Barcelona Atletico MadridGetty Images/GOAL

برشلونة وأتلتيكو مدريد .. مباراة بلاي ستيشن على أرض الواقع و"شبح سورلوث" يدمر فلسفة فليك!

شوطان من المتعة الخالصة في كرة القدم، أحدهما جاء لنا من ألعاب "البلاي ستيشن"، قبل أن نعود إلى أرض الواقع لنرى بداية مملة للشوط الثاني إلى حد كبير قبل ظهور المتعة من جديد في آخر ربع ساعة.

وسط احتفاء من جماهير برشلونة واستعداد للإجهاز على الغريم المدريدي، مثلما حدث مع جاره مرتين هذا الموسم، كانت المفاجأة بشكل مختلف تمامًا لفريق المدرب دييجو سيميوني.

الأرجنتيني لم يُدافع ويغلق المساحات في البداية، بل هاجم وسجل ثنائية مبكرة للغاية عن طريق خوليان ألفاريز وأنطوان جريزمان، قبل أن يأتي الرد القاسي برباعية من بيدري وباو كوبارسي وإينيجو مارتينيز وروبرت ليفاندوفسكي.

سيميوني لم ييأس، وعاد في الوقت القاتل بثنائية لماركوس يورينتي وألكساندر سورلوث، الذي يبدو أنه أصبح الشبح الذي تفنن في مطاردة الفريق الكتالوني وقتل فرحته هذا الموسم.

هذه النتيجة "4/4" رسمت لنا واحدة من أمتع مباريات الموسم بشكل عام، ولكنها لم تحسم المتأهل إلى نهائي كأس الملك، لتصبح كل الاحتمالات مفتوحة قبل لقاء العودة في معقل أتلتيكو!

  • BarcelonaGetty

    عفوًا فليك .. فلسفتك لا تصلح

    منذ قدوم هانز فليك إلى برشلونة، وكانت الأمور واضحة، أن الألماني يعتمد على الكثافة الهجومية والاكتساح التهديفي، حتى وإن كلفه ذلك مساحات شاسعة في خط دفاعه.

    الفريق لا يضيع الكثير من الوقت لـ"جس النبض" ومحاولة استكشاف خطوط الخصم، وهو ما كلفه اليوم تلقي ثنائية عن طريق خوليان ألفاريز بمجهود مميز وأنطوان جريزمان من صناعة ألفاريز نفسه.

    ولكن الغريب هنا أن فليك يؤمن أنه يمكنه التعويض مهما كانت النتيجة، ويستطيع العودة من "اللاشيء" مثلما فعل أمام بنفيكا في دوري أبطال أوروبا، عندما كان متأخرًا بثنائية ليعود للفوز 5/4 على ملعب الفريق البرتغالي في دوري أبطال أوروبا.

    فليك لا يهتم كثيرًا بدفاعه، وهذا ما كلفه الانتصار الليلة، لأنه لم يهتم بإغلاق المساحات عندما كان فريقه متقدمًا 4/2، بل واصل الهجوم وحاول زيادة الرصيد من الأهداف، رغم أن هذه النتيجة كانت كافية جدًا للوصول إلى المباراة النهائية.

    ولأن سيميوني ليس الخصم السهل الذي يستسلم بسهولة، عاد الفريق وكثف محاولاته في الربع ساعة الأخيرة، وسجل هدفًا عن طريق ماركوس يورينتي في الدقيقة 84.

    وعندما كانت النتيجة تتجه نحو فوز "غير مقنع"، أصبحت الأمور أكثر صعوبة على برشلونة، بتسجيل ألكساندر سورلوث هدف التعادل القاتل في الوقت بدل الضائع.

    هذا المشهد يذكرنا كثيرًا بما حدث في الدوري الإسباني هذا الموسم، البطل كان سورلوث أيضًا، عندما سجل هدف الفوز في الدقيقة 96 من المباراة التي انتهت بفوز أتلتيكو 2/1.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Atletico de Madrid - Copa del ReyGetty Images Sport

    ما هذه التغييرات؟

    هانز فليك كان محقًا في إخراج فيران توريس، لأن الإسباني أهدر على برشلونة فرصة التسجيل مرتين من انفرادين، ليأتي بدلًا منه روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل من أول فرصة أتيحت له.

    داني أولمو كذلك مستواه كان بمثابة علامة الاستفهام الليلة، وكان أحد أسوأ لاعبي المباراة بالمشاركة مع توريس، ودخول جافي كان قرارًا سليمًا، ولكن ما حدث بعدها تسبب في كارثة.

