Flick Alonso GFX ai generatedGoal AR

كارثة الموسم الثاني تطرق باب فليك.. هدية الحكم لم تكن كافية وهكذا يحب ريال مدريد أن يسقط برشلونة!

بعد تعادل برشلونة مع رايو فاييكانو، لم يكن الحديث عن الأداء المميز أو القوة الهجومية هو السائد، بل سيطرت على الأجواء حالة من الإحباط والنقد الذاتي، حتى بين صفوف مشجعي النادي الكتالوني أنفسهم. 

ففي مباراة كان من المفترض أن تكون فرصة لإثبات الجدارة والانتصار بأسلوب مقنع، وجد الفريق نفسه في قلب عاصفة من الجدل التحكيمي والشكوك، وذلك بسبب سلسلة من الأخطاء الفردية والعطل التقني الذي ألقت بظلالها على النتيجة النهائية. 

هذا التقرير يحلل تفاصيل المباراة من منظور فني، ويسلط الضوء على الأخطاء التي ارتكبها لاعبو برشلونة، بالإضافة إلى الوقفة النقدية تجاه الأداء العام والظروف المحيطة بالتعادل.

  • Yamal Garcia Olmo Barcelona GFXGetty/GOAL

    تهاون ورعونة في مواجهة خصم منفتح

    دخل برشلونة المباراة بعقلية اتسمت بالتهاون المفرط، وهو ما انعكس بوضوح على أداء كافة اللاعبين داخل أرض الملعب. 

    على غير المتوقع، لم يكن هذا التراخي رد فعل على خصم متكتل دفاعيًا، فرايو فاييكانو لم يسعَ لإغلاق المساحات أو بناء جدار دفاعي أمام مرماه.

    بالعكس تمامًا، أتاح أسلوب لعب رايو المنفتح مساحات شاسعة استغلها برشلونة في بناء هجمات متعددة والوصول بسهولة إلى مناطق الخطورة.

    إلا أن هذه الفرص الثمينة تم إهدارها تباعًا بسذاجة غريبة، حيث غابت الجدية والتركيز عن اللمسة الأخيرة، وتعامل اللاعبون مع الهجمات الواعدة إما بأنانية مفرطة، من خلال محاولة التسديد في مواقف كان التمرير فيها هو الحل الأنسب، أو برعونة واضحة في اتخاذ القرار والتنفيذ، مما أضاع فرصة حسم المباراة مبكرًا رغم الظروف المواتية التي قدمها المنافس.

    لم يكن الحديث عن الفرص المهدرة مجرد انطباع عام، بل كان حقيقة وثقتها مجريات المباراة بوضوح، وبدأت سلسلة الرعونة الهجومية مبكرًا، ففي الدقيقة السابعة أطلق رافينيا تسديدة طائشة من مسافة متوسطة انحرفت بعيدًا عن المرمى لدرجة أنها كادت أن تصيب الراية الركنية.

    ومع أن الفريق كان ينجح في الوصول لمناطق الخصم، كما حدث في تسديدة داني أولمو الجيدة التي تصدى لها الحارس ببراعة في الدقيقة 26، إلا أن اللمسة الأخيرة ظلت المشكلة الأبرز، وهو ما تجلى في تمريرة رافينيا المبالغ في قوتها بالدقيقة 29 والتي أفسدت هجمة واعدة.
    الفرصة الأوضح والأكثر غرابة جاءت في الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، ففي الدقيقة 45+4، تهيأت كرة مرتدة أمام داني أولمو داخل منطقة الجزاء ليجد نفسه في مواجهة شبه مباشرة مع المرمى، لكنه أطاح بالكرة بغرابة شديدة فوق العارضة في فرصة لا يمكن تصديق إهدارها.

