ظهر المدافع الفرنسي جول كوندي بمستوى باهت في مباراة سيلتا فيجو، وبدا عليه الإرهاق بشكل واضح.
لم يكن اللاعب في أفضل حالاته الفنية والبدنية، وشهدت المباراة بعض اللقطات التي عكست حاجته للراحة، خاصة مع المجهود الكبير الذي بذله طوال الموسم والمباريات المتتالية التي شارك فيها كأساسي.
هذا الأداء يؤكد على أن الإرهاق البدني بدأ ينال من اللاعب ويؤثر على تركيزه وقدرته على تقديم المستوى المعهود منه.
هذا التعب والإرهاق الذي يعاني منه كوندي يمكن ربطه بتصريحات المدرب هانز فليك الأخيرة بخصوص جاهزية اللاعبين وتحميلهم البدني.
فليك كان قد صرح، في سياق الحديث عن حالة اللاعبين وإدارة المجهود البدني، بأنه يفضل أن يركض اللاعب وهو يشارك أساسيًا في المباريات ويقدم الإضافة الفنية والتكتيكية للفريق، على أن يركض في "الشارع" خارج إطار المباريات الرسمية والتدريبات الموجهة دون هدف واضح أو فائدة مباشرة للفريق في المنافسات.
تصريح فليك يعكس فلسفته في الاعتماد على اللاعبين الجاهزين بدنيًا ومنحهم الدقائق في المباريات طالما كانوا قادرين على العطاء، معتبرًا أن المشاركة الفعالة في اللعب هي أفضل طريقة للحفاظ على لياقة اللاعب وحدته.
ومع ذلك، فإن حالة الإرهاق التي ظهرت على كوندي في مباراة سيلتا فيجو تسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه المدرب في الموازنة بين إشراك اللاعبين الأساسيين باستمرار، خاصة الذين يتمتعون بلياقة عالية ورغبة في اللعب مثل كوندي الذي أشار فليك نفسه إلى أنه حتى عند إراحته يسعى للجري والحفاظ على لياقته بشكل فردي، وبين ضرورة منحهم قسطًا كافيًا من الراحة لتجنب الإرهاق الشديد وتراجع المستوى أو التعرض للإصابات في المراحل الحاسمة من الموسم.
ففي الوقت الذي يفضل فيه فليك رؤية لاعبيه يركضون ويقدمون أقصى ما لديهم داخل الملعب وفي سياق تنافسي، فإن علامات الإرهاق على لاعب مثل كوندي تشير إلى أن هناك حدًا للمجهود البدني الذي يمكن للاعب تحمله قبل أن يؤثر ذلك سلبًا على أدائه، بغض النظر عن رغبته الشخصية في اللعب أو فلسفة المدرب في التحميل البدني.
هذا يضع تحديًا أمام الجهاز الفني لتحديد الوقت المناسب لإراحة اللاعبين الرئيسيين لضمان جاهزيتهم الكاملة للمباريات الأكثر أهمية.