برشلونة وأتلتيك بيلباو | تشافي لن يلعب بنفسه .. وحتى لا تبحث جماهير ريال مدريد عن الملكي بعدسة مكبرة!

في مواجهة غرناطة رأينا تشافي هيرنانديز وهو ينفعل بشدة على نجوم فريقه داخل الملعب بعد إهدار فرصة من الفرص التي كان يجب أن نراها في الشباك.

تشافي وقتها كأن لسان حاله يقول: "هل يجب أن أدخل إلى الملعب وأسجل تلك الفرص بنفسي"، بالقطع هو لم يقل ذلك بالحرف، لكن لغة جسده أشارت لتلك الكلمات بكل جوارحه ولديه كل الحق.

اليوم فقط وأمام بيلباو في أول 70 دقيقة خلق برشلونة 15 فرصة للتسجيل، ما بين التسديدات على المرمى وخارجه، لكن الكرة لم تسكن الشباك في أيًا منهم، وهنا تسقط التهمة من على تشافي الذي منح فريقه الحلول للوصول إلى مرمى الخصم.

لا شك أن برشلونة مر بفترة صعبة للغاية في ظل كثرة الإصابات، فالنادي الكتالوني فقد من كافة خطوطه نجم واحد على الأقل له ثقل أهمية كبيرة في التشكيل الأساسي.

لذلك فقد وجد تشافي هيرنانديز نفسه في موقف لا يحسد عليه، على مر عدة جولات من الدوري الإسباني فقد فيها بعض النقاط، لكن أصعب المباريات بالفعل كانت أمام أتلتيك بيلباو، الفريق الذي يعرف من أي تؤكل الكتف أمام برشلونة، وإن كانت مواجهاته أمام تشافي هيرنانديز وهو مديرًا فنيًا تصب جميعها في صالح الأخير.

لكن في نهاية المطاف خرج تشافي بثلاث نقاط في غاية الأهمية قبل المباراة الأبرز والأهم في منافسات الدور الأول من الدوري الإسباني أمام ريال مدريد.

وهو أمر لم ينجح على سبيل المثال بيب جوارديولا أستاذه في القيام به بينما كان أحد أبرز لاعبيه وهو رودري غائبًا خلال الأسابيع الماضية.

اليوم أضاف برشلونة المزيد من الضغط على ريال مدريد الذي تعثر بالأمس أمام إشبيلية وترك نقطتين سهلتين في صراع المقدمة، بعد أن كان يستطيع تصعيب الأمور على برشلونة أكثر قبل الكلاسيكو.

مباراة الكلاسيكو لن تكون سهلة على الإطلاق، حتى وإن دخلها برشلونة بالمزيد من حالات الغياب، لذلك سيكون على كارلو أنشيلوتي وكتيبته منح الفريق الكتالوني حقه، وخوض مباراة قوية أمامه تسمح بحصولهم على النقاط واستمرارهم في المقدمة.

أي خسارة للنقاط في تلك المباراة بالتحديد حال خسر ريال مدريد الكلاسيكو سيعني هذا تقدم برشلونة في الترتيب على الملكي، وليس برشلونة فحسب، بل جيرونا وأتلتيكو مدريد حال حصدوا نقاطهم كاملة في المباريات القادمة، وقتها سيكون على جماهير الفريق العاصمي أن تبحث بعدسة مكبرة عن فريقها في المراكز الأولى من جدول الترتيب.

لم يكن هناك لاعبًا واحدًا في تشكيلة برشلونة اليوم أمام بيلباو معرض للإيقاف لتراكم البطاقات، لكن مع حكم مثل خوسيه مونيريا يحب إشهار البطاقات الملونة كان على تشافي أن يقلق.

ومع بطاقة صفراء مبكرة لجافي وأخرى لروميو كان يجب أن يضع مدرب برشلونة يده على قلبه خوفًا من فقدان لاعب جديد في الكلاسيكو بجانب الإصابات التي ليس من الممكن حسم أمرها إلا مع الإعلان عن تشكيلة الفريق.

صاحب هدف الحسم في مباراة اليوم كان اللاعب الشاب مارك جويو الذي جاء من فريق الشباب ليسد خانة ليس إلا وربما لم يكن تشافي ليستعين به في المباراة لو كانت النتيجة مغايرة، لكن الظروف كلها تهيأت له ليشارك ويكون هو رجل الليلة.

جويو كان حاسمًا للغاية وملتزمًا لأقصى درجة بتنفيذ تعليمات تشافي هيرنانديز له بالتحرك في ظهر دفاعات الخصم في المساحة التي لا يحسنوا تغطيتها، وهي الكلمات الأخيرة من تشافي له قبل النزول كبديل بلحظات كما أظهرت عدسات المصورين.

من جديد ها هي لاماسيا تنجب لنا موهبة جديدة تقوم بدور حاسم في مباراة غاية في الأهمية قبل مواجهة أهم هي الكلاسيكو أمام ريال مدريد، فهل يستمر نجاح جويو أم يكون مجرد طفرة حاله كحال العديد ممن سبقوه في السنوات الأخيرة.

برشلونة نجح في حصد ثلاث نقاط هامة للغاية أمام خصم عنيد لطالما كان أحد أسباب انزعاج الفريق الكتالوني، وأصبح يبتعد عن القمة بنقطة واحدة فقط خلف جيرونا وريال مدريد.

صحيح كان هناك الكثير من الكرات المهدرة، وبعض الأوقات التي دخل فيها الشك بشكل واضح لقلوب الجماهير الكتالونية حول مدى جدوى كل تلك الهجمات دون هز شباك المنافس، لكن في النهاية فاز الفريق، وعليه العمل على إصلاح كل هذا قبل الكلاسيكو المنتظر، لأن الفرصة الواحدة في مثل ذلك اللقاء تعني أن الخصم سيعاقبك لو أهدرتها.