Juan Laporta Pep Guardiola Barcelona (Goal Only)Goal AR

قالها بيب جوارديولا ورحل! .. عندما يتحوّل شعار "برشلونة ملك أعضائه" إلى وسيلة لتحقيق المصالح الشخصية

"برشلونة سيظل ملكًا لأعضاء الجمعية العمومية".. أكثر تصريح نسمعه من رئيس النادي الحالي جوان لابورتا، وكافة المرشحين للمنصب؛ خاصة مع اقتراب كل فترة انتخابات.

وآخر مرة أدلى فيها لابورتا بهذا التصريح، كان خلال حفل عشاء "عيد الميلاد"، مساء أمس الخميس؛ والذي حضرته جميع الفرق الاحترافية، في النادي.

وبالطبع.. مثل هذا التصريح يداعب مشاعر كل عاشق لهذا الكيان الرياضي الكبير؛ حيث يفخر الأعضاء والمحبين دائمًا، بالهوية الكتالونية.

لكننا في المقابل ومع كل مرة يردد فيها لابورتا، وغيره من المرشحين لرئاسة برشلونة، مثل هذا التصريح الذي يداعب مشاعر العاشق العادي؛ نتساءل: "هل هدف هؤلاء الأشخاص فعلًا الحفاظ على هوية النادي؟!".

ونحن لا نشكك في حب لابورتا لبرشلونة مثلًا؛ لكن الواقع يقول إن هذا الرئيس وغيره من الذين سبقوه، استفادوا كثيرًا من مناصبهم.

لذلك.. أي تحوّل في ملكية برشلونة خلال الفترة القادمة؛ سيضر بمثل هؤلاء الأشخاص، قبل الهوية الكتالونية للنادي حتى.

  • FC Barcelona fansGetty Images

    مكاسب ومخاطر تحوّل برشلونة إلى "ملكية خاصة"

    بداية.. لابد التأكيد على أن تحوّل العملاق الكتالوني برشلونة إلى "ملكية خاصة" - أي من نادٍ مملوك لأعضائه إلى شركة مساهمة رياضية -؛ هو موضوع يثير جدلًا واسعًا بين عشاق هذا الكيان الكبير، خاصة مع الأزمات المالية الأخيرة.

    وسيسمح هذا التحوّل - إن حدث -، بضخ أموال ضخمة في برشلونة وبشكلٍ فوري؛ ما ينتج عنه سداد للديون التي تتخطى المليار و500 مليون يورو، إلى جانب دخول سوق الانتقالات بقوة.

    ويُعاني برشلونة أساسًا من تسجيل لاعبيه الحاليين، في كل فترة انتقالات؛ وليس فقط مجرد ابتعاده عن إبرام صفقات كبيرة، مثلما تفعل باقي الأندية العملاقة في أوروبا.

    أيضًا.. الملكية الخاصة غالبًا ما تفرض نظام محاسبة أكثر صرامة؛ مما يقلل من القرارات العاطفية أو الإنفاق غير المدروس، الذي قد يقوم به رؤساء منتخبون سعيًا وراء الشعبية.

    إلا أن هُناك بعض المخاطر من تحوّل نادٍ مثل برشلونة، إلى ملكية خاصة أو شركة مساهمة رياضية؛ وذلك على النحو التالي:

    * أولًا: فقدان الهوية الكتالونية لنادي برشلونة؛ والذي يفتخر بها جمهور هذا الكيان الرياضي الكبير، على مر العصور

    * ثانيًا: فقدان حق تصويت أعضاء الجمعية العمومية؛ وبالتالي عدم قدرتهم على اختيار الرئيس الأنسب، لإدارة نادي برشلونة.

    * ثالثًا: بحث المالك الجديد على المكاسب المالية أكثر من الرياضية؛ ومن هُنا قد يتم تقليل الاستثمار في جوهر نادي برشلونة، كمدرسة "لاماسيا".

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONAAFP

    تكسُب الكثير من رؤساء برشلونة من المنصب!

