Lionel Messi, David Beckham, Don GarberGetty/GOAL

نحو تحقيق أمنية كريستيانو رونالدو بطريقته الخاصة .. تجديد ليونيل ميسي لعقده مع إنتر ميامي بين الأولويات وحب المكسرات!

أعلن إنتر ميامي تجديد عقد نجمه ليونيل ميسي، والذي كان سينتهي في ديسمبر القادم، حتى نهاية موسم الدوري الأمريكي في 2028، مما يعني أنه سيُمدد إقامته في النادي لثلاث سنوات قادمة. قرار بطل العالم يتضمن العديد من النقاط التي سنحاول تسليط الضوء عليها في التقرير التالي.

  • ملعب إنتر ميامي الجديد

    أحد أهداف نادي إنتر ميامي لتجديد عقد ميسي غير الرياضية كانت ضمان وجوده في النادي وقت افتتاح الملعب الجديد، ملعب ميامي فيردوم بارك، والمقرر في يناير من العام القادم.

    كان رجل الأعمال الأمريكي خورخي ماس، مالك نادي إنتر ميامي، قد كشف عن ذلك في تصريحات نقلتها شبكة "ESPN"، قال فيها "تمديد عقد ميسي؟ أنا واثق للغاية من أنه سيفتتح ملعبنا الجديد في عام 2026".

    واليوم، أكد تجديد عقد اللاعب نجاح النادي في إقناعه بذلك الهدف، حيث وقع بطل العالم العقود الجديدة في الملعب الذي مازال تحت الإنشاء، وقال بعد التوقيع للموقع الرسمي لناديه "أنا سعيد جدًا بالبقاء هنا ومواصلة هذا المشروع الذي، إلى جانب كونه حلمًا، أصبح الآن واقعًا جميلًا .. اللعب في هذا الملعب، في ميامي فريدوم بارك. منذ لحظة وصولي إلى ميامي، كنت سعيدًا للغاية، ولهذا أنا ممتن جدًا للاستمرار هنا".

    أضاف "نحن جميعًا متحمسون للغاية للحظة التي سنتمكن فيها أخيرًا من اللعب في ميامي فريدوم بارك. لا نستطيع الانتظار حتى يكتمل لنعيش الأجواء من الداخل في منزلنا الجديد، وليستمتع به المشجعون أيضًا. سيكون أمرًا مميزًا جدًا أن نلعب على أرضنا في ملعب بهذا الجمال والروعة."

    تجديد عقد ميسي حتى موعد افتتاح الملعب سيعود بالطبع بفوائد تجارية ومالية كبيرة جدًا على النادي الأمريكي، وغالبًا سيحصل اللاعب نفسه على حصة جيدة من تلك الأرباح!

  • إعلان
  • ميسي وحب المكسرات!

    اعتاد ليونيل ميسي طوال حياته عيش حياة هادئة مستقرة بعيدة عن الضغوطات والمعاناة والصعوبات، والحديث هنا منذ بدأ نجمًا يتداول الجميع اسمه ويحلم بالتقاط الصور بجانبه، وقد هرب دومًا من أي محاولة للزج به في أي مشاكل أو قضايا، وحتى على الملعب ورغم التغير الواضح في شخصيته خلال السنوات الأخيرة ورغم الدماء الأرجنتينية المحملة بالجنيات المقاتلة التي تجري في عروقه، إلا أنه ليس من نوعية اللاعبين الباحثين عن المشاكل والصراعات والتحديات، بل هو أشبه بالقاتل الصامت المبتسم الذي يُجيد قتل خصمه، فنيًا بالطبع، وهو يحمل ابتسامة كبيرة على وجهه.

    هذه الحياة يُجسدها تمامًا قراره بالبقاء مع إنتر ميامي رغم كل ما حدث في السنوات الثلاثة الماضية من إخفاقات رياضية كبيرة وبُعد عن الصورة التنافسية لعالم كرة القدم الحقيقي، لقد اختار من جديد الحياة الهادئة المستقرة مفضلًا إياها على خوض أي تحدٍ من نوع آخر.

