أبو تريكة في انتظاركم .. تشيلسي يتحدى المنطق بـ42 لاعبًا قبل انطلاق الدوري الإنجليزي!

تشيلسي منذ بداية حقبة تود بولي، كان يحرص بصفة مستمرة على اقتناص أبرز المواهب المعروفة التي فرضت نفسها على الساحة مهما كان سعرها.

الأمثلة عديدة، ولعل أبرزها ميخايلو مودريك، إنزو فيرنانديز، مويسيس كايسيدو، كريستوفر نكونكو، كول بالمر، وويسلي فوفانا ورحيم ستيرلينج ومارك كوكوريا وغيرهم.

المحصلة كانت صفر، الفريق لا ينافس على البطولات، واحتل المركز السادس بجدول الدوري الإنجليزي الموسم الماضي بـ63 نقطة، ليصبح فريسة سهلة لأبو تريكة، الذي ظل يتهكم على البلوز في كل مناسبة، بسبب فشل هذه الصفقات باستثناء كول بالمر وإنزو فيرنانديز بدرجة أقل منه!

التفكير كان مختلفًا هذا الصيف، لأن تشيلسي ينفق ولكن على أسماء غير معروفة، بخلاف صفقة نيتو التي يحتاجها الفريق رغم الصورة المبهرة التي يظهر بها بالمر.

صفقات تشيلسي هذا الصيف هي: كيران ديوسبري هول من ليستر سيتي "35 مليون يورو"، بيدرو نيتو من وولفرهامبتون "60 مليون يورو"، فيليب جورجنسن من فياريال "24.50 مليون يورو"، أوماري كيليمان من شباب أستون فيلا "22.50 مليون يورو"، آرون أنسيلمينو من بوكا جونيورز "16.50 مليونً يورو"، ريناتو فيجا من بازل "14 مليون يورو"، كاليب ويلي من أتلانتا "10.10 مليون يورو"، مارك جويو من برشلونة "صفقة مجانية"، وأخيرًا توسين أداربايويو لاعب فولهام المنضم بالمجان أيضًا.

أسماء لا نعرف منها سوى نيتو، ولكن لماذا فعل تشيلسي ذلك؟

عندما ظهر اسم إنزو ماريسكا ضمن المرشحين لقيادة تشيلسي بعد إقالة ماوريسيو بوتشيتينو، جاء ذلك بسبب المستويات المبهرة التي ظهر بها ليستر سيتي تحت قيادته وجعلته يصعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة لسبب آخر لا يقل أهمية.

شبكة "ESPN" الأمريكية تحدثت في مايو الماضي، عن سمعة الإيطالي الجيدة عندما يتعلق الأمر بمنح اللاعبين الشباب فرصة الظهور وإثبات أنفسهم، لذلك يبدو أن تشيلسي قرر منحه هذه الأدوات بأفضل صورة ممكنة.

ولكن بعيدًا عن هذا الأمر، هناك تفسيرات أخرى ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية عبر الصحف الإنجليزية، حول السبب الذي دفع بولي إلى هذا الإنفاق المجنون.

السبب الأول كان اللعب المالي النظيف، وإمكانية حصول النادي على أرباح هائلة في حالة تألق بعض هؤلاء اللاعبين في المستقبل القريب عن طريق تسويقهم بصورة جيدة، مما يضيف التوازن إلى ميزانية البلوز، والثاني هو وجود توقعات داخل النادي بفرض عقوبات بحظر من سوق الانتقالات وخصم النقاط من الفريق بسبب الإنفاق الذي تم طوال حقبة بولي.

ويضاف إلى ذلك اعتماد تشيلسي على عقلية مختلفة في البناء، عن طريق تجربة مختلفة تمامًا يمكن لإنزو ماريسكا التعامل معها، بدلًا من جلب النجوم وتكديس الفريق بمجرد أسماء دون الحصول على أي شيء في المقابل.