    غرور فليك دفعه لإخراج بيدري ورافينيا، وإدخال كل من فيرمين لوبيز وإريك جارسيا بدلًا منهما، لتنقلب الأمور تمامًا ويعود أتلتيكو بصورة لم يتوقعها أسوأ المتشائمين من جماهير برشلونة.

    هل اطمأن للنتيجة؟ هل أراد إراحة الثنائي قبل مواجهة ريال سوسييداد يوم الأحد القادم في الدوري الإسباني؟ على كل حال القرار كان خاطئًا ومنح أتلتيكو فرصة العودة إلى المباراة.

    المدرب الألماني كانت أمامه فرصة تاريخية للاقتراب من النهائي، وكان على بعد 5 دقائق فقط، ولكن إهماله وسوء تقديره في إدارة المباراة، تسبب في تحويل الريمونتادا إلى تعادل كارثي ترك جميع لاعبي الفريق في صدمة عقب صافرة النهاية.

  • FBL-ESP-CUP-BARCELONA-ATLETICO MADRIDAFP

    رسالة إلى جوارديولا .. هل شاهدت خوليان ألفاريز؟

    في الوقت الذي يعاني فيه مانشستر سيتي من كافة النواحي هذا الموسم، يجب التطرق إلى خوليان ألفاريز - المهاجم الأرجنتيني الذي تخلى عنه بيب جوارديولا الصيف الماضي إلى أتلتيكو مدريد.

    بيب ظن أن ألفاريز كان فائضًا عن حاجة سيتي، لذلك أرسله إلى إسبانيا مقابل الحصول على 75 مليون يورو مع بعض الإضافات، ليصبح إرلينج هالاند وحيدًا في خط الهجوم.

    مانشستر سيتي تدارك الخطأ وتعاقد مع عمر مرموش بحوالي 80 مليون يورو في يناير، ومع كامل الاحترام للدولي المصري وأرقامه مع آينتراخت فرانكفورت، وحتى الهاتريك الذي سجله في نيوكاسل، بيب كان عليه منح الثقة لألفاريز بدلًا من بيعه.

    صاحب الـ25 سنة يعتبر من أنجح الصفقات هذا الموسم، بعدما سجل 20 هدفًا وصنع 5 في كل البطولات حتى الآن، وكان أحد أبرز نجوم هذه المباراة بل يأتي في المركز الثاني خلف رافينيا.

    ألفاريز سجل وصنع وأرهق دفاعات برشلونة بسرعته ومهارته وفعاليته، أشياء يفتقدها جوارديولا مع سيتي ولو شاهد قمة الليلة سيشعر بالمزيد من الحسرة على رحيله!

  • FC Barcelona v Atletico de Madrid - Copa del ReyGetty Images Sport

    الجبهة اليمنى .. نعمة ونقمة في نفس الوقت

    تعتبر الجبهة اليمنى لبرشلونة من أكثر الأشياء المحيرة للفريق الكتالوني وعشاقه مع المدرب هانز فليك هذا الموسم، لأن الفريق يسجل من خلالها الكثير من الأهداف ويستقبل أيضًا.

    كوندي تألق وكون ثنائية مبهرة مع لامين يامال خاصة في الهدف الأول الذي صنعه المدافع الفرنسي لزميله بيدري في الدقيقة 19، ولكنه أيضًا تسبب في خطورة هائلة على مرمى فريقه.

    الهجمة المرتدة التي جاء منها هدف أنطوان جريزمان جاءت من جبهة كوندي، والهدف الرابع أيضًا تم تسجيله من خلفه، وحتى الهدف الأول تم إحرازه من ناحيته من سوء تغطية، بالإضافة للعديد من اللقطات الأخرى التي كانت ستؤدي إلى هزيمة برشلونة.

    المدافع الفرنسي أصبحت بمثابة اللغز، لأنه قدم صورة هجومية ممتازة بانطلاقاته وتفاهمه مع يامال، وفي الوقت ذاته ظهرت "شوارع" في دفاعات برشلونة بسببه في الشوط الأول وآخر ربع ساعة من المباراة.

    ما فعله كوندي هجوميًا يجعله من نجوم اللقاء، ولكن مستواه الدفاعي يضعه من ضمن الأسوأ بلا منازع، ليأتي السؤال هنا، هل حان الوقت لفليك من أجل تغيير توليفته الدفاعية المُكونة من إينيجو مارتينيز وباو كوبارسي وأليخاندرو بالدي وكوندي؟ رباعية أتلتيكو تمنحنا الإجابة النموذجية!