Salah GFX aiGOAL AR

أفضل من لم يفز بها: يلامس المجد ولا يعانقه.. هل كُتب على صلاح أن يموت حلمه على أعتاب مسرح الكرة الذهبية؟

أسدل الستار في مسرح شاتليه بالعاصمة الفرنسية باريس، بالنسبة للمصري محمد صلاح الذي تم الإعلان عن وجوده في المركز الرابع بترتيب الجائزة. 

صلاح لا يعيش إحساس الفشل، بل يكرر سيناريو مألوفًا ومؤلمًا: أن تكون قريبًا بما يكفي لتلمس الحلم، وبعيدًا بما يكفي لتعود خالي الوفاض. 

قصة صلاح مع الكرة الذهبية لم تعد مجرد سباق، بل أصبحت ظاهرة محيرة تستدعي السؤال الأهم: لماذا يموت حلم صلاح دائمًا على أعتاب منصة التتويج؟ 

  • Liverpool v Everton - Premier LeagueGetty Images Sport

    ظاهرة الرجل الخامس.. لعنة الخطوة الأخيرة

    للمرة الثالثة في مسيرته، يجد محمد صلاح نفسه ضمن أفضل خمسة لاعبين في العالم، اليوم حل رابعًا لكنه حل خامسًا مرتين من قبل، وقبلها كان سادسًا وسابعًا وحادي عشر.

    على مدار ستة ترشيحات، لم يخرج صلاح أبدًا من دائرة الضوء، وفرض نفسه كواحد من أسياد اللعبة، لكنه لم يرتدِ التاج أبدًا.

    القصة ليست في الأرقام، فالأرقام كانت دائمًا في صفه كهداف وأفضل صانع لعب، بل في لعنة الخطوة الأخيرة. 

    في 2018، كان في طريقه لنهائي دوري الأبطال بمسيرة أسطورية قبل أن تنهي إصابة كتفه الشهيرة حلمه في كييف.

    وفي 2022، وصل لنهائي دوري الأبطال مرة أخرى ليقدم مباراة تاريخية، لكنه اصطدم بحارس مرمى اسمه تيبو كورتوا قرر أن يخوض مباراة عمره في تلك الليلة.

    وفي موسم 2024-25  كان صلاح بطل إنجلترا وهدافها وأفضل لاعبيها، لكن ركلات الترجيح المشؤومة أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 كانت كافية لنسف موسم كامل من التألق، هل هو مجرد سوء حظ متكرر، أم أن القدر يكتب له دائمًا نهاية حزينة؟ 

  • إعلان
  • Liverpool v Everton - Premier LeagueGetty Images Sport

    معضلة المنتخب.. عنق الزجاجة في مسيرة صلاح

    عندما يبحث المحللون عن الحلقة المفقودة في مسيرة صلاح نحو الكرة الذهبية، فإن أصابع الاتهام تتجه دائمًا نحو مسيرته الدولية.

     فاز ليونيل ميسي بالكرة الذهبية بعد أن قاد الأرجنتين للكوبا أمريكا وكأس العالم، وفاز كريستيانو رونالدو باليورو، بينما صلاح، ورغم وصوله لنهائيين في كأس الأمم الإفريقية، لم ينجح في رفع أي لقب كبير بقميص منتخب مصر. 

    تلك الهزيمة بركلات الترجيح أمام السنغال في نهائي أمم إفريقيا 2022 لم تكن مجرد خسارة لبطولة، بل كانت بمثابة ضياع التصريح الرسمي الذي كان سيقدمه صلاح للعالم بأنه ليس مجرد أسطورة في ليفربول، بل هو بطل يقود بلاده للمجد. 

    هذا الفراغ في خزينة ألقابه الدولية يظل هو نقطة الضعف في قصته، ويمنح منافسيه تفوقًا حاسمًا في الأمتار الأخيرة من السباق. 

  • FBL-FIFA-AWARDSAFP

    هل هوية صلاح الإفريقية تخذله؟

    هنا نصل للسؤال الأكثر حساسية وإيلامًا، منذ عام 1995، لم يفز بالكرة الذهبية سوى لاعب إفريقي واحد هو جورج ويا.

    أساطير بحجم ديدييه دروجبا وصامويل إيتو كانوا أسياد أوروبا لسنوات، لكن الجائزة استعصت عليهم تمامًا كما تستعصي على صلاح الآن. 

    هل هناك تحيز غير معلن في عقلية المصوتين تجاه اللاعب الإفريقي؟ هل النجاح في بطولة كبرى مثل اليورو أو كوبا أمريكا يحمل وزنًا أكبر من كأس الأمم الإفريقية في تقييمهم؟ لا أحد يستطيع تقديم إجابة قاطعة، لكن تكرار السيناريو مع كل أسطورة إفريقية يطرح نمطًا مقلقًا. صلاح لا ينافس ديمبيلي ويامال فقط، بل ينافس تاريخًا طويلًا من التهميش للاعبين القادمين من قارته. 

  • Liverpool v Arsenal - Premier LeagueGetty Images Sport

    بيت القصيد.. ملك بلا تاج

    في النهاية، قصة محمد صلاح مع الكرة الذهبية هي مزيج مرير من كل ما سبق: سوء حظ قاسٍ في لحظات حاسمة، وفراغ مؤلم في سجل بطولاته الدولية، وشكوك تحوم حول وجود سقف زجاجي غير مرئي للاعبين الأفارقة.

    قد ينهي صلاح مسيرته كأحد أعظم اللاعبين في جيله، وكملك متوج في قلوب جماهير ليفربول، بل حتى كأعظم من لمس الكرة في الدوري الإنجليزي، لكنه قد يُذكر دائمًا في تاريخ فرانس فوتبول بأنه الملك الذي لم يعتلِ العرش أبدًا، ومع تقدمه في العمر والتغيرات الكبيرة في صفوف ليفربول، يبدو أن نافذة تحقيق هذا الحلم الأكبر قد أغلقت، وربما للأبد.