برشلونة وباريس سان جيرمان .. لا تنفعل يا إنريكي، تشافي هو من يحمل هوية البلوجرانا!

ما الذي يرغب أي مدرب في القيام به؟ الفوز، وما هي الآلية لذلك؟ باختلاف الإجابات تظل كلمة سحرية واحدة وهي المساحات.

الهدف الأول لأي مدرب أن يخلق لفريقه أكبر مساحة ممكنة، ويمنع منافسه من امتلاك المساحة، ومهما اختلفت الوسائل فلا يوجد هدف آخر.

وهذا ما فعله تشافي اليوم، بذكاء استطاع حرمان ديمبيلي ومبابي من المساحات، حرم باريس أن يصل إلى مرمى برشلونة ليجد الأمر سهلًا، واستغل ثلاثية كوندي وأراوخو وكوبارسي بأفضل شكل ممكن.

كما منح برشلونة أفضل مساحة ممكنة، بوجود أطراف على قدر عالٍ من السرعة، ومع تحول ليفاندوفسكي ليقوم بدور الرجل الثالث الحر، وبمهارة يمال، وصل النادي الكتالوني لتهديد مرمى دوناروما.

لعبة المساحة كانت في صالح برشلونة طوال الوقت، وأغلب فرص النادي الكتالوني أظهرت بوضوح هذا الأمر، بينما وجود مبابي نفسه في معاناة حقيقية وهو مخنوق دون أي مساحة.

إنريكي خرج قبل المباراة ليؤكد أنّه يمتلك هوية برشلونة أكثر من تشافي هيرنانديز، وبعيدًا عن إن كان التصريحات على سبيل المزاح بينه وبين تشافي، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.

البداية كانت من الخلف، فتير شتجين الأمثل لتطبيق هوية برشلونة وليس دوناروما، ولذلك استطاع النادي الكتالوني خطف أكثر من كرة من الحارس الإيطالي الذي لا يجيد اللعبة بقدميه بشكل كافٍ.

برشلونة سيطر على الوسط حينما أراد، واستعاد الكرة سريعًا حينما أراد، ودافع وحرم باريس من أي فرصة حينما أراد، وفي المجمل كان كل شيء بيد تشافي.

ربما نستثنى بداية الشوط الثاني، لكن لا يوجد فريق قادر على خوض 90 دقيقة دون خطأ واحد.

أهم ما يميز اللقاء أنّ هذا أول انتصار في مباراة بدوري أبطال أوروبا في الأدوار الإقصائية لبرشلونة منذ زمن بعيد، وتحديدًا حينما انتصر على مانشستر يونايتد بهدف نظيف في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2018-2019 في أولد ترافورد.

لكن هذا الفوز حتى أفضل وأقوى مما حدث في 2019 والذي جاء من المدافع في مرماه.

الأهم أنّ برشلونة لم ينهار عكس المعتاد أوروبيًا في السنوات الأخيرة، تقدم ثم استقبل هدفين في خمس دقائق لكن عاد وسجل هدفين قبل نهاية المباراة وانتصر.

لو نجح تشافي فقط في صناعة هذه الشخصية الأوروبية الجديدة فقد يكون ذلك أفضل إنجاز له على الإطلاق.

بالطبع لا يمكن اعتبار برشلونة متأهلًا، فحتى في آخر مواجهة بين الفريقين أوروبيًا خرج برشلونة بسبب الخسارة على أرضه والتعادل في حديقة الأمراء.

لكن الآن فإنّ برشلونة لديه الفرصة لخوض المواجهة بأسلوبه، وإجبار باريس على ترك المساحات والسقوط في الفخ ذاته.

برشلونة جعل مهمة الإياب أسهل، لكن بالطبع ستكون ملحمة جديدة لتحقيق حلم آخر وهو الوصول إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ خمس سنوات.