Barcelona HIC 2-1GOAL

برشلونة وسيلتا فيجو | من هنا يبدأ طريق الثلاثية.. ولابد من حل في الصيف!

في مباراة مجنونة حبست الأنفاس حتى الثواني الأخيرة، تمكن برشلونة من تحقيق فوز دراماتيكي على سيلتا فيجو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.

على أرضية الملعب، بدأت الأمور بشكل جيد للفريق الكتالوني الذي افتتح التسجيل مبكرًا ليتقدم بهدف نظيف. لكن سرعان ما انقلبت الموازين لصالح سيلتا فيجو الذي رد بقوة وسجل ثلاثة أهداف ليجد برشلونة نفسه متأخرًا بنتيجة 3-1 ومعقدًا موقفه في اللقاء.

وفي الدقائق الخمس والعشرين الأخيرة، شن برشلونة هجومًا ضاريًا وتمكن لاعبوه من تسجيل ثلاثة أهداف متتالية ليقلبوا الطاولة على الفريق الضيف ويخطفوا فوزًا ثمينًا ومثيرًا وسط فرحة عارمة لجماهير البلوجرانا.

ماذا حدث في هذا اللقاء وكيف انتهى بتلك النتيجة؟ هذا ما نستعرضه فيما يلي:

  • تير شتيجن السبب!

    تصرف فويتشيك شتشيسني في الهدف الأول الذي سجله سيلتا فيجو في الشوط الأول ضد برشلونة كان غريبًا، فقد خرج من مرماه بشكل غير ضروري في كرة عرضية، وفشل في الوصول لها ومنع هذا اللاعب باو كوبارسي من إبعادها لتصل إلى بورخا إغليسياس الذي سجل الهدف، هذا الخطأ كلّف برشلونة هدفًا وكان من الممكن تفاديه بتمركز أفضل أو قرار أبسط بالبقاء على الخط.

    يأتي هذا الخطأ في وقت يقترب فيه الحارس الأساسي لبرشلونة، مارك أندريه تير شتيجن، من العودة بعد إصابته، تير شتيجن عاد بالفعل للتدريبات الفردية والجماعية مؤخرًا، وتشير التقارير إلى أن عودته للمشاركة في المباريات قد تكون في وقت مبكر من شهر مايو المقبل، وتحديدًا أشارت بعض التكهنات إلى مباراة ريال بلد الوليد يوم 4 مايو كاحتمال لعودته.

    من الممكن أن يؤثر قرب عودة تير شتيجن من الإصابة على شتشيسني نفسيًا في برشلونة، فمع اقتراب عودة الحارس الأساسي للفريق بعد غياب طويل، يزداد الضغط على الحارس الحالي لإثبات نفسه والحفاظ على مكانه.

    قد يشعر شتشيسني بأن أي خطأ يمكن أن يعجل بعودته إلى دكة البدلاء، وهذا الضغط النفسي قد يؤثر على تركيزه واتخاذ قراراته خلال المباريات، مثل الخروج غير المبرر من المرمى الذي حدث في لقطة هدف سيلتا فيجو.

    المنافسة على المراكز الأساسية في الأندية الكبرى تكون شديدة دائمًا، وعودة لاعب بحجم تير شتيجن يمكن أن تخلق حالة من عدم اليقين وتؤثر على الحالة الذهنية للحارس الذي يشارك حاليًا كأساسي.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-CELTA VIGOAFP

    كوندي لم يركض في الملعب ولا في الشارع

    ظهر المدافع الفرنسي جول كوندي بمستوى باهت في مباراة سيلتا فيجو، وبدا عليه الإرهاق بشكل واضح.

    لم يكن اللاعب في أفضل حالاته الفنية والبدنية، وشهدت المباراة بعض اللقطات التي عكست حاجته للراحة، خاصة مع المجهود الكبير الذي بذله طوال الموسم والمباريات المتتالية التي شارك فيها كأساسي.

