لهذا السبب برشلونة فريق لا يمكن أبداً شطبه من الحسابات، فلأكثر من 90 دقيقة، كانت كل كلمة كُتبت هنا عن فقدان الروح ورعب الإصابات وتبديلات الخوف صحيحة 100%، قبل أن نضطر أن نغيرها.
شاهدنا فريقاً يستحوذ ويهدد المرمى ولكن لا يسجل، ومدرباً يسحب أهم أوراقه بيدري ويامال في الدقيقة 64 ويرفع راية الاستسلام البيضاء خوفاً من الإصابات وكأنه يدير اللقاء بعقلية الطبيب لا المدرب.
لكن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، وهذا الفريق أثبت أن روحه القتالية لم تمت، بل كانت فقط في غيبوبة مؤقتة.
الشرارة التي أيقظت الوحش لم تكن الطرد، بل كانت قبله بلحظات، جاء طرد هانز فليك لاعتراضه على الوقت بدل الضائع، ربما لأنه شعر أن خطته الأخيرة تحتاج للمزيد من الوقت.
في هذه اللحظة، ورغم أن برشلونة بدا وحيداً بلا قائد فني على الخط، إلا أن التعليمات الأخيرة كانت قد صدرت بالفعل، لم يكن خروج المدرب تحريراً للاعبين، بل كان تأكيداً على أن الفريق دخل مرحلة "كل شيء أو لا شيء" بأوامر مدربه، وقرر القادة الحقيقيون داخل الملعب أن يأخذوا زمام المبادرة لتنفيذها.