    التحديات أمام ميسي كانت متاحة بالفعل، منها مثلًا العودة إلى أوروبا لدولة أخرى غير إسبانيا، ربما الذهاب لإيطاليا ليسير على نهج دييجو أرماندو مارادونا، أو تجربة اللعب في الدوري الإنجليزي، أو حتى العودة إلى برشلونة والانطلاق مجددًا مع النادي، وهناك كذلك خيار دوري روشن السعودي حيث المواجهة والمنافسة من جديد مع كريستيانو رونالدو! كل تلك كانت خيارات متاحة أمام صاحب الـ38 عامًا وكلها تحمل أنواعًا مختلفة من التحديات.

    ميسي نأى بنفسه عن كل ذلك واختار البقاء في "منطقة الراحة" كما يُقال في عالم الأعمال، اللعب في أمريكا مع إنتر ميامي حيث الجمهور الوديع كرويًا، والتنافسية الضعيفة، والأهداف العادية، والإعلام الداعم، والإدارة المساندة، والمدرب الصديق، والسلطة القوية، والكثير من الأموال بالطبع. 

    أتذكر هنا أغنية المطرب المصري الشهير أحمد سعد، والتي يقول فيها "هو أنتم أنتم عليكم ضغوطات، واحنا احنا يعني علينا مكسرات" ... هنا يُثبت ميسي من جديد أنه، وعلى عكس كريستيانو رونالدو تمامًا، يحب المكسرات لا الضغوطات!

  • تحقيق أمنية رونالدو بطريقته الخاصة!

    كتبت قبل يومين خبرًا عن تصريحات كريستيانو رونالدو خلال تكريمه في البرتغال بناءً على عطائه مع المنتخب الوطني، وقد قال خلاله أنه يتمنى لو لم يلعب في مسيرته سوى للمنتخب البرتغالي. 

    قال تحديدًا "أمضيت 22 عامًا في المنتخب، وأعتقد أن هذا يتحدث عن نفسه، عن الشغف الذي أمتلكه لارتداء القميص، للفوز بالألقاب، وللعب مع المنتخب. كثيرًا ما أقول: لو استطعت، كنت سأمارس كرة القدم فقط مع المنتخب، ولن ألعب لأي نادٍ آخر، لأنه الذروة والقمة بالنسبة لأي لاعب كرة قدم". يبدو أن ميسي بصدد تحقيق أمنية رونالدو لكن بطريقته الخاصة!

    رحلة ميسي مع منتخب التانجو شهدت الكثير من المعاناة، لكنه حصل على مكافأة صبره واجتهاده في النهاية بالتتويج بلقب كأس العالم 2022 في قطر، ويستعد حاليًا لقيادة المنتخب للحفاظ على لقبه في أمريكا وكندا والمكسيك الصيف القادم.

    العديد من الدعوات وُجهت إلى ميسي لتغيير ناديه بعد نهاية عقده، بحثًا عن العودة للصورة العالمية والمزيد من الأهداف الرياضية ومستوى تنافسي أعلى، بل الكثير دعاه لخوض تجربة قصيرة في أوروبا استغلالًا لتوقف الدوري الأمريكي بداية العام الجديد، لكنه رفض كل ذلك وفضل البقاء مع إنتر ميامي وتجديد العقد، وباعتقادي أنه منح الأولوية للمنتخب الأرجنتيني ضمن قراره.

    دعونا نقارن بين تواجد ميسي في الدوري الأمريكي وتواجده في دوري آخر متفوق في التنافسية والقوة والضغوطات .. أيهما سيكون أفضل لأبطال العالم؟ الخيار الأول بالطبع! لأن اللعب مع إنتر ميامي لا يستهلك اللاعب بدنيًا وذهنيًا، ولا يضعه تحت ضغوطات مرهقة نفسيًا، ولا يُعرضه لحملات مرعبة من الإعلام، ولا يُعرضه لإصابات طويلة وقاسية، وكذلك يمنحه السلطة لحماية نفسه لصالح المنتخب، فهو قادر تمامًا على التوقف عن اللعب متى شاء والتوجه لمنتخب بلاده متى أراد ... كل ذلك لن يكون متاحًا حال لعب في أحد دوريات أوروبا أو حتى في دوري روشن السعودي الذي يُعد أقوى وأصعب وأشد تنافسية وأكثر ضغوطًا جماهيرية وإعلامية من نظيره الأمريكي.

