Barcelona Carles Minarro Garcia Hansi Flick Tito VilanovaGetty Image/ Goal AR

"جرح عميق في روح الفريق!" .. وفاة الطبيب تكمل 12 سنة من المآسي الإنسانية التي أثرت على مستقبل برشلونة

هكذا هي الحياة، أحيانًا أفراح واحتفالات وفي أحيانٍ أخرى أحزان ومعاناة؛ لكن.. يجب على الإنسان، أن يعرف كيف يتعامل مع هذه التقلبات والمتغيّرات المستمرة.

نجوم الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة يجب أن يتعايشون مع هذه التقلبات الحياتية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خلال الموسم الرياضي الحالي 2024-2025.

ووسط احتفالات برشلونة ونجومه، بتحقيق الانتصار تلو الآخر، والعودة للمنافسة على كافة الألقاب الممكنة في الموسم الحالي؛ ها هم يتلقون ضربة مفاجئة في اليومين الماضيين.

الدكتور كارليس مينيارو جارسيا، أحد أعضاء الجهاز الطبي لفريق برشلونة الأول، فارق الحياة بشكلٍ مفاجئ، مساء يوم السبت الماضي؛ وذلك قبل ساعاتٍ قليلة للغاية من مواجهة أوساسونا، في الجولة 27 من مسابقة الدوري الإسباني؛ والتي تم تأجيلها رسميًا.

وحسب التقارير الإسبانية المختلفة، لم يكن مينيارو يُعاني من أي مشاكل صحية؛ حيث تواجد مع نجوم برشلونة وأعضاء الجهازين الفني والإداري في الفندق، قبل التوجه إلى الملعب لمواجهة أوساسونا؛ ولكنه توفي أثناء "قيلولة" ما بعد وجبة الغداء.

  • Carles Minarro Garcia BarcelonaSocial gfx/ Goal Arabia

    من هو الدكتور الراحل كارليس مينيارو جارسيا؟

    درس كارليس مينيارو جارسيا في جامعة روفيرا آي فيرجيلي في تاراجونا؛ قبل أن يقرر التخصص في "الطب الرياضي".

    مينيارو حصل على "درجة الماجستير" في طب الإصابات الرياضية من جامعة برشلونة؛ ليبدأ بعدها العمل في الأندية رسميًا.

    وبدأ الدكتور الراحل مسيرته مع عالم الساحرة المستديرة، في نادي تيراسا عام 2004؛ وكان وقتها يشغل أيضًا منصب المنسق الطبي في مركز "SMB Bac de Roda".

    وبعد انتهاء رحلته مع تيراسا في عام 2012؛ تنقل كارليس مينيارو بين ناديي أونيو إسبورتيفا سانت أندريو وساباديل، قبل أن يهبط في برشلونة في يوليو 2017.

    مع برشلونة.. عمل مينيارو طبيبًا لكرة الصالات في النادي؛ قبل أن تتم ترقيته إلى الفريق الأول لكرة القدم، مطلع الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ ليكون مساعد وذراع الدكتور ريكارد برونا اليمنى.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Deportivo Alaves - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    مأساة كارليس مينيارو جارسيا ليست الأولى!

    تعد وفاة الدكتور كارليس مينيارو جارسيا المفاجئة، حلقة جديدة من "المآسي الإنسانية والظروف القهرية"، التي تعرض لها نادي برشلونة، خلال السنوات القليلة الماضية.

    برشلونة خلال آخر 12 سنة تقريبًا، عانى من مجموعة من "المآسي والظروف القهرية"، التي أثرت بشكلٍ مباشر على مسيرته الرياضية.

    أبرز هذه المآسي التي عانى منها عملاق إسبانيا، في السنوات الأخيرة؛ وفاة أسطورته يوهان كرويف، ومدربه الأسبق تيتو فيلانوفا.

    وبشكلٍ أو آخر أثرت هاتين المأستين وغيرهما، على مستقبل الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة؛ وهو ما سنستعرضه في السطور التالية..

  • FC Barcelona v Getafe CF - La LigaGetty Images Sport

    تشخيص مرض المدرب تيتو فيلانوفا ثم وفاته

    في عام 2012.. قرر بيب جوارديولا الرحيل عن القيادة الفنية لفريق الكرة الأول بنادي برشلونة؛ وذلك بعد 4 سنواتٍ مليئة بالإنجازات الخالدة.

    رحيل جوارديولا عن القيادة الفنية لنادي برشلونة، كان بمثابة الصدمة المدوية للاعبين والجماهير؛ خاصة أن الفريق وقتها كان يقدم أفضل مستوياته عبر التاريخ.

    هُنا.. قرر مسؤولو نادي برشلونة عدم البحث عن بديل في الخارج؛ بل اختاروا رجلًا هو استكمال لمشروع جوارديولا التاريخي، مع الفريق الأول.

