بقيادة إرلينج هالاند وفينيسيوس جونيور.. التشكيل المثالي لموسم 2022-2023

استمتع تير شتيجن بتواجده وراء أفضل قوة دفاعية في أوروبا هذا العام، ولكن ذلك لا يقلل من مستواه الرائع. نسبة تصدي الحارس الألماني كانت أفضل منذ السنوات الثلاث الماضية، وقد يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا، في عدد الشباك النظيفة، بموسم الدوري الإسباني.

وهناك أداء فردي متميز أيضًا. قام تير شتيجن بتصديات حاسمة في فوز برشلونة الصعب على أتلتيكو مدريد، في حين كانت تصدياته الثلاثة ضد أتلتيك بيلباو، مفتاحية أيضًا في الدفعة التي جعلت البلوجرانا، يحسمون لقب الدوري لأول مرة في أربع سنوات.

لا شك أنه في الموسم الحالي لا يوجد ظهير أيمن بمستويات أفضل من المعتاد، ولكن هذا لا يقلل من إسهام تريبيير. الظهير الأيمن لنيوكاسل هو جزء من السبب في تقدم فريق إيدي هاو، نحو التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بطريقة غير متوقعة.

وكان الدولي الإنجليزي قوة إبداعية طوال الموسم، حيث صنع سبعة أهداف، وكان خطرًا مستمرًا من الكرات الثابتة. كما لا يجب التقليل من الأثر الدفاعي لتريبيير، حيث استخدم خبرته مع أتلتيكو مدريد، لإضافة صلابة مهمة لدفاع لنيوكاسل.

مع بداية ظهور اللاعب كان يمتلك كل المقومات للتطور. أراوخو أكبر حجمًا، وأسرع، وأكثر حيوية من الجميع. ولكنه أيضًا مدافع ذكي بشكل استثنائي، قادر على التحكم في المساحات، وكذلك الفوز بالكرة. وهذا العام، وصل أخيرًا إلى المستوى الذي أظهر فيه قدراته العالمية.

برشلونة لن يكون نفس الفريق بدونه. والشيء المبشر للنادي الكتالوني هو أنه لا يزال في الـ24 من العمر، ويمكن أن يقضي سنوات عديدة أخرى في القمة.

أحد الصفقات المربحة في أوروبا هذا العام، كان مين جاي حاسمًا في مسيرة نابولي نحو الفوز بلقب الدوري لأول مرة منذ عام 1990. لم يكن مجهولًا تمامًا عندما جلبه الفريق من فنربخشه، ولكن القليل كان يعلم أنه سيكون على هذا القدر من التأثير.

وللأسف، يمكن أن يتم بيعه هذا الصيف من قبل نابولي، حيث يُرتبط مانشستر يونايتد، بصفقة مربحة للاعب الكوري الجنوبي. بغض النظر عن ذلك، كانت سنة رائعة في إيطاليا لهذا الموهبة الناشئة.

هل يستفيد أكي من نظام جوارديولا الجديد، أم أنه أحد الأسباب التي جعلت هذا النظام يعمل بشكل جيد جدًا؟ الإجابة ربما تكون مزيجًا من الاثنين. نظام مانشستر سيتي المعدل 3-2-5 في المرحلة الهجومية، سمح لأكي بالتركيز على مهارته الرئيسية، وهي المرور بالكرة.

لاعب موزع ممتاز للكرة، ويشعر بالراحة في اتخاذ القرارات في هجوم مانشستر سيتي السريع. ولكن عندما احتل الجانب الأيسر في تكوين المدافعين الثلاثة الفعال، كان أكي أفضل. ولم يكن سيئًا في الدفاع أيضًا، حيث استطاع أن يُبقي لاعبين مثل بوكايو ساكا، ومحمد صلاح، هادئين أمامه.

ليست صدفة أن جميع فرق بيب جوارديولا الناجحة لديها لاعب وسط دفاعي عالمي المستوى، ورودري هو أحدث هؤلاء اللاعبين. وقد يكون أفضل لاعب في هذا المركز بعد سيرجيو بوسكيتس.

