FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-LAS PALMASAFP

لاس بالماس وبرشلونة .. "الغدر الكتالوني" أسقط مصيدة فليك وقضى على سحر لامين يامال

بالنظر للوهلة الأولى إلى وضع برشلونة ولاس بالماس قبل انطلاق المواجهة بينهما في الجولة الخامسة عشر من الدوري الإسباني، سنتوقع أنها كانت مجرد نزهة للفريق الكتالوني، ولكن ما حدث لم يكن كذلك.

برشلونة، ورغم قدومه من تعادل مع سيلتا فيجو، إلا أنه كان الطرف صاحب الحظوظ الأقوى للفوز، لأنه دخل اللقاء وهو على صدارة الليجا بينما كان يقبع أصحاب الأرض بالمركز السادس عشر.

الهدف الأول كان كتالونيًا ولكن بأقدام لاعب سابق تدرج بمراحل الشباب مع برشلونة، ويلعب الآن مع لاس بالماس، وهو ساندرو راميريز، قبل أن يُحرز رافينيا هدف التعادل لصالح الضيوف.

هانز فليك ظن أنه عاد للمباراة بعد هدف البرازيلي رافينيا بالدقيقة 61، ولكن فابيو سيلفا أعاد بالماس إلى المقدمة بهدف آخر في الدقيقة 67، لينتهي اللقاء بخسارة برشلونة 2/1، ليصبح على أعتاب الابتعاد عن ريال مدريد بنقطة واحدة فقط في حالة فوز الأخير على خيتافي بنفس الجولة، بينما صعد بالماس إلى المركز الرابع عشر.

  • FC Barcelona v UD Las Palmas - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    "لستم في نزهة ولكننا بنصف أنياب"

    الشوط الأول من المباراة لا يعكس أبدًا الفارق الكبير بين موقع الفريقين في جدول الليجا، بالماس في المركز السادس عشر وبرشلونة على الصدارة، ولكن ما فعله أصحاب الأرض لم يكن كافيًا لإسقاط الضيوف تمامًا.

    الرسالة كانت واضحة .. المباراة ليست نزهة ولن نكون خصمًا سهلًا، حيث حاول الفريق التكشير عن أنيابه في أكثر من فرصة، وركز المدرب دييجو مارتينيز على جبهة أليخاندرو بالدي الذي خرج مصابًا، مستغلًا مهارة جناحه الأيمن ساندرو راميريز، حيث كان الأخير على وشك مباغتة الفريق الكتالوني بهدف مبكر ولكنه تأخر في التصرف بالكرة.

    العمق كان حلًا أيضًا، بعدما وجد الخط الهجومي لبالماس نفسه في حالة انفرد مرتين، ولكن هنا ظهرت مصيدة التسلل التي ينصبها المدرب هانز فليك في مباراة تلو الأخرى، وتنجح بشكل مبهر أمام الجميع بما فيهم ريال مدريد ومهاجمه كيليان مبابي.

    أنياب أصحاب الأرض لم تكن كاملة، لأنه على الرغم من مهارة ساندرو إلا أنه لم يقدم اللمسة الأخيرة التي تصنع الفارق وتضع فريقه متقدمًا على لوحة المباراة، ولكن ما فعله بالماس عمومًا نجح في تحجيم الضيوف تمامًا وإبعاد روبرت ليفاندوفسكي بأقصى قدر ممكن عن بابلو توري وجافي وبيدري وفيرمين لوبيز ورافينيا.

    الفريق اعتمد على الدفاع المتقدم عندما كانت الكرة مع برشلونة، ونجح في تطبيقه بأقصى شكل ممكن على مدار شوط كامل، وفي الوقت ذاته لم ينجرف تجاه الضغط العالي الذي كان سيترك مساحات شاسعة في دفاعه، ليتجه إلى ضغط متزن ومتوسط جاء بنتيجة إيجابية.

  • إعلان
  • FC Barcelona v UD Las Palmas - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    خط هجوم خارج الخدمة

    برشلونة تمكن بشكل تدريجي من العودة إلى المباراة، حيث أفلت في الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول من ضغط لاس بالماس، ولكن هذا لم يكن كافيًا لهانز فليك وكتيبته لإسقاط الخصم.

    بابلو توري كان يجتهد هجوميًا بجوار جافي وبيدري، ولكنه ليس بنفس فعالية وتأثير داني أولمو، لذلك اتجه فليك إلى تغييره مع بداية الشوط الثاني لصالح لامين يامال، بينما اختفى فيرمين لوبيز تمامًا ولم يقدم أي شيء يذكر.

