Bradley Barcola GOAL ONLYGoal AR

عندما يصرخ اللاعبون "جسدي لم يعد ملكًا لكم"! .. برادلي باركولا ضحية جديدة للحروب الكروية "غير الأخلاقية"

أصبحنا في السنوات القليلة الماضية، نُشاهد حروبًا كروية يُمكن وصفها بـ"غير الأخلاقية"؛ يدفع النجوم ثمنها غاليًا.

هذه الحروب تتمثل في الإفصاح عن الأسرار الطبية لنجوم كرة القدم، بشكلٍ علني أمام الجميع؛ لمجرد تصفية حساباتٍ فقط، سواء مع اللاعب نفسه أو جهةٍ ما.

آخر ضحايا هذه النوعية من الحروب؛ هو الجناح الفرنسي الشاب برادلي باركولا، نجم فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم.

منتخب فرنسا استبعد باركولا من قائمته، في فترة التوقف الدولي الحالي؛ مع الإفصاح عن بيانات اللاعب الطبية، أمام الرأي العام.

ومن ناحيته.. النادي الباريسي شكك في صحة معلومات المنتخب الفرنسي؛ لتشتعل معركة جديدة بين الطرفين، بعد أزمة النجم عثمان ديمبيلي الماضية.

  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    ما هي قصة أزمة برادلي باركولا بين باريس ومنتخب فرنسا

    برادلي باركولا البالغ من العمر 23 سنة، وصل إلى معسكر منتخب فرنسا، يوم الإثنين 6 أكتوبر 2025؛ ومعه تقارير فحوصاته الطبية التي خضع لها مع ناديه باريس سان جيرمان، والتي تثبت معاناته من الإصابة.

    بعدها بساعاتٍ.. غادر باركولا معسكر المنتخب الفرنسي؛ ليصدر الأخير بيانًا رسميًا مفاجئًا يُعلن فيه استبعاد اللاعب من مباريات التوقف الدولي الحالي، بسبب معاناته من إصابة مُزمنة في الفخذ.

    هذا البيان أثار غضب النادي العاصمي؛ الذي نفى مُعاناة باركولا من أي إصابة مُزمنة، بالقول: "المعلومات المنشورة في بيان المنتخب الفرنسي، لا تتطابق إطلاقًا مع الملاحظات التي نقلها الطاقم الطبي لباريس سان جيرمان مع اللاعب".

    لكن ليس هذا ما أغضب باريس سان جيرمان فقط؛ حيث ركز النادي العاصمي على أن المنتخب الفرنسي، انتهك مبدأ "السرية الطبية" للاعب أيضًا.

  • إعلان
  • FBL-EUR-C1-PSG-ATALANTAAFP

    تصفية حسابات بين منتخب فرنسا وباريس سان جيرمان

    وما فعله منتخب فرنسا في بيانه، عن الحالة الصحية للجناح الشاب برادلي باركولا، نجم فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم؛ يجعلنا نركز على نقطتين أخلقيتين، هما:

    * أولًا: كذب المنتخب الفرنسي بشأن حالة باركولا الصحية؛ مع عدم معاناة اللاعب من أي إصابة مُزمنة.

    * ثانيًا: كشف المنتخب الفرنسي عن معلومات صحيحة بالفعل بشأن حالة باركولا؛ لكن مع انتهاك مبدأ "السرية".

    وسواء كانت المعلومات كاذبة أو صحيحة - أي النقطة الأولى أو الثانية -، فإنها ليس لها مبرر أبدًا؛ إلا أن المنتخب الفرنسي يحاول الانتقام من نادي باريس سان جيرمان.

    نعم.. العلاقات بين النادي الباريسي والمنتخب الفرنسي، سيئة للغاية في هذه المرحلة؛ وتحديدًا منذ أزمة النجم عثمان ديمبيلي.

    واتهم باريس سان جيرمان خلال فترة التوقف الدولي الماضي، المنتخب الفرنسي بـ"التسبب في معاناة ديمبيلي"؛ وذلك بإشراكه أمام أوكرانيا في تصفيات كأس العالم 2026، رغم إصابته.

    ولم يرض المنتخب الفرنسي بهذه الاتهامات الباريسية؛ لتتوتر العلاقة بين الطرفين، والتي وصلت إلى أزمة باركولا الآن.

