بديل مبابي المثالي؟ حانت لحظتك يا ماركوس راشفورد!

أعاق راشفورد، مانشستر يونايتد في النصف الأول من هذا الموسم، وكان يتحمل النصيب الأكبر من الانتقادات بسبب فشله فى التسجيل أو صناعة الأهداف أو حتى التمريرات البسيطة وتسبب فى احتلال الشياطين الحمر المراكز الأخيرة فى جدول الدوري الإنجليزي وأيضًا ودعوا بطولة دوري أبطال أوروبا مبكرًا.

وارتكب راشفورد، بعض الأخطاء خارج الملعب مما أدى إلى استبعاده من جانب إريك تين هاج، مدرب اليونايتد حيث غاب اللاعب عن مباراة الدور الرابع لكأس الاتحاد الإنجليزي ضد نيوبورت كاونتي، بسبب رصده وهو يشرب الخمر في بلفاست، بعد أن حصل على إجازة بسبب مرضه.

ولكن لم يتم استبعاد راشفورد، لفترة طويلة، وعاد لليونايتد قبل مواجهة وولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي، وفي نوفمبر الماضي، استبعد تين هاج، راشفورد من مباراة كأس كاراباو ضد نيوكاسل كعقاب له لتواجده فى ملهى ليلي بعد ساعات قليلة من هزيمة اليونايتد في الديربي ضد السيتى بنتيجة 3-0 وفي نهاية الموسم الماضي، كان راشفورد جالسًا على مقاعد البدلاء ضد وولفرهامبتون بسبب حضوره اجتماع الفريق متأخرًا.

وعندما تقارن بين سرعة تعامل تين هاج، مع مشاكل النجوم الأخرين مثل سانشو وكريستيانو رونالدو، فيعتبر راشفورد، محظوظًا للغاية لأنه لا يزال يلعب بانتظام، ووفقًا لصحيفة "ذا أثلتيك" فإن تين هاج "يشعر بخيبة أمل شديدة وغضب" بسبب مغامرات راشفورد، ولكن ذلك لم يضر بعلاقتهما، حيث لا يزال المدرب الهولندى يؤمن بقدرات اللاعب.

وقال روي كين، لبرنامج "Stick to Football" على قناة Sky Bet: "يجب أن تنخفض قيمة راشفورد، عمرك 26 عامًا، أنت لاعب ذو خبرة في غرفة تبديل الملابس وعليك أن ترفع يديك عالياً وتقول لقد كنت أحمقاً".

تم تبرئة تين هاج، عندما سجل راشفورد هدفًا في فوز يونايتد المثير بنتيجة 4-3 على ملعب مولينوكس في الأول من فبراير، ولعب اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا أيضًا في الانتصارات اللاحقة على وست هام وأستون فيلا ولوتون، وتحسن أداء الفريق كثيرًا حيث يبتعدوا الآن بفارق خمس نقاط فقط عن المربع الذهبى للدوري الإنجليزي.

ولكن لم يساهم راشفورد، بشكل كبير فى انتفاضة اليونايتد حيث جاءت هذه العودة بفضل الأداء الرائع الذي قدمه الثلاثي راسموس هويلوند، وأليخاندرو جارناتشو وكوبي ماينو.

ويعتمد الشياطين الحمر بشكل كامل على الذكاء الفردي، وهذا لن يكون كافيًا للتغلب على الفرق الكبرى، وحتى يكون لديه أي أمل في التغلب على الأبطال، سيتعين عليهم الضغط بأقصى سرعة من الدقيقة الأولى إلى الأخيرة، وهو ما لن يحدث إذا كان راشفورد في الملعب.

يعود اهتمام باريس سان جيرمان براشفورد إلى عام 2022، عندما تم التواصل معه ووصفه ناصر الخليفي، رئيس النادى الفرنسي بأنه "لاعب رائع" في مقابلة مع سكاي سبورتس، وفي تلك المرحلة، كان باريس يتطلع إلى ضم راشفورد، فى صفقة مجانية لكن النجم الإنجليزي جدد عقده فى النهاية مع مانشستر يونايتد.

والآن وحتى مع التراجع الكبير لراشفورد، سيكون يونايتد قادرًا على الحصول على مبالغ كبيرة قد تصل إلى 10 ملايين جنيه إسترليني أو 20 مليون جنيه إسترليني من باريس سان جيرمان نظرًا لحاجة الفريق الباريسي الضرورية للتعاقد مع بديلًا لمبابى.

ووفقًا لصحيفة "التايمز" سيكون لدى باريس سان جيرمان 170 مليون جنيه إسترليني لإنفاقها على لاعبين جدد بمجرد إلغاء راتب مبابي، وسيتم استثمار الجزء الأكبر من ذلك في بديله، ويأتى على رأس القائمة فيكتور أوسيمين، لكن يقال إن نابولي يطلب ما يزيد عن 100 مليون جنيه إسترليني لبيع نجمهم وقد يفضل باريس سان جيرمان راشفورد كبديل أرخص.

وذكر التقرير أيضًا أن مستشار كرة القدم في باريس سان جيرمان، لويس كامبوس، كان معجبًا منذ فترة طويلة براشفورد، وأجرى محادثات غير رسمية مع نجم يونايتد قبل عامين.