لو نظرنا إلى مركز حراسة المرمى، سنجد أنه على تشيلسي التخلي عن حارسين أو 3 قبل إغلاق السوق، لأنه يمتلك 6 في الوقت الحالي.

روبرت سانشيز على الأرجح سيكون الأساسي، ومن بعده فيليب جورجنسن وجورجي بيتروفيتش، ثم كيبا أريزابالاجا وماركوس بيتينيلي ولوكاس بيجستروم وهم الأقرب للرحيل.

وأما في الدفاع فحدث ولا حرج، ماريسكا لديه 11 مدافعًا وهو رقم عجيب وغريب، ولو افترضنا أنه سيعتمد على مارك كوكوريا وبن تشيلويل ناحية اليسار، مع ريس جيمس ومالو جوستو بالجبهة اليمنى، سنرى حالة رهيبة من التكدس في قلب الدفاع.

من الجنون أن يكون لديك ليفي كولويل وأكسيل ديساسي وبينوا بادياشيل وويسلي فوفانا وتوسين أداربايويو وتريفور تشالوباه وبشير همفريس وتعتمد عليهم جميعًا، بالطبع سيكون هناك بعض الراحلين والمعارين لاستحالة الاعتماد على كل هؤلاء.

الأمور لا تقل غرابة في خط الوسط، بتواجد ريناتو فيجا، روميو لافيا، إنزو فيرنانديز، كونور جالاجر، كيران هول، كارني تشوكوميكا، كولر بالمر، أوماري كيليمان، سيزاري كاسادي، مويسيس كايسيدو، ليزلي أوجوتشوكو، تينو أنجورين وكريستوفر نكونكو بمجموع 13 لاعبًا.

جالاجر هو اللاعب الوحيد الذي أصبح على وشك الرحيل من ضمن هؤلاء، والاعتماد سيكون على لافيا وكايسيدو وإنزو وبالمر مع بعض الأسماء الأخرى كبدائل، ليكون الاحتمال الأكبر هو خروج باقي العناصر على سبيل الإعارة.

وأخيرًا خط الهجوم الذي يضم 12 لاعبًا، وهم :مودريك، رحيم ستيرلينج، دييجو موريرا، بيدرو نيتو، نوني مادويكي، أنجيلو، نيكولاس جاكسون، روميلو لوكاكو، أرماندو برويا، دافيد فوفانا، ديفيد واشنطن ومارك جويو.

ستيرلينج ظهر ضمن المرشحين للخروج، وبقاء لوكاكو أصبح شبه مستحيلًا، ونفس الأمر بالنسبة لبرويا، وكذلك فرص مادويكي أصبحت صعبة للغاية بوجود بالمر ونيتو الذي يجيد اللعب كجناح أيمن وأيسر.

صفقة نيتو ليست فائضة عن حاجة البلوز، بل هي الأكثر قيمة من بين جميع صفقات الميركاتو الحالي بسبب القيمة الهائلة التي يمتلكها اللاعب عندما لا يكون مصابًا، ولكنها قد تؤدي لرحيل البعض وخروج البعض الآخر على سبيل الإعارة.

ويجب أن نضع في الحسبان أن الجنون لا يزال مستمرًا، لأن تشيلسي يطارد صفقة أخرى وهي فيكتور أوسيمين لاعب نابولي، وهو ما يعني أننا قد نشاهد حالات رحيل وإعارات جماعية للبلوز في الأيام الأخيرة من الميركاتو، لأنه لا يوجد أي فريق في العالم يمكنه تحمل هذا العدد.

ولذلك يبدو أن الخطة التي تدور في ذهن بولي، هي انتقاء مواهب يمكنها إفادة الفريق فنيًا، مع إرسال البعض الآخر إلى إعارات لرفع قيمتهم السوقية وبيعهم في وقت لاحق، ولكنها مجازفة ليس من المضمون نجاحها في فريق بحجم تشيلسي!