  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    برادلي باركولا يدفع ثمن الحرب الكروية "غير الأخلاقية"

    وبناء على ما سبق.. نستطيع أن نقول بإن الجناح الفرنسي الشاب برادلي باركولا، نجم فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم؛ هو أكبر المتضررين من الحرب "غير الأخلاقية" القائمة بين ناديه ومنتخب بلاده.

    الحقيقة أن الكشف عن البيانات الطبية لباركولا، سواء كانت حقيقية أو كاذبة، تُسبب ضررًا كبيرًا لمستقبل اللاعب؛ وذلك من جوانب عديدة، أبرزها:

    * أولًا: وضع اللاعب تحت ضغط نفسي كبير؛ في التدريبات والمباريات.

    * ثانيًا: التأثير على العروض العالمية؛ التي قد تتاح للاعب مستقبلًا.

    * ثالثًا: التقليل من قيمة اللاعب السوقية؛ بشكلٍ كبير.

    لذلك.. فإن ما فعله المنتخب الفرنسي هو انتهاك صريح لخصوصية باركولا؛ وتحت شعار "جسد اللاعب ليس ملكًا لجهة مُعينة"، لكي تستغلها في حروبٍ أو تصفية حساباتٍ ما.

  • TOPSHOT-FBL-FRA-LIGUE1-PSG-LENSAFP

    قبل باركولا.. أمثلة على حروب "التقارير الطبية" للاعبين!

    المثير في الأمر أن واقعة جناح نادي باريس سان جيرمان برادلي باركولا؛ ليست الأولى من نوعها في عالم الساحرة المستديرة، بشأن "التقارير الطبية" للاعبين.

    وقبل أسابيع.. وقعت أزمة بين العملاق الإسباني برشلونة وحارسه الألماني مارك أندريه تير شتيجن؛ بسبب التقارير الخاصة بإصابته.

    وقتها.. أراد برشلونة إرسال بيانات شتيجن الطبية إلى الرابطة الإسبانية؛ من أجل استغلال راتبه في تسجيل الحارس الشاب جوان جارسيا، بدلًا منه.

    إلا أن شتيجن رفض التوقيع على هذه البيانات؛ بحجة أن القانون يتيح له الحفاظ على "الأسرار الطبية"، وعدم إطلاع أي جهة خارجية عليها.

    ومن المعروف أساسًا أن حرب برشلونة وشتيجن وقتها، كانت مجرد تصفية حسابات؛ حيث أراد النادي بيع الحارس الألماني أو فسخ عقده في الميركاتو الصيفي، بينما أصر الأخير على البقاء وعدم الرحيل.

    لذلك.. اشتعلت الحرب بين الطرفين بعد الإصابة؛ قبل أن يوافق شتيجن في النهاية على التوقيع، عقب قرار إحالته إلى التحقيق في نادي برشلونة.

    أيضًا.. اشتعلت أزمة مشابهة بين العملاق الإسباني الآخر ريال مدريد ونجمه السابق جاريث بيل؛ عندما كان الأخير ينشط في صفوف الفريق الأول لكرة القدم.

    وفي هذا الوقت.. كان ريال مدريد ينشر تقارير طبية باستمرار عن حالة اللاعب الصحية؛ بالتزامن مع تعرضه لإصاباتٍ متكررة، قبل أن يختفي هذا الأمر تمامًا بعد ذلك.

    وخرج جوناثان بارنيت، وكيل أعمال بيل، في مقابلة مع شبكة "ESPN" وقتها؛ ليبرر إخفاء البيانات الطبية للاعب، بعد أن كان ريال مدريد ينشرها باستمرار.

    وقال بارنيت: "لا أعتقد أن هُناك شيء غير عادي، في قرار الإبقاء على تقارير بيل بعيدة عن الأنظار.. هذه التقارير الطبية خاصة لكل مواطن، ولا يجوز لأي جهة الإفصاح عنها".

    ومثّل بيل النادي المدريدي في الفترة من 2013 إلى 2022؛ تخللها إعارة إلى توتنهام هوتسبير موسم 2020-2021؛ قبل الرحيل نهائيًا إلى لوس أنجلوس إف سي الأمريكي.

    ومن هُنا وبناء على كل ما سبق؛ يتضح أن أغلبية اللاعبين يرفضون الإفصاح عن بياناتهم الطبية، ويعتبرون أن ما يحدث بخلاف ذلك جريمة في حقهم.

0