وقال مهاجم يونايتد السابق لويس ساها لبيتفريد، مؤخرًا: "ماركوس اسم كبير وسيحظى بالكثير من اهتمام الصحافة وهذا تحدي في حد ذاته ولكنه سيظل تحت ضغط هائل فى باريس أيضًا، وعليه تحسين لعبه وتسجيل المزيد من الأهداف وبذل المزيد من الجهد لأنه يستطيع ذلك".

مع نجاح راشفورد، فى تسجيل أكثر من 15 هدفًا في موسم واحد في الدوري الإنجليزي، فهو قادر بالتأكيد على معادلة هذا الرقم في الدوري الفرنسي.

وعند المقارنة بين راشفورد ومبابي، فالنجم الفرنسي أثبت نفسه كلاعب من الطراز العالمي لكن اللعب في الدوري الفرنسي ساعده بالتأكيد على الوصول لأرقام قياسية رائعة حتى الآن.

وسجل مبابي، أكثر من 30 هدفًا في كل موسم من المواسم الثلاثة الأخيرة لباريس سان جيرمان، وهو في طريقه لفعل الشيء نفسه مرة أخرى هذا الموسم بعد أن هز الشباك 21 مرة في 20 مباراة فقط.

ويحتل الدوري الفرنسي حاليا المركز الخامس في جدول معاملات الاتحاد الأوروبي برصيد 62.831 نقطة، بفارق 20 نقطة عن الدوري الألماني الذي يحتل المركز الرابع وحوالي 40 نقطة عن صاحب المركز الأول الدوري الإنجليزي، وهذا يثبت مدى تأخر كرة القدم الفرنسية عن بقية الدوريات الأوروبية الكبرى في الوقت الحالي.

ورغم أن راشفورد ليس بمستوى مبابي، لكن يمكنه أيضًا الاستفادة من نقص الجودة الدفاعية في الدوري الفرنسي إذا انضم لفريق لويس إنريكي، حيث يتمتع مدرب برشلونة السابق بخبرة أكبر من تين هاج، فى التعامل مع اللاعبين الكبار وقد يكون أيضًا قادرًا على إخراج أفضل ما في المهاجم الغامض.

يلعب مبابي، هذا الموسم كمهاجم صريح مع باريس سان جيرمان ويسجل الكثير من الأهداف رغم أنه لا يفضل اللعب بهذا المركز، فى المقابل اضطر يونايتد إلى استخدام راشفورد، كمهاجم في مناسبات عديدة في السنوات الأخيرة ولكن تراجع معدله التهديفي عن السابق.

وقال راشفورد في برنامج "The Overlap" العام الماضي: "أنا أفضل الجناح الأيسر، ولهذا السبب أجد صعوبة في اللعب في قلب الهجوم أحيانًا بسبب صبري قد لا ألمس الكرة لمدة 20 دقيقة، ومن ثم قد تكون لمستك الأولى فرصة للتسجيل ويجب أن تكون جاهزًا، لا أستمتع أبدًا".

وسيخاطر باريس سان جيرمان كثيرًا إذا وضع ثقته في راشفورد، وسيكون التعاقد مع مهاجم جديد إلى جانب نجم اليونايتد أكثر منطقية، ولكن سيواجه النجم الإنجليزى منافسة شرسة على اليسار من برادلي باركولا، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي تبين أنه الأكثر تميزًا بين جميع التعاقدات الجديدة لباريس سان جيرمان فى الصيف الماضي.

يجب أن تكون معاناة راندال كولو مواني وعثمان ديمبيلي، في الموسم الأول لهم مع باريس سان جيرمان بمثابة تحذير لراشفورد، حيث كان كولو مواني، أحد أفضل اللاعبين في الدوري الألماني الموسم الماضي مع آينتراخت فرانكفورت، ولعب ديمبيلي دورًا رئيسيًا في فوز برشلونة بلقب الدوري الإسباني، لكن الثنائي لم يظهروا بنفس مستواهم الرائع منذ الانتقال إلى باريس.

وقد يبدو الفريق الباريسي بيئة مثالية لراشفورد، ولكن لن ينجح إلا إذا كان ذهنيًا أفضل، وهو ما لم يكن عليه في يونايتد خلال الأشهر القليلة الماضية ولكن قد تكون البداية الجديدة هي الشيء الوحيد الذي سيكسر جفاف راشفورد.

وقال كريس ساتون، مهاجم تشيلسي السابق، لصحيفة "ديلي ميل" في ديسمبر الماضي: "يبدو معذبًا وأعتقد أنه يشعر بالملل، ويبدو قديمًا، إنه لاعب يحتاج إلى الابتعاد عن أولد ترافورد وأعتقد أن هناك أسئلة حول أخلاقياته داخل الفريق، لا أعتقد أنه يعمل بجدية كافية ويبدو وكأنه لاعب يحتاج إلى تحدً جديد".

ووفقًا للاستطلاعات التي أجرتها منظمة "United We Stand and Reissued" في يناير الماضي، فإن 75% من جماهير اليونايتد سيرحبون ببيع راشفورد، في أقرب فرصة وقد يكون الشياطين الحمر يتجهون أخيرًا نحو الاتجاه الصحيح بعد استحواذ السير جيم راتكليف وشركة INEOS، على 25% من أسهم النادى ولكن يحتاج كل عضو في الفريق إلى بذل قصاره جهده لضمان النجاح.

لقد تهرب راشفورد، من المسؤولية طوال فترة وجوده مع مانشستر يونايتد، ولا يستحق أن يكون جزءًا من مستقبل الشياطين الحمر.