إنهم يرتجفون بردًا في الشانزلزيه .. تشيلسي يذيق باريس من كأس إنتر والريال، وبالمر يعبث بأوراق الكرة الذهبية!

أثبت تشيلسي بحق أنه "فخر لندن"، وقدم 45 دقيقة لم يتوقعها أشد المتفائلين بالبلوز، بعدما نجح في إذلال باريس سان جيرمان وتعطيل مفاتيحه، معتمدًا على سلاح التحولات الهجومية السريعة، ولن أبالغ لو قلت إن قطع الكرة ووصولها إلى دفاع تشيلسي، كان كفيلًا بإدخال الرعب في قلوب بطل أوروبا، الذي ظهر دفاعه متخاذلًا للغاية، أمام انطلاقات كول بالمر وجواو بيدرو وبيدرو نيتو.

تشيلسي وكأنه قرر الثأر لكل من سقط أمام باريس سان جيرمان هذا الموسم، سواءً إنتر أو مانشستر سيتي أو ريال مدريد أو بايرن ميونخ، ليس فقط للأهداف الثلاثة التي شهدها الشوط الأول، وإنما أيضًا التحكم الكبير في سير المباراة، والتنظيم التكتيكي، والتقارب بين الخطوط، والضغط الكبير على حامل الكرة، فضلًا عن سلاح التحول السريع الذي أتى بثماره للغاية.

على الورق، دخل تشيلسي المباراة بخطة لعب 4-2-3-1، ولكن الواقع أن البلوز اعتمد على تواجد 5 مدافعين، من أجل تعطيل مفاتيح خطورة باريس سان جيرمان، ومن ثمّ إرسال الكرات الطويلة، خاصة إلى بالمر، لصنع الانطلاقة الهجومية، على مرمى الحارس دوناروما.

في الشوط الثاني، تراجع تشيلسي نسبيًا أمام الطوفان الباريسي، والذي حاول رد الاعتبار بالضغط على دفاعات البلوز، إلا أن تقدم دفاع سان جيرمان، منح الفرصة أيضًا لمرتدات هجومية كادت أن تزيد غلة الأهداف.

ويمكن القول، إن أداء باريس كان انعكاسًا لحالة الثقة الزائدة التي عاشها لاعبوه، والذين انصبت الترشيحات عليهم للفوز بكأس العالم، ففوجئوا ببطل المؤتمر الأوروبي الذي جاء ليؤكد أنه ليس الطرف الأضعف على الإطلاق.

مرة أخرى، يثبت كول بالمر، نجم تشيلسي "الشاب" بأنه يستحق لقب عملاق النهائيات، بعدما تمكن من هز شباك باريس سان جيرمان، بهدفين وتمريرة حاسمة.

وسجل بالمر هدفين بنفس السيناريو، انطلاقة مرتدة، والتوغل بين الدفاع، ثم تسديدة أرضية على يمين الحارس دوناروما، ومن مرتدة ثالثة، قدم تمريرة إلى جواو بيدرو الذي وقع على الهدف الثالث.

from Cole to Goal، هكذا وضع صاحب احتفال "الشعور بالبرد"، على بصمته في النهائي، ليس اليوم فقط، وإنما في 6 نهائيات سابقة أيضًا، سواءً مع مانشستر سيتي أو تشيلسي، أو منتخب إنجلترا بفئاته السنية.

وفيما يلي، نستعرض أبرز ما قدم كول بالمر في تاريخ المباريات النهائية..

- نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب 2020: "هدف وتمريرة حاسمة" مع مانشستر سيتي أمام تشيلسي.

- نهائي كأس اليورو تحت 21 عامًا 2023: "تمريرة حاسمة" مع منتخب إنجلترا أمام إسبانيا.

- نهائي كأس السوبر الأوروبي 2023: "هدف" مع مانشستر سيتي أمام إشبيلية.

- الدرع الخيرية 2023: "هدف" مع مانشستر سيتي أمام آرسنال.

- نهائي يورو 2024: "هدف" مع منتخب إنجلترا أمام إسبانيا.

- نهائي دوري المؤتمر الأوروبي 2025: "تمريرتين حاسمتين" مع تشيلسي أمام ريال بيتيس.

