حسم التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق قمة الجولة الـ13 من الدوري الإنجليزي الممتاز بين تشيلسي وضيفه آرسنال على ملعب ستامفورد بريدج. أصحاب الملعب تعرضوا لصدمة قوية في الشوط الأول بطرد نجم وسطهم مويسيس كايسيدو، لكنهم رغم ذلك تقدموا بالهدف الأول بواسطة تريفوه تشالوباه في الشوط الثاني، وبعدها عادل الضيوف النتثيجة بهدف ميكيل ميرينو.
GOALدرس ساكا ليامال: عندما يُطلق الطرد وحشًا كامنًا .. وتشيلسي يكشف لماذا يسقط الفيل من على الشجرة!
درس ساكا إلى لامين يامال
كنا جميعًا شهودًا على تفوق الظهير الأيسر لتشيلسي، مارك كوكوريا، على نجم برشلونة، لامين يامال، خلال مباراة الفريقين في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، وتلك المواجهة الفردية بينهما لعبت ربما الدور الأكبر والأهم في انتصار الفريق الإنجليزي بثلاثية نظيفة، بعدما عجز الفتى الإسباني عن مجاراة صلابة مواطنه المخضرم.
كوكوريا خلال مواجهة برشلونة لم يترك يامال أبدًا، تحرك معه في كافة أرجاء الملعب، والأهم أنه واجهه بشراسة وانضباط دفاعي كبيرين. واليوم، أمام بوكايو ساكا، اتبع كوكوريا النهج ذاته: رقابة لصيقة، ضغط مستمر، واندفاع بدني هائل. غير أن كل ذلك تبدّد بلقطة واحدة عند الدقيقة الحادية عشرة.
فقد أدرك ساكا سريعًا أن الطريق الوحيد لتخفيف قبضة كوكوريا هو إجباره على ارتكاب خطأ يستوجب البطاقة الصفراء، وهو ما حدث بالفعل. الإنذار المبكر جعل المدافع الإسباني أكثر حذرًا، فتراجع عن التدخلات القوية وفضّل ترك مهمة الضغط على زملائه حين يبتعد ساكا عن منطقته الدفاعية.
أما لامين يامال، فربما تعلم من بعيد درسًا ثمينًا: فالتعامل مع مدافع شرس مثل كوكوريا لا يقتصر على المهارة، بل يتطلب ذكاءً تكتيكيًا في كسب الموقف النفسي والبدني منذ الدقائق الأولى.
بطاقة حمراء تُطلق الوحش الكامن!
كايسيدو هو رجل وسط الملعب الأول في تشيلسي هذا الموسم، خاصة من حيث الضغط والتدخلات الدفاعية والمواجهات الفردية، ودومًا ما يلعب دوره المهم في المنظومة الدفاعية وكذلك الهجومية، ولذا خروجه بالبطاقة الحمراء في الشوط الأول كان مصدرًا للكثير من القلق والإحباط لدى المدرب إنزو ماريسكا وزملاءه اللاعبين، لكن رجل واحد رفض تلك الفكرة تمامًا!
هذا الرجل هو ريس جيمس، والذي لعب مباراة عظيمة خاصة بعد الدقيقة الـ38 التي شهدت حالة الطرد، سواء دفاعيًا أو حتى هجوميًا في بعض الأوقات.
ريس خاض 6 مواجهات فردية أرضية مع الخصوم فاز بها جميعًا، وفاز بـ5 من أصل 6 هوائية، وقد حصل على 4 أخطاء واستعاد الكرة مرتين. هجوميًا، صنع هدف تشيلسي الوحيد وقدم تمريرتين مفتاحيتين، ولعب 3 تمريرات طولية 2 منهم صحيحة، في نصف ملعبه لم يُخطئ سوى في تمريرة واحدة، وفي نصف ملعب آرسنال تراجعت دقة التمريرات إلى 60% بفعل الضغط الشديد والنقص العددي، والرقم المثير للإعجاب أنه في ظل تلك الظروف الصعبة والمباراة القوية بدنيًا لم يرتكب أي خطأ.
ريس عوض غياب كايسيدو والنقص العددي، حتى أننا في الكثير من الأحيان نسينا أن تشيلسي يلعب منقوصًا ... كان بحق الوحش الكامل الذي أطلقته تلك البطاقة الحمراء.
لهذه المباريات تخسر الدوري يا آرسنال
السؤال الذي يشغل بال الجميع عقب انطلاق صافرة انتهاء ديربي لندن بين تشيلسي وآرسنال هو من الفائز ومن الخاسر بهذا التعادل؟ الإجابة تحتمل جميع وجهات النظر المختلفة!
تشيلسي قد يعتبر نفسه فائزًا بالنظر للعبه منقوصًا من أحد أهم لاعبيه، كايسيدو، منذ الدقيقة الـ38، وخاصة أنه يُواجه أحد أقوى أندية أوروبا وليس مجرد إنجلترا هذا الموسم، وفي نفس الوقت قد يرى نفسه خاسرًا كونه فرط في تقليص الفجوة مع المتصدر خاصة أنه كان في حالة فنية جيدة جدًا وأفضل من منافسه.
آرسنال على الجانب الآخر قد يرى نفسه فائزًا بالعودة من مواجهة قوية دون خسارة وبالحفاظ على فارق جيد في الصدارة، خاصة أنها المباراة الكبيرة الصعبة الثالثة على التوالي بعد مواجهتي توتنهام وبايرن ميونخ، فيما قد يرى نفسه خاسرًا لأنه لم يستغل ظروف المباراة التي سارت لصالحه بطرد كايسيدو.
عمومًا، ومع حق كل طرف في تبني وجهة النظر الخاصة به، إلا أن كرة القدم عودتنا على أن البطل هو من يغتنم الفرص وينقض على خصومه كالوحش الكاسر، البطل ليس من يرضى بالقليل ويجمع النقاط من هنا وهنا! آرسنال كانت لديه اليوم فرصة الانقضاض على تشيلسي وإبعاده بفارق جيد جدًا عنه في صراع المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي، لكنه فرط في تلك الفرصة بغرابة شديدة.
الفريق الضيف افتقد اليوم للحدة والشراسة في الضغط واستعادة الكرة وتكثيف الهجوم على مرمى مستضيفه، والغريب أن تلك الحدة كانت موجودة لدى تشيلسي بدرجة تفوق منافسه، ولهذا ينتاب العديد من مشجعيه شعورًا سيئًا بشأن التعادل ويرون أنهم كانوا قادرين على الخروج بنقاط اللقاء كاملة.
مثل تلك المباريات التي لا تنقض فيها على خصمك في لحظة ضعفه هي من تُهدر ألقاب الدوري يا آرسنال .. أرتيتا عليه أن يعي هذا الدرس جيدًا وألا يُفوت مثل تلك الفرص مرة أخرى، الفرص التي تُسقط الفيل من على الشجرة!



