، ويعانى فريق تين هاج من هزيمة تاريخية ومذلة بنتيجة 7-0 في زيارتهم الأخيرة في عام 2018.

وهناك مخاوف كبيرة من أن يتعرض مانشستر يونايتد لهزيمة كاسحة جديدة، بعد نتائجه المحبطة الأخيرة حيث خسر على ملعبه بنتيجة 3-0 أمام بورنموث، في الجولة السابقة وفي نفس الملعب وبعد ثلاثة أيام فقط، سقط في فخ الهزيمة بهدف نظيف أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا وودع البطولة.

وهزيمة جديدة لمانشستر يونايتد قد تنهى مسيرة تين هاج، مع الفريق الإنجليزي مبكرًا.

كان فريق ليفربول متراجع ويعاني لفترة طويلة في الموسم الماضي، وأثر سعيهم لتحقيق رباعية تاريخية على اللاعبين ومدربهم، الذي أصبح عصبيًا بشدة خلال موسم 2022-23 المجهد.

وتحسن وضع الفريق قليلًا في أواخر الموسم حيث لعب 11 مباراة دون هزيمة في الدوري الإنجليزي وحقق سبعة انتصارات متتالية في شهر واحد، وعاد كلوب لنشاطه وأفكاره العبقرية حيث حول اللاعب ترينت ألكسندر أرنولد إلى خط الوسط المساعد وتألق بشدة.

وتعاقد ليفربول مع أليكسيس ماك أليستر ودومينيك سوبوسلاي، ولكن البحث عن لاعب خط وسط دفاعي تحول إلى مهزلة، حيث خسر ليفربول كلا من مويسيس كايسيدو وروميو لافيا لصالح تشيلسي وانتهى الأمر بالتعاقد مع إندو واتارو من شتوتجارت ورايان جرافنبرخ، من بايرن ميونخ، وكلاهما لم يقدموا الأداء المنتظر منهم حتى الآن.

ولا يمكن إنكار أن كلوب يدير فريقًا يمر بمرحلة انتقالية بشكل أفضل بكثير مما كان يتصوره أي شخص.

كان هناك شعور قبل بداية الموسم الحالي بأن إنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى أمر ممكن بالنسبة لليفربول، لكن التحدي على اللقب كان خارج حسابتهم، وبعد 16 جولة، احتلوا صدارة الترتيب، وخسروا مرة واحدة فقط أمام توتنهام بخطأ مثير من تقنية حكم الفيديو المساعد.

ورغم عدم قوة الفريق الدفاعية ولكن لم يتلقى أي فريق في الدوري الإنجليزي أهدافًا أقل من الريدز وهو إنجاز لا يصدق في ظل غياب آندي روبرتسون، لفترة طويلة، وانتهاء موسم جويل ماتيب، ومعاناة كوناتي من إصابات متكررة.

ولم يلعب تياجو ألكانتارا، حتى الآن هذا الموسم بسبب الانتكاسة التي تعرض لها أثناء تعافيه من جراحة في أبريل الماضي، ولم يتحدد موعد لعودته، بالإضافة إلى إصابات كودي جاكبو وجوتا، ويغيب الأخير عن المباريات بسبب مشكلة عضلية، وسيفتقد ليفربول إلى أليكسيس ماك أليستر، في مواجهة اليوم.

ومع ذلك، يواصل ليفربول حصد النقاط، ويرجع الفضل في ذلك إلى قدرة كلوب على تغيير مسار المباريات بتغييرات ذكية.

رغم تصدر ليفربول جدول ترتيب الدوري الإنجليزي حتى الآن هذا الموسم ولكن لديهم قصور دفاعية واضحة ولكن يمكن القول أن "الوحوش العقلية" لكلوب عادت.

وعاد فريق ليفربول الشهر الماضي، بعد تأخرهم أمام مانشستر سيتي وحققوا التعادل على ملعب الاتحاد وأثبتت التبديلات الجريئة التي أجراها كلوب وقراره بنقل ألكسندر أرنولد إلى خط الوسط أنها حاسمة وحصدوا هذا الموسم بشكل متكرر ثلاث نقاط من مباريات لم يكونوا الأفضل فيها مثل مواجهة نيوكاسل وفولهام، وفي نهاية الأسبوع الماضي ضد كريستال بالاس.

وكان ليفربول في حالة سيئة للغاية لمدة 70 دقيقة على ملعب سيلهورست بارك، ولكن طرد جوردان، منحهم فرصة العودة للمباراة وبسبب التغييرات الذكية والتعديلات التكتيكية التي أجراها كلوب تغير مستوى الفريق هذا الموسم.

وكان لهارفي إليوت، تأثيرًا كبيرًا عند مشاركته كبديل، وليس صدفة أن ثلاثة من التبديلات الأربعة الأخيرة التي سجلت هدف الفوز في الدقيقة 90 في الدوري الإنجليزي كانت لصالح ليفربول (إليوت، داروين نونيز وجوتا)، وسجل الريدز مزيد من الأهداف في الوقت بدل الضائع تحت قيادة كلوب، أكثر من يونايتد تحت قيادة السير أليكس فيرجسون، وأشار العديد من أنصار ليفربول أن زمن "فيرجسون" انتهى وحان "وقت كلوب".

نجح يورجن كلوب، في بناء فريق رائع وقد لا يفوز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، لكن مشروع إعادة بناء الريدز بدأ بفضل عبقرية المدير الفني.

لقد فقد ليفربول بعض اللاعبين المؤثرين في المواسم الأخيرة، داخل وخارج الملعب، لكن كلوب كان دائمًا مفتاح نجاح النادي حيث أعاد النظام، والتفاؤل في ملعب آنفيلد.

ويختلف ليفربول، في الوقت الحالي، عن مانشستر يونايتد في كل شئ، فهو يدخل المباراة متصدرًا لجدول ترتيب البطولة وتحت قيادة مدرب متميز يحظى بتقدير كبير، بينما يبدو تين هاج عاجزًا، ومجردًا من الأفكار، ويفشل في إنقاذ فريقه.