بين القلب والعقل .. ليونيل ميسي وحلم الاعتزال في نادى طفولته الذي لم يتحقق!

كل مشجع لديه فريق جعله يعشق كرة القدم وبالنسبة لميسي، هذا النادي هو فريق نيويلز.

وولد ميسي في روزاريو، وكان الثالث من بين أربعة أطفال ووقع في حب كرة القدم منذ صغره، وعندما كان طفلاً، حضر مباريات نيويلز مع عائلته، وفي السادسة من عمره، انضم لأكاديمية النادي، وتألق سريعًا وكان جزءًا من فريق شباب لا يهزم يُطلق عليه اسم "آلة 87"، وسجل ميسي ما يقرب من 500 هدف لفرق شباب نيويلز.

ولكن تم تشخيص ميسي، بعد ذلك بمرض نقص هرمون النمو في سن العاشرة، ولم تتمكن عائلته من تحمل تكاليف العلاج ووعد فريق نيويلز بالمساهمة، لكنه تراجع في النهاية وبعد تجربة في برشلونة، تكفل النادى الكتالوني بعلاج ميسي، وأصبح بعد ذلك أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم.

ولم يلعب ميسي، أبدًا أى مباراة في الدوري الأرجنتيني لفريق طفولته ولكن على الرغم من كل ما حققه، لم ينسى فريق نيويلز أبدًا.

تحدث ميسي، كثيرًا عن رغبته في العودة إلى وطنه يومًا ما بعد نجاحه العظيم في مسيرته الكروية مع برشلونة وباريس سان جيرمان وحاليًا إنتر ميامى.

وكان حلم ميسي، دائمًا هو اللعب لفريق نيويلز، والاعتزال في نادى طفولته سيكون نهاية عظيمة للنجم الأرجنتيني.

وقال ميسي، في عام 2019: “نعم إنه حلم طفولتي أن ألعب بقميص نيويلز، على الرغم من أنني لا أعرف إذا تمكنت من تحقيق ذلك فالأمر لا يعود إلي وحدي لدي ثلاثة أطفال".

وأتيح لميسي، فرصة تحقيق حلمه في الصيف الماضي ولكنه قرر الانضمام لفريق إنتر ميامى.

فى صيف 2023، كان عقد ميسي، مع باريس سان جيرمان قد انتهى، وكان العالم كله ينتظر قرار النجم الأرجنتيني بين العودة إلى برشلونة أو الانتقال للدوري السعودي أم العودة لنادى طفولته.

وفى النهاية اختار ميسي، الانتقال إلى إنتر ميامي وخوض تجربة جديدة في الدوري الأمريكي بعيدًا عن الضغوط والأضواء.

وقال ميسي، لـ "TyC" في عام 2019: "الناس في الأرجنتين أكثر جنونًا، وعدم الفوز بالديربي يعني الكثير، في برشلونة تريد الفوز، ولكن إذا خسرت فلا بأس ولكن هنا لا يمكنك مغادرة منزلك إذا خسرت الديربي، الجنون الذي نراه يومًا بعد يوم ينتقل إلى كرة القدم، وهذا كارثة ونرى ذلك في تصفيات كأس العالم ".

وتابع: "كان علينا أن نذهب إلى جميع أنحاء أمريكا الجنوبية وكان الأمر صعبًا ولا يمكنك النوم، فالجماهير تقضي الليل كله في إلقاء كل شيء عليك في الفنادق ومباريات ليبرتادوريس تكون أسوأ".

وتحدث ميسي، سابقًا عن هذا الموضوع لتلفزيون أمريكا عام 2018، قائلاً: “من الممكن أن تُقتل بسبب دراجة هوائية وهناك عمليات سطو في كل مكان ولا يمكنك حتى السير في الشارع، أعلم أن هناك الكثير من المشاكل في الأرجنتين، لكن السلامة ضرورية".

وقام نادى نيوليز، بضم ميسي، لقائمته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل ساخر وقال أجويرو، صديق ميسي المقرب سابقًا: "ميسي يفكر بجدية في إمكانية اللعب لنيوليز".

في نهاية مسيرة الأسطورة دييجو مارادونا، عاد إلى وطنه ولكن عودته كانت في ظروف مختلفة كثيرًا عن ميسي، حيث كانت مسيرته الأوروبية تتضاءل بسبب إيقافه نتيجة تعاطيه المخدرات.

وكان مارادونا، ولا يزال شخصية مهمة في حياة ميسي، وقبل نهاية مسيرته لعب لفترة قصيرة في نادى نيويلز في موسم 1993-1994 قبل أن يعود إلى بوكا جونيورز، لكن تلك المباريات كان لها تأثيرًا كبيرًا على ميسي.

وقال ميسي لـ "TyC Sports": "لا أتذكر الكثير كنت صغيرًا لكنني رأيت مارادونا، على أرض الملعب في اليوم الذي شارك فيه لأول مرة ضد إيميليك".

وعندما توفي مارادونا في عام 2020، قام ميسي بتكريمه بعد تسجيله هدفًا لبرشلونة ضد أوساسونا، وكاد ميسي أن يبكي وأشار إلى السماء تكريماً لأسطورة الأرجنتين وقام بخلع قميصه ليكشف عن قميص رقم 10 لمارادونا في نيويلز.

وبالعودة إلى عام 2021، دعم جيرمان بورجوس، مدرب نيويلز في وقتها، ميسي ليسير على خطى مارادونا، وقال لصحيفة "لا كابيتال": "أعتقد أنه في يوم من الأيام سيمر من هنا لأنه إذا لعب مارادونا هنا، فإن ميسي سيرغب أيضًا في اللعب في نيويلز ونأمل أن يكون ذلك قريبًا".

كانت مباراة إنتر ميامى ضد نيويلز بالأمس، مواجهة خاصة في نهاية الموسم التحضيري لإنتر ميامي.

ولعب مارتينو، مدرب إنتر ميامى مع نيويلز في الفترة من 1980 إلى 1990، ثم عاد للفريق مجددًا في الفترة من 1991 إلى 1994 ومرة أخرى في عام 1995 وشارك في ما يقرب من 500 مباراة مع النادي قبل أن يتولى تدريب الفريق بين عام 2012 و2013 قبل أن تتحول مسيرته إلى برشلونة.

وقال مارتينو قبل المباراة :"يسعدني أن أرحب بفريقي المفضل نيويلز في منزلنا هنا في ميامي، ستكون مباراة خاصة بسبب كل ما يعنيه نيويلز أولد بويز بالنسبة لي وفرصة جيدة للاستعداد لميامى".

قد يكون عقد ليونيل ميسي، مع إنتر ميامي ليس الأخير له ومن المقرر أن ينتهى عقده بنهاية موسم 2025، مما يفتح الباب أمام عودة محتملة إلى وطنه في عام 2026.

وسيأتي ذلك قبل كأس العالم مباشرةً، ويبقى أن نرى إلى متى سيستمر ميسي في اللعب لبلاده، ووفقًا لصحيفة "إل ناسيونال"، يفكر ميسي بالفعل في العودة البطولية بعام 2025 ويهدف إلى الاعتزال في نادي مسقط رأسه".

فهل سيتبع ميسي قلبه أم عقله؟ وهل سيتمكن من تحقيق حلمه الأول بعد غزو العالم؟، لا أحد يعرف الإجابة سوى ميسي، والقرار سيكون له ومن المؤكد أن نيويلز يريده، بالإضافة إلى الكثير من الأندية الأخرى.