برشلونة وبيتيس | ليونيل توريس عاد إليكم .. ومن هنا يبدأ سقوط ريال مدريد!

حلمك أصبح حقيقة يا جواو يا فيليكس قبل عدة أيام بالفعل عندما وقعت للانضمام لصفوف برشلونة وإن كان الانتقال على سبيل الإعارة.

لكن ما قدمته أمام ريال بيتيس هو إثبات لمدى أهميتك كلاعب في منظومة تشافي هيرنانديز وبمثابة تقديم لأوراق اعتمادك لجماهير النادي الكتالوني.

الهدف الأول لو كان جاء من لمسة واحدة كما أردت يا جواو لربما كان أحد أفضل أهداف الموسم، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أو ربما كانت اللمسة الأولى السيئة خبرًا سعيدًا لجماهير برشلونة التي شاهدت رد فعلك السريع وكيف تصرفت في فرصة خطيرة كادت تضيع عليك وعلى فريقك.

لاحقًا ودون أن تلمس الكرة قدمت المساهمة الأجمل في المباراة عندما قررت أن تترك تمريرة كريستنسن تصل إلى روبرت ليفاندوفسكي على عكس توقع كل من شاهد المباراة، وتركت البولندي في مواجهة الحارس روي سيلفا.

ريال بيتيس خاض المباراة بخط دفاع كامل من صفوف لاماسيا مكون من هيكتور بيليرين، ومارك بارترا وشادي رياض وخوان ميراندا.

رحيل هذا الرباعي عن صفوف برشلونة لم يكن صدفة، لكن كان ضمن عملية إعادة البناء التي بدأت قبل أعوام برحيل عناصر عديدة لم تكن على مستوى الفريق الكتالوني.

صحيح أن بعض تلك الأسماء وغيرها قد يعود لبرشلونة في أحد الأيام، لكن الأكيد إنهم ليسوا على قدر ما يحتاجه النادي الكتالوني في هذه المرحلة.

في كل أسبوع الموسم الماضي لو كنتم تقرأون تحليل ما بعد المباراة على هذا الموقع من نفس الكاتب كنتم ستجدون العديد من كلمات الإشادة بمارك أندريه تير شتيجن على ما يقدمه من مستويات مذهلة.

النجم الألماني الذي ساهم بشكل أساسي في حصد برشلونة للقب الدوري الإسباني وكان أفضل حارس في البطولة، عاد من جديد لتقديم نفس المستويات الآن.

تير شتيجن يجد صعوبة في أن يترك شباكه تهتز، وفي مواجهة ريال بيتيس وأثناء ما كان برشلونة متقدمًا بهدفين نظيفين بحلول نهاية الشوط الأول كاد الضيوف أن يسجلوا في أكثر من مناسبة وكانوا على الأقل سيحصدون التعادل قبل نهاية الشوط الأول، لولا تألق الحارس الألماني الذي أصبح معتادًا.

أخيرًا وبعد طول انتظار سجل برشلونة من ضربة حرة مباشرة والسر كان في فيران توريس فقط وليس غيره.

آخر ركلة ثابتة سجلها برشلونة في شباك الخصوم كانت في 2021 وعن طريق ميسي بالطبع، ومن بعده حاول الكثيرين لكن دون فائدة.

ممفيس ديباي، وجيرارد بيكيه، وجوردي ألبا، وعثمان ديمبيلي، وفيران توريس ورافينيا وروبرت ليفاندوفسكي، كل هؤلاء حاولوا قبل مباراة اليوم التي كسر فيها فيران توريس لعنة ليونيل ميسي.

لفظ ليونيل توريس لم نكتبه فقط بسبب الهدف، لكن بشكل عام فقد كان النجم الإسباني أحد أبرز اللاعبين في المباراة، بأداء رائع هجوميًا، ومتوازن عندما يتعلق الأمر بالعودة للدفاع.

كما أوضحنا في فقرة تير شتيجن، فالنادي الكتالوني كاد أن يتلقى عدة أهداف في نهاية الشوط الأول، ونستطيع بمنتهى الثقة في النفس أن نقول أن أغلبها كان ليصبح خطأ الدفاع.

هنا نجد علامة استفهام واضحة على أداء الدفاع الكتالوني، الذي كان الأفضل في الدوري الإسباني في الموسم الماضي، وتطلع الجميع لتحسين هذا الموسم.

ربما غياب رونالد أراوخو وعدم جاهزية إينييغو مارتينيز وعدم التدعيم بشكل قوي هو السبب في الشكل الحالي؟ ربما، لكن لا يصح أبدًا أن يكون هذا هو دفاع النادي الكتالوني.

مشاكل في التمركز وسرعة العودة والارتداد الدفاعي بالإضافة إلى زيادة سلبية هجوميًا من الأطراف دون خطورة حقيقية، بالتحديد من قبل أليخاندرو بالدي، كل ذلك يجعلنا نقف لدقيقة ونسأل، ماذا حدث لدفاع برشلونة؟

النادي الملكي الذي لم يخسر ولو نقطة واحدة حتى الآن في الدوري الإسباني بدأ يتعرض للضغط من قبل برشلونة الذي يبات الليلة متصدرًا لجدول ترتيب الدوري الإسباني.

ومن هنا وحتى فترة التوقف الدولي المقبلة فالنادي الكتالوني سيلعب دومًا قبل ريال مدريد، مما يعني أن الفوز في كل جولة قادمة سيعني أن برشلونة سيبات على الصدارة في كل مرة حال حقق الفوز، حتى وإن عاد الملكي في الليلة التالية وحقق الانتصار.

برشلونة حقق فوزًا كبيرًا على نظيره ريال بيتيس، واستعد بأفضل شكل ممكن للمباريات المقبلة والتي قد تبصم على شكل المنافسة فيما يتبقى من الموسم الجاري.

الأهم أن النادي الكتالوني استطاع أن يحافظ على نجومه للمباريات المقبلة، وحصد صدارة ولو مؤقتة للضغط على ريال مدريد الذي لم يخسر أي نقطة حتى الآن.

في النهاية لا يزال هناك نواقص في برشلونة، لعل أبرزها كما ذكرنا هو تحسين الدفاع بشكل يسمح للنادي الكتالوني بالحفاظ على لقب الدوري الإسباني على الأقل، والتنافس على مستوى أعلى أوروبيًا.