    هذه اللقطات الموثقة تؤكد أن برشلونة كان يملك كل مفاتيح المباراة لحسمها بسهولة، لكنه فشل مرارًا وتكرارًا بسبب غياب التركيز والدقة أمام المرمى، مما يفتح الباب حول إذا ما كان هانز فليك قد فقد أهم أسلحته كما حدث معه في موسمه الثاني مع بايرن ميونخ، وهو القدرة على تحفيز اللاعبين ومنحهم الدوافع وجعلهم في حالة التزام قصوى.

  • إعلان
  • Rayo Vallecano de Madrid v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    حينما تخذلك التكنولوجيا في دوري الكبار

    شهدت المباراة منعطفًا حاسمًا ومثيرًا للجدل تمثل في احتساب ركلة جزاء لصالح برشلونة، والتي جاء منها هدف التقدم.

    لكن لم تكن المشكلة في قرار الحكم الأولي فحسب، بل في العطل المفاجئ الذي أصاب تقنية الفيديو (VAR) في تلك اللحظة الحاسمة، مما حال دون مراجعة اللعبة التي أظهرت الإعادات التلفزيونية بوضوح أنها لا تستحق أي عقوبة. 

    أن يحدث مثل هذا الخلل التقني في دوري بحجم وقيمة الليجا الإسبانية، والذي يُصنف كأحد أفضل الدوريات في العالم، هو أمر يطرح علامات استفهام كبيرة حول الجاهزية والموثوقية. 

    هذا الخطأ لم يؤثر على نتيجة المباراة فحسب، بل ألقى بظلال من الشك على نزاهة المنافسة في لحظة لا تحتمل فيها الأندية الكبرى أي هفوات.

  • Rayo Vallecano de Madrid v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    نتيجة بطعم مرير تخسر برشلونة الصدارة

    من منظور شخصي كمشجع لبرشلونة، من المحبط أن يحصل برشلونة على نقطة وبهذه الطريقة، فالفريق الذي أهدر فرصًا سهلة وكان بإمكانه حسم اللقاء بقوته وجودة لاعبيه، لم يتمكن من الحفاظ على تقدمه، بل على العكس، كاد أن يخسر المباراة لولا مساعدة تحكيمية. 

    هذه النتيجة لا تضع الفريق في موقف محرج فحسب، بل تفقده أيضًا صدارة الدوري قبل فترة التوقف الدولي، وهو ما يزيد الضغط على اللاعبين والجهاز الفني.

    الأسوأ من ذلك، أن هذه الواقعة تمنح المنافس التقليدي، ريال مدريد، وقناته الإعلامية التي تهاجم التحكيم باستمرار، مادة دسمة وسببًا مشروعًا تمامًا هذه المرة لشن هجوم جديد. 

    فبدلًا من أن يخرج برشلونة بنقاط ثمينة، خرج بنقطة وحيدة بطعم الهزيمة، وفتح الباب على مصراعيه لانتقادات مشروعة تضر بصورة النادي وتزيد من حدة الاستقطاب والضغط على الحكام في الجولات القادمة.

  • Rayo Vallecano de Madrid v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    في النهاية، حصل برشلونة على نقطة واحدة من هذه المباراة، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل هذه النقطة تخدم مصلحة الفريق حقًا؟ على الرغم من أهمية النقاط في سباق الليجا، فإن الطريقة التي جاءت بها هذه النتيجة قد تسبب ضررًا معنويًا أكبر مما تفيده. 

    فالفريق لم يظهر بالصلابة الذهنية المطلوبة لحسم اللقاء مبكرًا، بل اعتمد على ظروف خارجية أثارت الجدل ولم تكن حتى كافية لتحقيق الفوز.

    قد تكون هذه النتيجة بمثابة جرس إنذار للفريق لإعادة ترتيب أوراقه، وتجنب التهاون في المباريات القادمة، والتركيز على تقديم أداء مقنع لا يترك مجالًا للشك أو النقد، فموسم الليجا لا يزال طويلًا ومليئًا بالتحديات التي لا تحتمل هفوات مثل هذه.