    ميسي بقراره البقاء مع إنتر ميامي منح الأولوية لمنتخب بلاده، ليكون جاهزًا تمامًا للحفاظ على لقب كأس العالم في المونديال القادم، والتجديد لـ3 سنوات قادمة يمنحه الفرصة للبقاء لمدة أطول مع راقصي التانجو، لأنه لن يُستهلك كما أسلفت مما قد يمنحه المزيد من الوقت مع منتخب بلاده.

    صحيح أن دموع ميسي في آخر مباراة بالأرجنتين تتحدث عن وداعه للقميص الوطني، وأن جُل المصادر تُرجح لعبه لآخر مرة مع منتخب بلاده في كأس العالم 2026، لكن لا أحد يعلم ما القادم! ميسي إن حصل على الراحة المناسبة مع ناديه قد يُواصل التواجد مع منتخب بلاده، ربما حتى كوبا أمريكا 2028 التي من ممكن أن تُقام في وطنه، ولم لا يحدث الحلم ويخوض ميسي المباراة المقررة من مونديال 2030 في الأرجنتين وتكون تلك مسك الختام لمسيرته في كرة القدم، حيث سيكون قد وصل إلى عامه الـ43 .. صعبة صحيح، لكن مستحيلة؟ لا!

    ميسي بقراره البقاء مع إنتر ميامي والبعد عن أي تحديات جديدة بدا وكأنه اختار اللعب مع منتخب بلاده مفضلًا إياه عن أي خيارات أخرى، لأن البقاء في أمريكا يمنحه الفرصة لوقت أطول بقميص التانجو، هدف لا يستطيع رونالدو بشخصيته المتحدية فعله رغم أنه يتمناه.

  • ما قدمه ميسي مع إنتر ميامي وأهدافه القادمة

    بدأ ميسي رحلته مع إنتر ميامي في صيف 2023، وقد نجح في قيادة النادي لتحقيق أول لقبين في تاريخه، الأول هو كأس الدوريات 2023 فيما الثاني هو درع مشجعي الدوري الأمريكي لعام 2024، كما حصد جائزتي أفضل لاعب وهدّاف البطولة الأولى بعدما سجل 10 أهداف في 7 مباريات، إلى جانب تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي لعام 2024 (جائزة لاندون دونوفان MVP) بعدما قدّم 32 مساهمة تهديفية، بواقع 21 هدفًا و11 تمريرة حاسمة، خلال 22 مباراة في الموسم.

    لم يُحقق الألقاب عام 2025، لكنه حقق إنجازًا فرديًا مهمًا بتتويجه بجائزة الحذاء الذهبي للدوري الأمريكي بعد تسجيله 29 هدفًا، ليصبح أول لاعب من إنتر ميامي يحقق هذا الإنجاز المرموق، وفي بداية الصيف الماضي نجح ميسي في قيادة إنتر ميامي لدور الـ16 من كأس العالم للأندية قبل الخسارة أمام باريس سان جيرمان، وسبق أن قاد الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال الكونكاكاف.

    إجمالًا، سجل الأسطورة الأرجنتينية 71 هدفًا وقدم 37 تمريرة حاسمة، وكلاهما رقم قياسي في تاريخ النادي، خلال 82 مباراة خاضها مع إنتر ميامي في مختلف البطولات.

    ما القادم؟ الهدف الأهم هو تحقيق لقب الدوري الأمريكي في أحد المواسم الثلاثة القادمة، مدة العقد الجديد، وكذلك محاولة الفوز بلقب قاري، لكن الأهم بالطبع ستكون أهدافه مع منتخب بلاده حيث يسعى أولًا للحفاظ على لقب المونديال ومن ثم سيكون لكل حادث حديث.