GOAL ONLY Barcelona gfxGoal AR

ثلاثية بطعم القلق: فوز برشلونة لا يرضي الغرور.. والقائم والعارضة أهم من كوندي وأراوخو!

حقق برشلونة فوزًا متوقعًا على الورق، ومطلوبًا بشدة على أرض الواقع، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ضد ضيفه إلتشي على ملعب مونتجويك. 

لكن الأرقام في هذه الليلة خدعت الحضور الجماهيري، لم يكن هذا الفوز مصالحة للجماهير بعد سلسلة من التذبذبات، بل كان مجرد تأدية واجب أمام فريق عنيد، كاد أن يخرج بنتيجة مختلفة تمامًا لولا سوء طالع مهاجمه، وبراعة مدربه الذي كاد أن يقتصّ لماضيه في النادي الكتالوني.

كشفت المباراة عن تناقض صارخ في جسد الفريق الذي يحاول هانزي فليك اعادة احيائه: حيوية هجومية ملحوظة يقودها الشباب، وهشاشة دفاعية مقلقة تضرب أهم أعمدة الفريق، وتحديدًا الثنائي جول كوندي ورونالد أراوخو.

  • pedri(C)GettyImages

    غياب بيدري، وحيوية فيرمين لوبيز

    في ظل غياب العقل المبدع بيدري بعد اصابته في الكلاسيكو، كان السؤال الأكبر هو كيف سيعوض برشلونة هذا الفراغ في صناعة اللعب.

     الإجابة جاءت، كما جرت العادة مؤخرًا، من أقدام فيرمين لوبيز، لم يكن فيرمين مجرد لاعب وسط يملأ خانة، بل كان المحرك الحقيقي لغالبية هجمات برشلونة في الفترة التي قضاها على أرض الملعب قبل استبداله في الدقيقة 66.

    الأرقام وحدها لا تكفي لوصف تأثيره، لكنها ترسم جزءًا من الصورة، فقبل خروجه، كان فيرمين هو من كسر جمود المباراة بتمريرة حاسمة في الدقيقة 11 لزميله فيران توريس، ليمنح الفريق الهدف الثاني والآمان المؤقت.

    لم يكتفِ بذلك، بل كان شعلة نشاط لا تهدأ، حاول التسديد في مناسبتين، وقدم ثلاث تمريرات مفتاحية لزملائه، وصنع فرصتين كبيرتين للتسجيل.

    لكن الأهم، هو أنه صنع الهدف الثالث في الدقيقة 61، وتمريرته الطويلة المتقنة إلى ماركوس راشفورد لم تكن مجرد تمريرة، بل كانت رؤية واضحة لحركة زميله، وضعت الإنجليزي في موقف مثالي لإنهاء الهجمة.

    لقد أثبت فيرمين أنه اللاعب القادر على تقديم الحلول الرأسية والأفقية في الثلث الأخير، معوضًا بذلك جزءًا كبيرًا من الفراغ الإبداعي الذي تركه غياب بيدري، رغم أن نجم الوسط المصاب كان هناك شعورًا واضحًا بافتقاده في الكثير من أوقات المباراة الأخرى.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Elche CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    راشفورد: النقطة المضيئة والمنقذ

    إلى جانب فيرمين، كان ماركوس راشفورد هو النجم الأبرز في اللقاء، منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن الإنجليزي المعار يعيش حالة من الثقة، كان يتحرك في كل أرجاء الهجوم، ويسدد من أقل الفرص.

    في الدقيقة 35، أطلق تسديدة مرت بجوار القائم بقليل، وفي الدقيقة 38، توغل داخل المنطقة لكن تسديدته ارتطمت بالدفاع، حتى مع بداية الشوط الثاني، كان هو المبادر، فسدد كرة خطيرة مرت بجوار القائم في الدقيقة 46، قبل أن يلغى له هدف في الدقيقة 52 بداعي التسلل.

    كانت كل هذه المحاولات بمثابة مقدمة للحظة الحاسمة في الدقيقة 61، بعد تمريرة فيرمين لوبيز، استلم راشفورد الكرة على حافة المنطقة، وأطلق تسديدة رائعة ارتطمت بالعارضة وسكنت الشباك، معلنةً عن الهدف الثالث، هذا الهدف كان بمثابة رصاصة الرحمة التي قتلت آمال إلتشي في العودة، وأعاد الفارق إلى هدفين بعد أن كان إلتشي يضغط بقوة.

