GOAL ONLY Barcelona GFXGoal AR

برشلونة وألافيش | رسالة اعتذار منقوصة.. ساعة من سحر رافينيا تكفي وقفاز جارسيا يمنع الكارثة!

لم تكن ليلة السبت في ملعب الكامب نو مجرد مباراة عابرة في الدوري الإسباني، بل كانت جلسة مكاشفة صعبة بين فريق برشلونة وجماهيره القلقة. 

ورغم أن لوحة النتائج أشارت في النهاية إلى فوز الفريق الكتالوني بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد لديبورتيفو ألافيس، إلا أن تفاصيل التسعين دقيقة حملت في طياتها الكثير من علامات الاستفهام التي لا يمكن أن تمحوها نشوة الانتصار.

المباراة التي كان يُفترض أن تكون رسالة اعتذار واضحة بعد السقوط الأوروبي المدوي أمام تشيلسي، تحولت في فترات كثيرة إلى اختبار أعصاب، كشف عن هشاشة نفسية ودفاعية لا تليق بفريق ينافس على كافة الألقاب.

  • hansi-flick(C)Getty Images

    هشاشة الدقيقة الأولى: عندما يسبق الخصم بخطوة

    لا يمكن لمدرب مثل هانزي فليك أن يجد تبريراً مقنعاً لما حدث في الدقيقة الأولى، أن يدخل الفريق المباراة باحثاً عن الثأر لكرامته الكروية، فيتلقى هدفاً بعد ستين ثانية فقط، فهذا مؤشر خطير على غياب التركيز الذهني الكامل، هدف بابلو إيبانيز لم يكن مجرد صدفة، بل كان عقاباً فورياً على التراخي في التمركز الدفاعي.

    يحسب لفريق ديبورتيفو ألافيس أنه لم يأتِ إلى برشلونة ليلعب دور الضحية، فالفريق الضيف قرأ الحالة النفسية المهزوزة لخصمه بذكاء، ولعب بشجاعة تحترم، مهدداً مرمى برشلونة في أكثر من مناسبة، ومستغلاً المساحات التي ظهرت خلف الأظهرة المندفعة.

    ألافيس نجح في إحراج برشلونة وكشف أن المنظومة الدفاعية للفريق لا تزال تعاني من الثقوب التي يمكن لأي منافس منظم أن ينفذ منها، وهو ما يطرح تساؤلاً مشروعاً: ماذا لو كان المنافس اليوم يمتلك جودة هجومية أعلى؟

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-ALAVESAFP

    مهرجان الفرص الضائعة: رعونة كادت تكلف الكثير

    على الجانب الهجومي، ورغم تسجيل ثلاثة أهداف، إلا أن برشلونة مارس هواية تعذيب جماهيره عبر مسلسل طويل من الفرص المهدرة.

    الوصول لمرمى ألافيس كان سهلاً، بفضل الضغط العالي واستخلاص الكرة السريع، لكن اللمسة الأخيرة اتسمت برعونة غريبة وتسرع غير مبرر.

    مشهد لامين يامال وهو يسدد في القائم بعد مجهود فردي رائع، وكرات ماركوس راشفورد وفيران اةريس التي افتقدت للدقة، ورأسيات ليفاندوفسكي التي جانبت الصواب، كلها لقطات تؤكد أن الفريق يعاني من أزمة حسم. 

    السيطرة والاستحواذ لا يعنيان شيئاً في كرة القدم الحديثة إذا لم تترجم إلى أهداف تقتل المباراة مبكراً، وبرشلونة ترك المباراة معلقة على نتيجة 2-1 لفترة طويلة جداً، مانحاً ألافيس الأمل في العودة، وهذه المقامرة قد تكون تكلفتها باهظة في مباريات خروج المغلوب أو أمام فرق الصف الأول.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-RAYOAFP

    طوق النجاة الفردي: رافينيا وجارسيا يستران العيوب

    إذا كان هناك من يستحق الثناء الليلة، فهم الأفراد الذين غطوا بإبداعهم على عيوب المجموعة، البرازيلي رافينيا قدم درساً في الفاعلية؛ في ستين دقيقة فقط، كان هو الحل لكل مشكلة هجومية، صانعاً الفارق بقراراته الصحيحة وتمريراته الحاسمة التي مهدت الطريق للانتصار.

    رافينيا لم يكن مجرد لاعب جناح، بل كان المنقذ الذي حمل الفريق على كتفيه حين غابت الحلول الجماعية.

    وفي الخلف، كان الحارس جوان جارسيا بمثابة صمام الأمان الذي منع الكارثة، فتصديه الحاسم لتسديدة جوني أوتو والنتيجة تشير للتعادل لم يكن مجرد حماية للمرمى، بل كان نقطة تحول منعت سيناريو الانهيار النفسي.

    لولا يقظة جارسيا في تلك اللحظة، لربما انقلبت الطاولة وتغيرت مجريات المباراة بالكامل لصالح الضيوف، مما يؤكد أن الفريق لا يزال يعيش على ومضات التألق الفردي أكثر من صلابة المنظومة.

  • FC Barcelona v Athletic Club - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد: الانتصار لا يجب أن يخدع فليك

    خلاصة القول، إن النقاط الثلاث التي حصدها برشلونة الليلة هي مسكن للألم وليست علاجاً للمرض. الفوز تحقق بفضل الفوارق الفردية الكبيرة ورغبة اللاعبين في الرد، لكن الأداء الجماعي، خاصة في الشق الدفاعي والتركيز الذهني أمام المرمى، لا يزال بعيداً عن المثالية التي تطمح إليها الجماهير.

    رسالة المباراة واضحة للمدرب هانزي فليك: الفريق يمتلك الأنياب الهجومية والشراسة اللازمة، لكنه يفتقد للهدوء والاتزان الذي يجعله يسيطر على المباريات دون معاناة. 

    ألافيس المجتهد كشف العيوب بوضوح رغم الخسارة، وعلى برشلونة أن يدرك أن تكرار هفوات الدقيقة الأولى، واستمرار مسلسل إهدار الفرص السهلة، لن يمر بسلام في قادم المواعيد.

    الليلة فاز برشلونة بالنتيجة، لكنه خسر فرصة تقديم عرض متكامل يطمئن القلوب الخائفة بعد ثلاثية تشيلسي التي كان من السهل أن تتحول إلى سادسية بمنتهى البساطة