على السطح، تبدو القصة بسيطة، قررت رابطة الدوري الإسباني، تحت قيادة رئيسها خافيير تيباس، أن تخطو خطوة جريئة نحو العولمة.
تمثل القرار في نقل مباراة رسمية ضمن منافسات الدوري، تجمع بين فياريال وبرشلونة، لتقام في مدينة ميامي الأمريكية.
من منظور تجاري بحت، كانت الخطوة منطقية، فالسوق الأمريكي متعطش لكرة القدم الأوروبية، والصفقة تعد بزيادة هائلة في الإيرادات والنفوذ العالمي في صراعها الأزلي مع الدوري الإنجليزي.
لكن تيباس وإدارته، في سعيهم المحموم وراء الدولار، أغفلوا عنصراً حيوياً في المعادلة وهو كرامة اللاعبين، حيث لم تكن المشكلة في السفر إلى أمريكا، فالأندية الكبرى معتادة على الجولات الصيفية التحضيرية في مختلف قارات العالم.
كانت المشكلة أعمق من ذلك بكثير، إنها تتعلق بالإهانة والشعور بالتهميش، لقد تم اتخاذ القرار بشكل أحادي، فوق رؤوس اللاعبين، الذين اكتشفوا أنهم مجرد بضاعة يتم شحنها عبر المحيط الأطلسي لتقديم عرض ترفيهي، دون أي اعتبار للإرهاق البدني والذهني الناتج عن رحلة طويلة في منتصف موسم مضغوط، أو للتأثير السلبي على الجماهير المحلية في فياريال التي دفعت ثمن تذاكرها الموسمية لمشاهدة فريقها على أرضه، لا على شاشات التلفاز.
هذا التجاهل المتعمد كان بمثابة إعلان حرب، لقد لمس وتراً حساساً لدى جيل جديد من اللاعبين الذين يدركون قيمتهم جيداً، ليس فقط كرياضيين، بل كعلامات تجارية مؤثرة.
وهكذا، تحول الخلاف الإداري إلى تمرد منظم، تقوده رابطة اللاعبين الإسبان بدعم كامل من قادة الفرق العشرين، في مشهد تاريخي يوحد نجوم ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد في خندق واحد ضد عدو مشترك.