تشافي "البطل المأساوى" لبرشلونة .. قبل ما لم يقبله أحد وعرف متى ينسحب!

كان تشافي من أساطير "لا ماسيا" وفاز بـ 22 لقبًا مع برشلونة وعاد للفريق في منصب المدرب في وقت صعب وكان يأمل في مواصلة الانجازات.

لقد كان برشلونة سيئًا وكان رونالد كومان، يقترب من الإقالة في نهاية موسم 2020-21، لكنه أنقذ وظيفته بالفوز بكأس الملك ولكن خسارة برشلونة لميسي والانهيار المالي للنادى وضع وظيفة كومان في خطر أكبر والبداية البائسة للموسم الجديد حددت مصيره.

وبحلول نهاية أكتوبر زاد غضب الجمهور وتعرض كومان، للاعتداء في سيارته بعد الهزيمة 2-1 في الكلاسيكو وتمت إقالته بعد أقل من شهر.

ولأول مرة منذ ما يقرب من 20 عامًا، فقد برشلونة فجأة معظم نجومه مثل ميسي وإنييستا ولويس سواريز، وكان النادى في أزمة مالية ضخمة لكن تشافي كان يعرف كل ذلك وأعلن عن رغبته في أن يكون مدربًا لبرشلونة.

وصل تشافي، إلى برشلونة كبطل وكان مستعدًا لبناء فريق جديد قوى واستغلال تلاميذه الصغار جافي وبيدري، ومشروع الفريق المتمثل في فرينكي دي يونج ورونالد أراوخو.

وكان النجاح في دوري أبطال أوروبا أولوية، حيث كان برشلونة بحاجة إلى فوز واحد فقط في آخر مباراتين له في دور المجموعات للتأهل إلى دور الـ16 ولكنه تعادل 0-0 على أرضه أمام بنفيكا ثم واجه في الجولة الأخيرة بايرن ميونخ ولم يسدد فريق تشافي أي كرة على المرمى وخسر 3-0، وعانى أيضًا في الدوري الأوروبي.

وتحسن برشلونة خلال الأشهر القليلة التالية في الدوري قليلاً وتقدموا نحو صدارة الترتيب، ولكنهم ودعوا بطولة الدوري الأوروبي من الدور نصف النهائي أمام فريق فرانكفورت.

وقال تشافي بعد الهزيمة: "إنها خيبة أمل كبيرة إنه أمر مؤسف لأنه كانت لدينا آمال في هذه المسابقة".

ساعد صيف عام 2022، والتي أبرم فيه برشلونة سلسلة من الصفقات المالية قصيرة الأجل في إعادة بناء الفريق المتعثر، وبدأ تشافي في تجميع فريق يمكنه التنافس على لقب الدوري.

وانضم روبرت ليفاندوفسكي، ورافينيا، وجول كوندي بالإضافة إلى أندرياس كريستنسن في الدفاع، وتم الاحتفاظ بدي يونج، ونجح برشلونة في التتويج بلقب الدوري الإسباني معتمداً على الدفاع الأكثر كفاءة في أوروبا وتصدى برشلونة لكل الأزمات التى تعرض لها في طريقه للفوز باللقب.

ويستحق تشافي، الشكر لأنه تغلب على الكثير من الظروف الصعبة وكان يبذل قصارى جهده لتحقيق النجاح الذى كان مستحيلًا.

من الصعب تحديد اللحظة التي سارت فيها الأمور بشكل خاطئ بالنسبة لتشافي، ولكن البداية كانت من الخسارة في دور الـ16 من الدوري الأوروبي أمام فريق مانشستر يونايتد الضعيف والجفاف التهديفي لليفاندوفسكي.

إن رحيل كل من بوسكيتس وجوردي ألبا، في نهاية الموسم الماضي وعدم استبدالهم بلاعبين مميزين، أثر على برشلونة بشكل واضح بالإضافة إلى تدعيمتهم الخاطئة في بعض المراكز وتجاهل نقاط الضعف الرئيسية.