    هذا الرجل لم يكن إلا تيتو فيلانوفا، الذي عمل مساعدًا لجوارديولا على مدار 4 سنوات؛ بل أنه كان "العقل المُدبر" في كثير من المباريات العصيبة، وذلك بتدخلاته ونصائحه الفنية الناجحة.

    وبالفعل.. تولى فيلانوفا القيادة الفنية لنادي برشلونة؛ حيث نجح في قيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري الإسباني 2012-2013، وبرصيد 100 نقطة؛ وهو "رقم قياسي" في تاريخ المسابقة، بالتساوي مع ريال مدريد موسم 2011-2012.

    وبعد موسم واحد فقط - أي في صيف 2013 -، قرر فيلانوفا الرحيل عن نادي برشلونة، وذلك بعد تزايد المرض عليه؛ حيث كان يُعاني من "سرطان الغدة النكافية"، والذي توفي بسببه في 25 أبريل 2014.

    وعانى برشلونة بشكلٍ كبير في موسم 2013-2014، والذي أعقب رحيل فيلانوفا عن القيادة الفنية للفريق الأول؛ حيث تم التعاقد وقتها مع المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو، الذي لم يحقق النجاحات المرجوة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Andres Iniesta FC BarcelonaGetty Images

    وفاة ابن أندريس إنييستا قبل أن يبصر النور

    معاناة الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة في موسم 2013-2014، لم تقتصر على رحيل تيتو فيلانوفا فقط.

    الرسام أندريس إنييستا، متوسط ميدان نادي برشلونة وقتها، والذي كان يعتبر أحد أهم أسلحة الفريق الأول؛ تعرض لصدمة قوية للغاية، في مراحل الحسم من هذا الموسم.

    إنييستا كان ينتظر مولودًا جديدًا "ذكر"، بعد ابنته فاليرا التي كانت تبلغ وقتها من العمر "3 سنوات"؛ إلا أنه توفي قبل شهر من والدته.

    هذه الوفاة أثرت بشكلٍ كبير على نفسية إنييستا، في مرحلة الحسم من موسم 2013-2014؛ حيث أن اللاعب وعلى الرغم من التسجيل والصناعة، في المباراتين أو الثلاثة التالية لهذه المأساة؛ إلا أن أرقامه بدأت تتراجع تدريجيًا.

    ومع تراجع أرقام إنييستا.. بدأ برشلونة يفقد اللقب تلو الآخر وقتها؛ حيث ودع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي، وخسر نهائي كأس الملك، مع ضياع حلم التتويج بلقب الدوري في الجولة الأخيرة.

  • FBL-ESP-NED-CRUYFF-BARCELONAAFP

    رحيل عرّاب نادي برشلونة يوهان كرويف

    لكل نادٍ أسطورته الخالدة؛ والتي سيظل الجميع يتذكرها، مهما مرت السنوات، أو جاءت ورحلت بعض الأسماء.

    وفي برشلونة هُناك أكثر من أسطورة؛ لكن يظل يوهان كرويف حالة خاصة في تاريخ هذا الكيان الرياضي الكبير.

    نجاحات كرويف مع برشلونة، لم تقتصر عندما كان لاعبًا في صفوف الفريق فقط؛ بل امتدت إلى مجال التدريب وحتى الإدارة.

    كرويف بعد اعتزاله كـ"لاعب ومدرب"، كان يعطي نصائحه إلى إدارات نادي برشلونة دائمًا؛ حيث كان يتم استشارته فنيًا في كل كبيرة وصغيرة؛ خاصة في "الولاية الأولى" للرئيس جوان لابورتا.

    ويتذكر الجميع نصيحة الأسطورة الهولندية إلى لابورتا؛ عندما طلب منه تعيين بيب جوارديولا مدربًا للفريق الأول، في صيف عام 2008، بدلًا من التعاقد مع المدير الفني الكبير جوزيه مورينيو.

    وقتها.. كان مورينيو هو "الرقم 1" تقريبًا؛ بينما جوارديولا لم يكن قد بدأ التدريب إلا قبل عامٍ واحد فقط، وتحديدًا عندما أشرف على القيادة الفنية لفريق "برشلونة ب".

    هذه النصيحة غيّرت تاريخ برشلونة المعاصر؛ حيث حقق الفريق مع جوارديولا، العديد من الإنجازات الخالدة، مع تصنيفه على أنه أحد أفضل الفرق في تاريخ كرة القدم بأكملها.

    وظلت مشورات يوهان كرويف الناجحة لبرشلونة متواصلة؛ سواء عندما تولى منصب "الرئيس الشرفي" للنادي، أو حتى بعد مغادرته.