    هذا الأداء يؤكد على أن الإرهاق البدني بدأ ينال من اللاعب ويؤثر على تركيزه وقدرته على تقديم المستوى المعهود منه.

    هذا التعب والإرهاق الذي يعاني منه كوندي يمكن ربطه بتصريحات المدرب هانز فليك الأخيرة بخصوص جاهزية اللاعبين وتحميلهم البدني.

    فليك كان قد صرح، في سياق الحديث عن حالة اللاعبين وإدارة المجهود البدني، بأنه يفضل أن يركض اللاعب وهو يشارك أساسيًا في المباريات ويقدم الإضافة الفنية والتكتيكية للفريق، على أن يركض في "الشارع" خارج إطار المباريات الرسمية والتدريبات الموجهة دون هدف واضح أو فائدة مباشرة للفريق في المنافسات.

    تصريح فليك يعكس فلسفته في الاعتماد على اللاعبين الجاهزين بدنيًا ومنحهم الدقائق في المباريات طالما كانوا قادرين على العطاء، معتبرًا أن المشاركة الفعالة في اللعب هي أفضل طريقة للحفاظ على لياقة اللاعب وحدته.

    ومع ذلك، فإن حالة الإرهاق التي ظهرت على كوندي في مباراة سيلتا فيجو تسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه المدرب في الموازنة بين إشراك اللاعبين الأساسيين باستمرار، خاصة الذين يتمتعون بلياقة عالية ورغبة في اللعب مثل كوندي الذي أشار فليك نفسه إلى أنه حتى عند إراحته يسعى للجري والحفاظ على لياقته بشكل فردي، وبين ضرورة منحهم قسطًا كافيًا من الراحة لتجنب الإرهاق الشديد وتراجع المستوى أو التعرض للإصابات في المراحل الحاسمة من الموسم.

    ففي الوقت الذي يفضل فيه فليك رؤية لاعبيه يركضون ويقدمون أقصى ما لديهم داخل الملعب وفي سياق تنافسي، فإن علامات الإرهاق على لاعب مثل كوندي تشير إلى أن هناك حدًا للمجهود البدني الذي يمكن للاعب تحمله قبل أن يؤثر ذلك سلبًا على أدائه، بغض النظر عن رغبته الشخصية في اللعب أو فلسفة المدرب في التحميل البدني.

    هذا يضع تحديًا أمام الجهاز الفني لتحديد الوقت المناسب لإراحة اللاعبين الرئيسيين لضمان جاهزيتهم الكاملة للمباريات الأكثر أهمية.

  • مشكلة جيرارد مارتين

    أثار أداء جيرارد مارتين في المباريات الأخيرة لبرشلونة، بما في ذلك مباراة سيلتا فيجو، بعض التحفظات والانتقادات، ففي ظل غياب الظهير الأيسر الأساسي أليخاندرو بالدي بسبب الإصابة، تم الاعتماد على مارتين لملء هذا المركز.

    ورغم أن بعض التقييمات تشير إلى أنه يقدم أداءً "صلبًا دفاعيًا" في بعض الأحيان ويلعب بأمان، إلا أن هناك ملاحظات واضحة حول افتقاده للقدرات الهجومية والديناميكية التي يتمتع بها بالدي على الجبهة اليسرى.

    الأخطر من ذلك هو وضوح أن الفرق المنافسة بدأت تركز هجماتها بشكل أكبر على الجبهة التي يشغلها جيرارد مارتين، حيث يستغل الخصوم افتقاده للسرعة الهجومية والقدرة على التقدم بفعالية لإجبار برشلونة على اللعب بشكل أعرض في تلك الجبهة، مما قد يخلق مساحات خلفه يمكن استغلالها.

    هذا التركيز من قبل المنافسين يشكل تحذيرًا واضحًا من استمرار إشراكه أساسيًا دون توفير الدعم اللازم له أو إيجاد حلول تكتيكية للحد من خطورة هذه الجبهة.