    وما ذكرناه في السطور الماضية؛ يؤكد أن هُناك مخاطر من تحويل ملكية نادي برشلونة، مثل المكاسب التي قد تنتج من هذا الأمر.

    إلا أننا إذا تأملنا إلى آخر 3 رؤساء تحديدًا لنادي برشلونة، دون حتى أن نذهب إلى أبعد من ذلك؛ سنجد أن جميعهم تورطوا في بعض الفضائح المزعومة المتعلقة بالتكسُب من برشلونة، على النحو التالي:

    * أولًا: ساندرو روسيل

    تولى رئاسة برشلونة من 2010 إلى 2014؛ حيث ارتبط اسمه بالحصول على عمولات في عديد الصفقات التي انتقلت إلى العملاق الكتالوني، خلال فترة ولايته.

    أبرز هذه الصفقات هي التعاقد مع الساحر البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور؛ قادمًا من صفوف نادي سانتوس، صيف 2013.

    كما ارتبط اسم روسيل ببعض القضايا الأخرى، مثل تأسيس شركات وهمية للتهرب من الضرائب؛ ولكنه تم تبرئته من هذا الأمر، فيما بعد.

    * ثانيًا: جوسيب ماريا بارتوميو

    ترأس برشلونة في الفترة من 2014 إلى 2020؛ حيث تم اتهامه باستخدام "أسلوب عمل ممنهج" من خلال عقود وهمية، لتبرير بعض الدفعات المالية غير القانونية.

    وحسب رئيس نادي برشلونة الحالي جوان لابورتا؛ هُناك مدفوعات غير معلومة - تصل إلى أكثر من 30 مليون يورو -، تمت في عهد بارتوميو.

    * ثالثًا: جوان لابورتا

    أما رئيس النادي الحالي نفسه جوان لابورتا، والذي تولى المنصب من 2003 إلى 2010 أيضًا، فارتبط اسمه بكثير من الفضائح المالية المزعومة؛ مثل الحصول على أموال من شركات وهمية، بالإضافة إلى التلاعب في عقود مقاعد "VIP" الخاصة بملعب "سبوتيفاي كامب نو".

    ولا ننسى أن أسماء لابورتا وبارتوميو وروسيل، مُرتبطة بواحدة من أكبر القضايا في الملاعب الإسبانية، والمعروفة باسم "نيجريرا"؛ حيث يواجه فيها برشلونة اتهامات بدفع أموال إلى نائب رئيس لجنة الحكام، في الفترة من 2000 إلى 2018.

    والحقيقة أن هُناك تأكيدات على أن برشلونة، لم يشترِ الحكام بهذه المدفوعات - التي وصلت إلى 7.3 مليون يورو -؛ إلا أن القضية قد تصبح في النهاية فساد مالي وليس رياضي، مُتعلق بالاختلاس.

  • FBL-SPAIN-BARCELONA-LAPORTAAFP

    جوان لابورتا.. عقود وصفقات تثير الكثير من الشبهات

    الآن.. يجب أن نُركز على جوان لابورتا على وجه التحديد؛ وهو الذي يتولى رئاسة نادي برشلونة حاليًا، ويستعد لخوض انتخابات 2026.

    لابورتا أثار الكثير من الجدل، بالصفقات التجارية التي عقدها مؤخرًا، أو الاتفاقيات مع بعض وكلاء الأعمال؛ وذلك على النحو التالي:

    * أولًا: الإصرار على صفقة رعاية "سبوتيفاي" لنادي برشلونة؛ رغم أن الكثير من أعضاء مجلس الإدارة، أكدوا عدم علمهم بالأمر.

    * ثانيًا: اختيار شركة ليماك التركية؛ لتجديد ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، رغم أنها ليس لها تجارب كبيرة في هذا المجال.

    * ثالثًا: عدم تنفيذ بنود العقد مع شركة ليماك؛ وذلك بتغريمها بعد التأخُر في مواعيد تسليم ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، رغم أن ذلك من حقوق برشلونة.

    * رابعًا: دفع عمولات لوسيط؛ من أجل تجديد الشراكة مع شركة "نايكي"، رغم حصول برشلونة على عروض ضخمة أخرى.

