برشلونة وبلد الوليد | سحر هانسي فليك الحلال يضع ريال مدريد في ورطة.. وكيف فكرتم في بيع رافينيا؟!

كنا نكتب عن تحرك روبرت ليفاندوفسكي في الهدف الأول الخاص برافينيا ومنحه البرازيلي فرصة التواجد في العمق بعدما شتت الدفاعات فوجدنا البولندي يسجل الهدف الثاني بتحرك رائع في ظهر الدفاع طلب فيه الكرة من حاملها لامين يامال واستلمها بشكل مثالي قبل أن يودعها في الشباك ببراعة.

لعب ليفاندوفسكي أدورًا مذهلة في الشوط الأول، مسجلًا الهدف الثاني ومتسببًا في الهدف الأول بتحرك أكثر من رائع.

حتى الهدف الثالث الذي سجله جول كوندي صادف أن ليفاندوفسكي تناقش معه في التمركز داخل منطقة الجزاء قبل الركلة الركنية التي سبقت تلك التي جاء منها ثالث الأهداف، ثم صنع الهدف الرابع.

كانت بداية داني أولمو في تلك المباراة مثالية مع برشلونة، وكان ينقصه القليل من التوفيق فقط حتى يستطيع أن يترجم ذلك الأداء الرائع.

ضرب أولمو القائم مرتين في الشوط الأول فقط، وكان مذهلًا في عملية صناعة اللعب، مقدمًا تمريرات بطول وعرض الملعب، وكانت له أكثر من فرصة أيضًا في الشوط الثاني.

وكان من البديهي والمنطقي أن يحصل على مكافأة من القدر في نهاية المطاف وأن يسجل هدفًا باسمه في أول ظهور كامل مع برشلونة.

حتى الآن استطاع هانسي فليك أن يظهر قدرته على تقديم حلول متنوعة في الهجوم لفريقه، من لعب الكرات العرضية للاختراق من العمق للتسديدات من خارج منطقة الجزاء.

جميع نجوم برشلونة يشاركون في ذلك الأداء الرائع وهذا هو الأهم فالجميع مشمول في المنظومة الجديدة لهانسي فليك.

ليفاندوفسكي أصبح أول من يسجل أربعة أهداف في أول أربع مباريات لبرشلونة منذ ميسي في 2019-19، ولامين يامال الذي صنع هدف ليفاندوفسكي وصل إلى المساهمة رقم 14 في أول 42 مباراة بالدوري الإسباني، وهو أكبر عدد يصل له أي لاعب قبل عامه الـ 18.

كذلك أصبح فليك هو أول مدرب لبرشلونة يفوز بأول أربع مباريات بالدوري الإسباني منذ إرنستو فالفيردي في 2017-18.

كل ما يقوم به برشلونة في الوقت الحالي يضع ضغطًا غير مسبوقًا على ريال مدريد بهذا الموسم، بالأخص مع البداية الغريبة للنادي الملكي في الدوري الإسباني.

وصل فارق النقاط إلى سبع نقاط في ظرف أربع جولات فقط، ولا يزال أمام الملكي بالطبع فرصة لتقليص هذا الفارق ولكن الضغط لفعل ذلك مهول.

بالأخص في ظل المشاكل التي يعاني منها الملكي من التأقلم وسوء التفاهم بين النجم الجديد كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور وإصابة جود بيلينجهام، وغياب الحلول تمامًا من قبل المدرب كارلو أنشيلوتي.

نجح برشلونة في صناعة خطورة كبيرة على مرمى بلد الوليد، بعشر فرص للتسجيل في الشوط الأول وحده وتلك علامة مطمئنة أن النادي الكتالوني يعرف الطريق إلى صناعة الفرص.

لكن كم الفرص المهدرة نفسه قد يقلق الجماهير، ففي الشوط الثاني وحده وفي ظرف ثلاث دقائق أهدر ليفاندوفسكي وداني أولمو ورافينيا ثلاثة أهداف متتالية بشكل غريب.

يبدو أن البرازيلي رافينيا كان ينتظر فرصة لتغيير مركزه أو إيجاد حلول تكتيكية مختلفة عن تلك التي كان يملكها تشافي هيرنانديز لينفجر بهذا الشكل.

من يشاهد أداء البرازيلي في هذا الموسم يستعجب كيف كان برشلونة سيقوم ببيعه في الصيف؟ وكيف يمكن أن تضغط الإدارة من أجل رحيل ذلك اللاعب.

نجح رافينيا في تسجيل أول هاتريك في حياته ضد بلد الوليد، لكن الأمر لا يتعلق بالهاتريك نفسه وإنما بالأداء الرائع للبرازيلي الذي أصبح يتحرك بشكل مذهل دون كرة ويمنح فريقه حلولًا كان يفتقدها على الجانب الأيسر طيلة السنوات الماضية.

السؤال الحقيقي كيف قام مدرب البرازيل باتخاذ ذلك القرار الغريب باستبعاد رافينيا من قائمة التوقف الدولي القادمة؟ حتى وإن كان موقوفًا لمدة مباراة!

برشلونة نجح في الخروج بالعلامة الكاملة قبل أول توقف دولي، وهذا هام للغاية لثقة الفريق، حتى لو كانت المباريات أمام فرق ضعيفة وهي لم تكن كذلك أبدًا فاللعب ضد فالنسيا في ميستايا والفوز على بيلباو بكل نجومه وتخطي العنيد رايو فاييكانو في ملعب فاييكاس قبل حسم مواجهة بلد الوليد من الشوط الأول لا يمكن أن يكون سهلًا في نهاية المطاف.

لكن على الرغم من ذلك حقق برشلونة المطلوب وقدم مباريات رائعة فيها بعض النواقص بالطبع سيعمل فليك على إصلاحها، لكن في نهاية المطاف يمكن لجماهير الفريق الكتالوني أن تنام سعيدة لعدة أسابيع على قمة ترتيب الدوري الإسباني.