    ومع ذلك، يجد المدرب هانز فليك نفسه في موقف صعب ولا يمتلك حلولًا أخرى مثالية في الوقت الراهن. إصابة أليخاندرو بالدي والتي تعني أن خيارات فليك في مركز الظهير الأيسر محدودة للغاية.

    فبالإضافة إلى مارتين، لا يوجد خيار طبيعي آخر في الفريق الأول يمتلك نفس خصائص بالدي الهجومية والدفاعية، والبدائل المتاحة قد لا تحظى بثقة المدرب الكاملة للمشاركة بصفة أساسية في المباريات الهامة.

    لذلك، فرغم الانتقادات الموجهة لأداء جيرارد مارتين والمخاطر التكتيكية التي يفرضها تركيز الخصوم على جبهته، فإن استمراره في التشكيلة الأساسية يبدو أمرًا حتميًا في ظل غياب أليخاندرو بالدي وعدم توفر بدائل جاهزة ومناسبة تلبي متطلبات المركز في خطط فليك الفنية. هذا الوضع يضع ضغطًا إضافيًا على الخط الخلفي لبرشلونة ويتطلب يقظة وتغطية أكبر من اللاعبين المجاورين لمارتين للحد من استغلال نقاط الضعف المحتملة في جبهته اليسرى.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Hansi FlickGetty Images

    ورطة برشلونة الكبرى

    يواجه برشلونة صعوبة واضحة في المنافسة بقوة على جميع البطولات هذا الموسم بسبب اعتماده بشكل كبير على قوام أساسي لا يتجاوز 13 أو 14 لاعبًا يتم التناوب بينهم بصفة مستمرة.

    هذا الاعتماد على عدد محدود من اللاعبين يؤدي إلى إرهاقهم البدني والذهني مع توالي المباريات على جبهات متعددة مثل الدوري الإسباني، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا.

    ينتج عن هذا الضغط البدني المتزايد على نفس المجموعة من اللاعبين تزايد احتمالية تعرضهم للإصابات، كما يؤثر على مستواهم الفني حيث يظهر الإرهاق عليهم بوضوح في بعض الفترات والمباريات، مثلما لوحظ على جول كوندي مؤخرًا.

    هذا النقص في عمق التشكيلة يعني أن أي إصابة لأحد اللاعبين الأساسيين تشكل ضربة قوية للفريق وتحد من خيارات المدرب بشكل كبير، مما يضطره أحيانًا للاعتماد على لاعبين شباب قد لا يكونون على نفس مستوى الخبرة أو الجاهزية الكاملة للمشاركة باستمرار في المباريات الكبرى، أو إعادة توظيف لاعبين في مراكز غير مراكزهم الأساسية.

    يحتاج برشلونة بشدة إلى معالجة هذه المشكلة ووضع عمق أكبر في التشكيلة للمواسم القادمة ليكون قادرًا على المنافسة بأريحية أكبر على كافة الألقاب.

    يمكن تحقيق ذلك من خلال مسارين رئيسيين:

    إبرام صفقات جديدة في فترة الانتقالات الصيفية: يتطلب الفريق تدعيم صفوفه بلاعبين ذوي جودة عالية في المراكز التي تعاني من نقص في البدائل المميزة لزيادة الخيارات المتاحة للمدرب وتقليل الضغط على اللاعبين الأساسيين، وتشير بعض التقارير إلى أن النادي يخطط لتعزيز خطي الوسط والدفاع بشكل أساسي في الصيف المقبل.

    إخراج بعض المواهب الشابة من الفئات السنية الأصغر: يمتلك برشلونة أكاديمية لاماسيا الغنية بالمواهب، ويمكن أن يكون تصعيد بعض اللاعبين الشباب الواعدين ومنحهم الفرصة للمشاركة تدريجيًا مع الفريق الأول حلاً مستدامًا لزيادة عمق التشكيلة وتوفير بدائل إضافية، مع الأخذ في الاعتبار أن عملية دمج اللاعبين الشباب تحتاج إلى تخطيط ودعم لضمان تطورهم ونجاحهم.