ففريق برشلونة لم يكن في حاجة إلى التعاقد مع جوندوجان، وإضافته إلى مركز مليء بلاعبي خط الوسط وأيضًا جواو كانسيلو، الظهير الأيمن ذو القدرة الدفاعية المحدودة.

وفي كثير من الأحيان هذا الموسم، كان البلوجرانا متفوقًا في خط الوسط، ومهزومًا في الدفاع وتلقت شباكه ثلاثة أهداف أمام فياريال واثنين أمام مايوركا الذي لعب بعشرة لاعبين، واستقبلوا ثلاثة أهداف في الدقائق الأولى بجميع المسابقات، وهو ما يعادل رقمهم في المواسم الـ 18 السابقة.

وشعر تشافي، بالخطر بعد الخسارة 1-0 أمام شاختار في دوري أبطال أوروبا ولم يقلل الفوز على بورتو من المخاوف، ثم خسر برشلونة على أرضه بنتيجة 4-2 أمام جيرونا وهي هزيمة ساحقة أظهرت مدى اتساع الفجوة هذا الموسم بين برشلونة والفرق الأخرى.

إن قرار تشافي، بالرحيل كان مفاجأة كبيرة على الرغم أنه أعلن عن احتمالية رحيله في الأسابيع التي سبقت إعلانه، ولكن لم يكن من المحتمل أبدًا أنه سيستقيل في هذه الفترة الصعبة لأنه أحد أساطير النادي، ونادرًا ما يحدث ذلك.

ويمكن وصف تشافي، "بالبطل المأساوي" الذي أعطى حياة جديدة لبرشلونة المتعثر، وفاز بلقب الدوري، وجعل مشجعي برشلونة يحلمون مرة أخرى وعندما سارت الأمور بشكل خاطئ، أنقذ سمعته.

وإن قرار تشافي، برحيله بنهاية الموسم قد يضر برشلونة كثيرًا لأن لا يزال يتبقى أربعة أشهر على الموسم، وهناك الكثير من المباريات ورغم خروج البلوجرانا من كأس الملك وتأخرهم كثيرًا في الدوري الإسباني، إلا أن مباراتهم الحاسمة في دوري أبطال أوروبا قادمة والحصول على أقصى استفادة من لاعبين يعلمون أن مدربهم سيرحل سيكون أمرًا صعبًا.

وفتح رحيل تشافي، المجال للحديث عن مصير بعض نجوم الفريق مثل ليفاندوفسكي، ودي يونج وندم برشلونة على التعاقد مع فيليكس وكانسيلو وروميو.

وفقًا لصحيفة "سبورت" أبلغ أرتيتا، مدرب آرسنال أنه سيرحل عن الفريق وبدأ التخطيط للانتقالات لموسم برشلونة 2024-25، وسجل أطفاله في مدرسة في كاتالونيا، وحدد بعض الأثاث لشقته الجديدة على مسافة قريبة من كامب نو.

ولكن أرتيتا، لن يكون مدربًا لبرشلونة العام المقبل وربما لن يتولى كلوب، الذي سيغادر ليفربول قريبًا، المنصب أيضًا فهو يريد الابتعاد لمدة عام، ويبدو أن جوزيه مورينيو خيارًا صعبًا، والحديث عن عودة جوارديولا مثيرة للسخرية.

وكان تشافي على حق عندما أشار أنه "لن يكون هناك السير أليكس أبدًا" في برشلونة وأكد بغضب بعد إعلان استقالته: "لقد سألتني عدة مرات أنني إذا كنت سأصبح السير أليكس فيرجسون في برشلونة، فالحقيقة هي أن هذا لن يحدث هنا أبدًا".

لقد نجح تشافي، في الفوز مع برشلونة بأشياء كثيرة جدًا، ولكنه أثبت أن الحفاظ على الألقاب في نادٍ غير مستقر يكاد يكون مستحيلاً، وسنرى ماذا سيحقق خليفته.