    بإجمالي ست تسديدات خلال 74 دقيقة، كان راشفورد هو مصدر الإزعاج الأول لدفاع إلتشي، صحيح أنه أهدر فرصة كبيرة وفقد الاستحواذ في 16 مناسبة، لكن إيجابياته طغت تمامًا على سلبياته، وكان خروجه في الدقيقة 74 ليحل محله ليفاندوفسكي بمثابة مكافأة مستحقة للاعب قدم كل ما لديه.

  • FC Barcelona v Elche CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    ثغرة النجوم: السقوط الدفاعي لكوندي وأراوخو

    في المقابل، وعلى النقيض تمامًا من التألق الهجومي، كان الأداء الدفاعي لبرشلونة، وتحديدًا من قلب الدفاع والظهير الأيمن هو مصدر القلق الأكبر. يُفترض أن يكون الثنائي رونالد أراوخو وجول كوندي صمام الأمان للفريق، لكنهما كانا الثغرة الأوضح في المباراة.

    الهدف الذي سجله رافا مير في الدقيقة 42 يلخص القصة، المهاجم وجد نفسه وحيدًا أمام المرمى ليضع الكرة بسهولة، في غياب تام للرقابة من الدفاع، هذا الهدف لم يكن وليد صدفة، بل كان نتيجة ضغط مستمر من إلتشي وارتباك واضح في التمركز.

    الأرقام الفردية للثنائي كانت صادمة، جول كوندي، فقد الاستحواذ 11 مرة حتى الدقيقة 71 فقط، وهو رقم كارثي لمدافع في منطقة حساسة، كما تمت مراوغته في مناسبة كادت أن تشكل خطورة، ورغم نجاحه في تدخلين واعتراضين، إلا أن انطباعه العام كان مهتزًا.

    أما أراوخو، فكان أفضل حالًا قليلًا في بناء اللعب ونسبة تمريراته بلغت 92%، لكنه فشل تمامًا في فرض سيطرته البدنية المعهودة على مهاجمي إلتشي، الثنائي الذي كان يُنظر إليه كأحد أقوى المدافعين في أوروبا، بدا عاجزًا أمام تحركات مهاجم واحد: رافا مير.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-ELCHEAFP

    حظ برشلونة، وبصمة سارابيا الواضحة

    هنا يجب أن نتوقف عند نقطتين: خطورة رافا مير، وبصمة المدرب إيدر سارابيا.

    كان برشلونة محظوظًا للغاية بالخروج بهذه النتيجة، رافا مير، مهاجم إلتشي، كان يستحق الخروج بـ هاتريك لولا وقوف العارضة والقائم ضده، فقد كانا أهم من كوندي وأراوخو في بعض اللحظات.

    ففي الدقيقة 55، استلم الكرة داخل المنطقة وأطلق تسديدة قوية ارتطمت بالعارضة، لم يكتفِ بذلك، ففي الدقيقة 68، أي بعد هدف راشفورد بقليل، عاد ليهدد المرمى بتسديدة مباشرة من مسافة قريبة، لكن هذه المرة ارتطمت بالقائم الأيمن.

    أربع فرص محققة الهدف والكرتان في العارضة والقائم وكرة أخرى بعدهم للاعب واحد، تكشف حجم المعاناة الدفاعية لبرشلونة، ورافا مير، بإجمالي 5 تسديدات منها اثنتان على المرمى، كان كابوسًا لأراوخو وكوندي.

    وهذا الفضل يُحسب لإيدر سارابيا، مساعد كيكي سيتيين السابق في برشلونة، والذي غادر النادي وكان قد أمضى فترة مليئة بالخلافات مع نجوم الفريق وقتها مثل ميسي وسواريز. 

    عاد سارابيا إلى ملعب برشلونة بفريق منظم، يلعب بشجاعة، ويضغط عاليًا، ويعرف تمامًا كيف يضرب نقاط ضعف خصمه، لقد قدم إلتشي أداءً تكتيكيًا مميزًا، وكان يستحق أكثر من الهزيمة بفارق هدفين.

  • Barcelona beat ElcheGetty Images/GOAL

    بيت القصيد

    في النهاية، هي ثلاث نقاط تضاف لرصيد برشلونة، لكنها مباراة تترك أسئلة أكثر من الإجابات.

    الفوز كان ضروريًا ومتوقعًا بالأخص بعد الخسارة في الكلاسيكو أمام ريال مدريد، لكن الأداء، خصوصًا الدفاعي، يؤكد أن الفريق لا يزال بعيدًا عن المستوى المأمول، وأن الاعتماد على حظ عاثر لمهاجمي الخصوم لن يدوم طويلًا.