جميع القدرات الدفاعية متوفرة لديه، القدرة على السيطرة على المساحات، قراءة اللعبة، ومعرفة ارتكاب الخطأ التكتيكي. ولكنه أيضًا مبدع، وقادر على تقديم تمريرات محكمة في الثلث الأخير، إذا لزم الأمر. قد يسيطر كيفن دي بروينه، وإرلينج هالاند، على العناوين الرئيسية، ولكن رودري كان حاسمًا بصورة كبيرة بالنسبة لمانشستر سيتي.

لا بأس أن يتوج بيلينجهام بجائزة أفضل لاعب في الدوري الألماني، قبل بلوغه سن العشرين!

كان من المتوقع دائمًا أن يظهر بيلينجهام بمستويات جيدة، ولكن هذا العام كان متميزًا. تطور هذا النجم الإنجليزي ليصبح لاعب خط وسط متكامل على مستوى عالمي، حيث سجل الأهداف وصنعها، وقام بالعمل الدفاعي بشكل جيد أيضًا.

المقارنات بينه وبين ستيفن جيرارد تكتب بنفسها، وبدأت في أن تكون منطقية. ريال مدريد سيحصل على موهبة متميزة.

ربما أكثر الصفات التي لم تحظ بالتقدير الكافي في دي بروينه هي قدرته على التطور تحت قيادة جوارديولا. فالمدرب الكتالوني لا يعتمد بالضرورة على توظيف اللاعبين في مراكز محددة، بل يعتمد على المناطق والتحركات. وعلى مر السنين، تم تكليف دي بروينه بأدوار مختلفة.

لعب بشكل عام كلاعب وسط متقدم، صانع لعب، جناح، وفي الفترة الأخيرة، بشكل فعال كمهاجم ثاني. وفي كل مركز وتشكيل، كان من بين أفضل اللاعبين في أوروبا.

هذا العام، كانت النسخة الأكثر تألقًا منه، نظرًا لفهمه القريب من الكمال مع مهاجم عالمي المستوى. يجب على الخصوم أن يخشوا، ما يُطلب منه في الموسم المقبل.

في الواقع، يُعتبر فينيسيوس واحدًا من أفضل الأجنحة في العالم بعد كيليان مبابي. يبدع على الجهة اليسرى لكنه يستطيع اللعب على الجانب الأيمن إذا لزم الأمر. تحسن فينيسيوس بهدوء على مدار ثلاث سنوات في ريال مدريد، ووجد نفسه حقًا بموسم 2021-2022.

هذا الموسم، تحسن أكثر فأكثر. وأنهى العام بأكثر من 40 مساهمة في الأهداف، بجميع المسابقات مع النادي والمنتخب، وذلك بينما يلعب بجوار المهاجم كريم بنزيما، الذي يطالب بالكرة في منطقة الجزاء.

أهم ما في الأمر، فينيسيوس هو صانع لعب مبهر ومراوغ، واحد من أروع المهاجمين في اللعبة، ومن بين أفضل اللاعبين في العالم.

كان من المتوقع دائمًا أن يسجل الكثير من الأهداف، ولكنه فعل أكثر من ذلك.

هالاند هو الآن أفضل هداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بموسم واحد. إنه ثاني لاعب يسجل خمسة أهداف في مباراة إقصائية من دوري أبطال أوروبا. إنه أسرع لاعب يصل إلى 30 هدفًا في تاريخ دوري أبطال أوروبا. وهذه مجرد بعض الإنجازات الرائعة التي حققها.

الشيء المخيف هو أن هناك بعض النقائص. فقد أضاع هالاند بعض الفرص التي كان ينبغي عليه تسجيلها، وغاب عن التسجيل أمام فرق مثل ليفربول، وريال مدريد.

من المرجح أنه سيرفع من أرقامه الكبيرة المذهلة في الموسم القادم.

من المذهل أن مبابي سينهي هذا الموسم، فقط بلقب الدوري الفرنسي.

مستواه المبهر، وثلاثية في نهائي كأس العالم، وكل ذلك يستحق نجاحًا أكبر. ومع ذلك، في الوقت الحالي، سيضطر للاكتفاء بموسم آخر يتخطى فيه الـ30 هدفًا، وشارة قيادة باريس سان جيرمان.

دعونا نذكر أنه لم يصل بعد إلى أفضل مستواه، ولم يلعب حقًا في فريق كامل تمامًا. قد لا يستطيع باريس سان جيرمان تجميع فريق كامل حوله، ولكن هناك نادٍ إسباني معين يمكن أن يفعل ذلك.