    اللاعب الوحيد الذي كان يبدو أنه قادرًا على فعل أي شيء، هو رافينيا، حيث اخترق دفاع بالماس بمجهود فردي بحت، وسدد على المرمى كرة قوية ارتطمت بالعارضة، ليفقد برشلونة فرصة قوية في إنهاء الشوط بهدف قاتل.

    ليفاندوفسكي ظهر وكأنه خارج الخدمة تمامًا، وفشل في استغلال تمريرة سحرية داخل منطقة الجزاء، ليكتفي بتمريرها إلى بيدري الذي سددها ولكن الحارس منعها من الدخول في الدقيقة 44 من زمن اللقاء.

    كل الطرق كانت تؤدي إلى شيء واحد، وأن الفريق احتاج إلى حل سحري، وفليك كان يعرف ذلك جيدًا لذلك قرر إقحام العائد من الإصابة لامين يامال، طمحًا في صناعته للفارق رغم عدم اكتمال جاهزيته.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-LAS PALMASAFP

    الأنياب ظهرت .. والحل عند ساندرو

    المدرب دييجو مارتينيز قرر بدء الشوط الثاني من حيث ما فعل في الأول، الإجابة كانت الجبهة اليمنى عن طريق ساندرو راميريز، الذي نجح أخيرًا في إتقان اللمسة الأخيرة.

    الضربة جاءت من ابن برشلونة السابق، الذي بدأ حياته مع شباب النادي الكتالوني في 2009، ولعب للمرة الأولى مع ا لفريق الأول في 2015 ولكنه رحل سريعًا.

    المفارقة أنه كان أفضل اللاعبين في بالماس وأكثرهم حرصًا على التسجيل، وكان له ما أراد، عندما استلم كرة على الجانب الأيمن مستغل ضعف دفاع برشلونة من هذه الجهة، ليعلن تقدم فريقه في الدقيقة 49.

    الهدف تسبب في إطلاق صافرات الإنذار عند هانز فليك، ليقوم بإجراء 3 تغييرات دفعة واحدة، بخروج جول كوندي، فيرمين لوبيز وجافي، ونزول الثلاثي هيكتور فورت وفيران توريس وفرينكي دي يونج.

    التغييرات جاءت بمفعول السحر على برشلونة، وذلك بتسجيل "المتألق" رافينيا هدف التعادل من تسديدة قوية من على حدود منطقة الجزاء في 62، ليعود الوضع كما كان عليه.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-LAS PALMASAFP

    غاب سحر يامال وفشلت المصيدة

    في الوقت الذي ظن فيه فليك أن تغييراته ستساعده على الفوز بعد تسجيل التعادل، وأن مصيدة التسلل التي نصبها ستحمي فريقه، جاءت الصدمة في الدقيقة 67 من عمر اللقاء.

    المهاجم البرتغالي فابيو سيلفا نجح في "سرقة" مدافعي برشلونة، ليخترق من العمق مستغلًا تمريرة بينية متقنة، ليعلن تسجيل الهدف الثاني لفريقه، ليكتب الخسارة الثالثة للفريق الكتالوني بالدوري الإسباني.

    لامين يامال الذي ظهر وكأنه ليس في أفضل حالاته البدنية والفنية بسبب العودة من الإصابة، كاد أن يسجل الهدف الثاني لبرشلونة بتسديدة من الجانب الأيمن في الدقيقة 70، ولكن هنا ظهر لاعب آخر سبق له تمثيل برشلونة وهو الحارس الهولندي ياسبر سيلسن الذي تصدى لها ببراعة.

    سيلسن واصل التألق في لقطة أخرى، عندما أنقذ هدف التعادل ببراعة شديدة من ركلة حرة سددها رافينيا في الدقيقة 82، ليحافظ على انتصار فريقه حتى آخر لحظة.

    الأمر كان أشبه بفرصة للانتقام لحارس لاس بالماس وزميله ساندرو ورسالة لإثبات الذات، بعدما فشل كل منهما في إثبات نفسه مع برشلونة، ليتشارك الثنائي في إسقاط فريقهما السابق، وفتح الباب على مصراعيه أمام ريال مدريد صاحب المركز الثاني، والذي يمكنه تقليص الفارق إلى نقطة واحدة فقط على الصدارة.