  • عقلية جديدة

    أظهر برشلونة مرونة وقوة ذهنية ملفتة في إحدى المباريات الأخيرة، حيث نجح في العودة بامتياز بعد التأخر بهدفين. في هذا اللقاء المثير، وجد الفريق الكتالوني نفسه متأخرًا بنتيجة 1-3، وهي وضعية صعبة للغاية على أرضه.

    ومع ذلك، لم يستسلم اللاعبون، بل أظهروا رد فعل قويًا وسريعًا. تمكن الفريق من تسجيل هدفين متتاليين في فترة وجيزة، ليعادل النتيجة ويعيد نفسه بقوة إلى أجواء اللقاء ويسمح لنفسه بتسجيل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء.

    هذه العودة السريعة عكست الإصرار والعزيمة لدى اللاعبين والرغبة في القتال حتى النهاية، وبرهنت على العقلية الجديدة التي أصبح الفريق يمتلكها.

  • FC Barcelona v RC Celta de Vigo - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    انتهت لعنة رافينيا

    شهدت الفترة التي تلت التوقف الدولي وعودة اللاعبين من المشاركة مع منتخباتهم تراجعًا في مستوى الجناح البرازيلي رافينيا.

    هذا التراجع تزامن بشكل لافت مع التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها قبل مباراة منتخب بلاده ضد الأرجنتين، وتعهد خلالها بالفوز، والتي تلاها خسارة قاسية للبرازيل بنتيجة 4-1.

    بدا أن هذه التصريحات والنتيجة الثقيلة تركت أثرًا سلبيًا على رافينيا، حيث لم يظهر بمستواه المعهود في المباريات التي تلت ذلك التوقف مباشرة، وبدا متأثرًا بالضغط والانتقادات.

    ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ رافينيا يستعيد بريقه تدريجيًا، وتُوج عودته للمستوى بتسجيل هدفين هامين، هذان الهدفان لم يأتيا فقط ليؤكدا استعادة اللاعب لحسه التهديفي وثقته بنفسه، بل ساهما بشكل مباشر في تحقيق نتيجة إيجابية للفريق.

    هذه العودة في التهديف والأداء تشير إلى أن رافينيا تمكن من تجاوز الضغط النفسي وتأثير ما حدث بعد التوقف الدولي، ليعود ليقدم الإضافة الهجومية المطلوبة منه في مرحلة حاسمة من الموسم.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-CELTA VIGOAFP

    بيت القصيد

    في ختام هذا التقرير يكمن بيت القصيد في الأهمية الحاسمة للفوز الأخير الذي حققه برشلونة، في ظل المنافسة الشديدة على لقب الدوري الإسباني، كان الحصول على النقاط الثلاث في غاية الأهمية للإبقاء على فارق النقاط مع الغريم التقليدي ريال مدريد.

    كل نقطة أصبحت تعني الكثير في هذه المرحلة المتقدمة من الموسم، وأي تعثر لبرشلونة كان سيمنح ريال مدريد أفضلية كبيرة لتقليص الفارق أو حتى تجاوزه.

    إن نجاح برشلونة في تحقيق الفوز قبل خوض ريال مدريد مباراته الهامة ضد أتلتيك بيلباو مساء الأحد، يضع ضغطًا مباشرًا على الفريق الملكي.

    أصبح ريال مدريد مطالبًا بالفوز بدوره للحفاظ على آماله في المنافسة على اللقب وعدم السماح لبرشلونة بالابتعاد في الصدارة.

    وبالتالي، فإن نتيجة مباراة برشلونة لم تكن مجرد إضافة ثلاث نقاط إلى رصيده، بل كانت أيضًا خطوة استراتيجية مهمة في صراع اللقب، تحمل في طياتها رسالة تحدٍ وضغط لريال مدريد قبل مباراتهم المقبلة.

0