    * خامسًا: إشراك وكيل الأعمال البرتغالي جورج مينديش؛ كوسيط في كثير من الصفقات، أو تجديد عقود اللاعبين.

    أيضًا.. لا يُمكن أن نغفل عن أن لابورتا، قام بتعيين البرتغالي ديكو كـ"مدير رياضي" لنادي برشلونة؛ وذلك بالتزامن مع صفقة النجم البرازيلي رافينيا دياز، الذي كان هو وكيل أعماله.

    كل ذلك يثير الشبهات بخصوص لابورتا بالطبع؛ وهو الأمر الذي يستغله المعارضة ضده، في محاولة لإسقاطه.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Manchester City v Brentford - Carabao Cup Quarter FinalGetty Images Sport

    قالها جوارديولا ورحل.. الخطر على برشلونة من الداخل!

    الملخص من ما ذكرناه سابقًا، أن الأسماء التي تتولى رئاسة نادي برشلونة بنظام الملكية الحالي، تحصل على مكاسب كبيرة منه؛ سواء اجتماعية أو مالية.

    لذا.. تحوّل برشلونة إلى "ملكية خاصة" - إذا حدث -، سوف يقضي على تكسُب البعض من برشلونة؛ واستغلال اسم هذا الكيان الرياضي الكبير، لتحقيق مصالح شخصية.

    ونعيد ونكرر أن الكثير من رؤساء برشلونة، حتى هؤلاء الذين ذكرناهم في السطور الماضية، حققوا إنجازات كبيرة للعملاق الكتالوني، وصنعوا مجدًا كرويًا معه؛ ولكنهم تكسبوا من ورائه أيضًا.

    أي أن الهدف من الحفاظ على الملكية الحالية، قد يكون بالنسبة للعاشق العادي لنادي برشلونة، هو حفاظ على الهوية الكتالونية؛ بينما بالنسبة للرؤساء والمرشحين، هو مصلحة شخصية لهم.

    ولا يُمكن أن ننسى أبدًا ما ذكره الإسباني بيب جوارديولا، ابن برشلونة ومدربه الأسبق، والذي يقود مانشستر سيتي الإنجليزي حاليًا؛ عندما قال: "الخطر على النادي من الداخل أكثر من الخارج".

    جوارديولا هذا الرجل العاشق لبرشلونة، قال هذه الكلمات؛ عندما تم سؤاله عن سبب عدم استمراره لسنواتٍ عديدة، في قيادة هذا الفريق.

    وأشار المدير الفني الإسباني إلى أن الخطر الخارجي على برشلونة، معروف للجميع؛ بينما في الداخل هُناك أتباع لكل رئيس أو مرشح، يحاولون هدم ما يفعله الآخر لإظهار أنفسهم كـ"المنقذ".

    بمعنى.. أن رؤساء برشلونة أو المرشحين يضعون مصالحهم الشخصية في المقام الأول، دون أي اعتبار للنادي؛ وذلك للوصول إلى هدفهم، وهو كرسي الحكم.

    وإذا ركزنا على الواقع الحالي سنتأكد من صحة كل كلمة قالها جوارديولا؛ فهُناك حرب من المعارضة ضد رئيس برشلونة الحالي جوان لابورتا، والعكس صحيح.

    الحرب هدفها إطاحة كل طرف بالآخر، قبل الانتخابات الرئاسية في صيف 2026؛ حيث يتم إشعال الأجواء داخل برشلونة، الذي ينافس على كافة الألقاب.

    وبدلًا من أن يتحد هؤلاء الأشخاص، لإيجاد حلول لمشاكل برشلونة الاقتصادية مثلًا؛ يقومون بإشعال النيران أكثر وأكثر، ويكون اللاعب والمشجع هو المتضرر الوحيد.

    ومن هُنا.. يتضح أن المصلحة الشخصية في برشلونة، تغلب بشكلٍ واضح جدًا؛ وهو ما قد ينتهي تمامًا لهؤلاء، إذا تحوّلت ملكية النادي.

0