- نهائي كأس العالم للأندية 2025: "هدفين وتمريرة حاسمة" مع تشيلسي أمام باريس سان جيرمان.

ولعل هناك أكثر من نقطة تستحق الوقوف عندها في نهائي كأس العالم للأندية 2025، التي أسدلت الستار على أولى نسخة تشهد مشاركة 32 فريقًا، على أرض الولايات المتحدة.

- الحكم الأسترالي علي رضا فغاني، الذي أدار النهائي، هو ذاته الذي قاد نهائي مونديال 2015، وشهد تتويج برشلونة مع لويس إنريكي باللقب، بعد الفوز على ريفربليت بثلاثية نظيفة.

- الأرجنتيني إنزو فيرنانديز، نجم تشيلسي، حقق رقمًا مميزًا في مسيرته، كأول لاعب يتوج بكأس العالم للمنتخبات والأندية، بنظام الـ32 فريقًا.

- الحارس الإسباني روبرت سانشيز، يثبت أنه ورقة رابحة لتشيلسي، بأداء عملاق في نهائي مونديال الأندية، بعدما منع 6 تسديدات باريسية، منها خمس داخل منطقة الجزاء.

- شهد عام 2025، الكثير من النهائيات التي انتهت بفارق كبير في النتيجة، بعد فوز باريس سان جيرمان على إنتر (5-0) في نهائي دوري أبطال أوروبا، وتشيلسي على ريال بيتيس (4-1)، في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.

مهما كان الفائز باللقب، فإن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كان المستفيد الأكبر من سيناريو نهائي كأس العالم للأندية 2025، والتي شهدت الكثير من الانتقادات، سواءً لموعد إقامة البطولة، أو الأجواء الحارة و"المتقلبة" التي تسببت في تعطيل عدد من المباريات.

إنفانتينو أكد أن كأس العالم للأندية، في نسختها الأولى بالنظام الموسّع، حققت نجاحًا ساحقًا، بإيرادات تجاوزت ملياري دولار، رغم غياب عدد من كبار أوروبا، مثل ليفربول وبرشلونة ومانشستر يونايتد وميلان ونابولي.

ورغم ما شهدته البطولة من تألق لافت للأندية البرازيلية، وبلوغ فلومينينسي نصف النهائي، إلا أن سيناريو تأهل فريقين أوروبيين للمباراة النهائية، كان - برؤية إنفانتينو - خير ردٍ على كل المنتقدين لإقامة البطولة في القارة العجوز.

أيًا كان السبب، ولو نظرنا إلى عدد مقاعد الأندية الأوروبية في البطولة، مقارنة بنظيرتها في القارات الأخرى، إلا أن وجود باريس وتشيلسي أعطى رسالة للجميع، بأن أندية القارة العجوز لا تزال تحكم بأحكامها، حتى ولو شهدت البطولة نتائج مفاجئة، مثل فوز فلامنجو على باريس سان جيرمان في دور المجموعات، أو انتصار الهلال على مانشستر سيتي في دور الـ16.

قبل النهائي، كان هناك شبه إجماع على اقتراب النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي، من حسم لقب الكرة الذهبية لعام 2025، وكان الخلاف الوحيد حول ما إذا كان ديمبيلي الأحق بالبالون دور، أم زملائه في باريس سان جيرمان، مثل أشرف حكيمي وفيتينيو وغيرهم.

هذه الآراء ساهم بها احتكار باريس سان جيرمان للبطولات، والفوز بأربعة ألقاب، وحصد دوري أبطال أوروبا، للمرة الأولى في تاريخه، بعد اكتساح إنتر في النهائي بخماسية نظيفة، الأمر الذي جعل من تأهله لنهائي كأس العالم للأندية، مؤشرًا كبيرًا على اقترابه من اللقب، قبل أن يصنع تشيلسي المفاجأة.

بالمر عبث بسباق الكرة الذهبية، وأعطى الأمل مجددًا لنجوم آخرين، كادوا أن يفقدوا الأمل في المنافسة، أمثال لامين يامال ورافينيا ومحمد صلاح وهاري كين.