    هذه المشورات والنصائح افتقدها برشلونة كثيرًا؛ بوفاة أسطورته كرويف في مارس من عام 2016؛ بعد صراع مع مرض "سرطان الرئة"؛ حيث كانت هناك العديد من المواقف الصعبة التي مر بها النادي، والتي كانت تحتاج لمثل تدخلات هذا الراحل الكبير.

  • Barcelona v Bayern Munich - UEFA Champions League Quarter FinalGetty Images Sport

    وباء "كورونا" الذي دمر نادي برشلونة

    بعيدًا عن حالات الوفاة؛ جاء "ظرف قهري" ضرب العالم أجمع، ولا يزال نادي برشلونة يدفع ثمنه - حتى الآن -.

    الظرف القهري الذي نتحدث عنه هُنا؛ هو انتشار وباء "كورونا" في عام 2020، والذي أدى إلى إيقاف النشاط الرياضي لبعض الوقت، ثم اللعب بدون جمهور لفترة أخرى من الزمن.

    وتسبب هذا الوباء العالمي في خسائر مالية فادحة لنادي برشلونة؛ والذي كان يضم وقتها عددًا من النجوم العالميين، أصحاب الرواتب الضخمة.

    هذه الخسائر المالية دفعت برشلونة، للاستغناء تدريجيًا عن أبرز نجوم الفريق الأول - أصحاب الرواتب الضخمة -؛ وفي مقدمتهم الأسطورة ليونيل ميسي، الذي لم يستطع النادي تجديد عقده في صيف عام 2021.

    ليس هذا فقط.. لم يستطع برشلونة لسنواتٍ عديدة تلبية شروط "اللعب المالي النظيف"، بسبب الأزمة المالية الناتجة عن انتشار وباء "كورونا"؛ وهو ما جعله يفشل في التعاقد مع صفقات جديدة، تعوض الأسماء الراحلة.

    واضطر جوان لابورتا، رئيس مجلس إدارة برشلونة الحالي، إلى بيع بعض "أصول النادي"، في صيف عام 2022؛ من أجل التعاقد مع لاعبين جدد؛ حيث كان الفريق وقتها غير قادر على منافسة كبار أوروبا.

    وتعرض الفريق البرشلوني خلال السنوات التي أعقبت وباء "كورونا"، لمجموعة من الفضائح الكروية، خاصة على المستوى الأوروبي.

    المعاناة الأوروبية استمرت حتى جاء المدرب هانز فليك، لتولي منصب المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، بداية من الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ ليُعيد هيبة عملاق إسبانيا مجددًا - على الأقل حتى الآن -.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-TRAININGAFP

    تأثير مأساة كارليس مينيارو جارسيا المفاجئة

    وسط النجاحات التي يحققها نادي برشلونة، تحت قيادة مدربه هانز فليك، والعودة للمنافسة على كافة البطولات مجددًا؛ جاءت وفاة الدكتور كارليس مينيارو جارسيا - كما ذكرنا -.

    هذه الوفاة قد تؤثر على نجوم برشلونة بشكلٍ مباشر؛ حيث كان معظمهم يرتبطون بعلاقة وثيقة للغاية مع مينيارو.

    وعلى الرغم من أن مينيارو لم يكن "الطبيب الأول" في برشلونة؛ حيث كان يعمل تحت يد ريكارد برونا؛ إلا أنه كان المختص بتشخيص حالة اللاعبين وفحصهم، خلال المباريات.

    لم يتوقف الأمر هُنا.. كارليس مينيارو كان هو من يقوم بكتابة التقارير عن حالة كل لاعب، ومدى جاهزيته للمباريات "طبيًا وبدنيًا"؛ وذلك من خلال متابعة أدق تفاصيل حياتهم، حتى خارج أرضية الملعب.

    وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، أن نجوم برشلونة كانوا يثقون في مينيارو كثيرًا، ويلجأون إليه لاستشارته في بعض الأمور النفسية، المتعلقة بحياتهم الشخصية والكروية.

    أيضًا.. كان كارليس مينيارو جارسيا يرتبط بعلاقة صداقة مع عائلات نجوم برشلونة؛ وذلك من خلال إشرافه على حالتهم الصحية، وإعطائهم النصائح لحياة أفضل؛ وفقًا لنفس الصحيفة.

    لذلك.. تُعد وفاة مينيارو بمثابة "الجرح العميق" في روح الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة؛ حيث فقد اللاعبون صديقًا وشخصًا موثوقًا، قبل أن يكون فردًا من أعضاء الجهاز الطبي.

    ويأتي هذا الجرح، في وقتٍ يتصدر فيه برشلونة جدول ترتيب الدوري الإسباني، مع خوض منافسات دور الـ16 من أبطال أوروبا ونصف نهائي الكأس؛ ليبقى السؤال: "هل تكون وفاة مينيارو نقطة التحول في موسم الفريق؟!".

0