بايرن ميونخ ولاتسيو | نحسك سينتهي يا كين، ولكن ليس بالهدايا الساذجة من "جار ياشين"!

في الماضي لم يكن بايرن في حاجة إلى الهدايا من المنافسين، ولكن في ظل الظروف الحالية كان الأمر ضروريًا لمساعدة البافاري على الصعود.

الهدية الأولى كانت عند تعادل الفريقان من دون أهداف، بإهدار تشيرو إيموبيلي لهدف محقق من كرة رأسية داخل منطقة الجزاء، حيث سددها بغرابة شديدة بجوار القائم رغم قربه من المرمى.

وأما الثانية كانت عندما أتيحت لكين فرصة مشابهة إلى حد كبير، وسددها بطريقة ليست مثالية، ليقرر الحارس إيفان بروفيديل التعامل معها برعونة شديدة ليتركها تدخل مرماه.

الحارس الذي سبق أن عاشت عائلته بجوار الأسطورة ليف ياشين لم يتعلم أي شيء من جار أجداده، ومنح كين هدفًا ساذجًا تسبب في تغيير مسار المباراة تمامًا، وقام بتبديل حال لاتسيو من فريق صامد يحافظ على تقدمه، إلى فريق يصارع للبقاء في المباراة.

المثير للدهشة أن هذه اللقطة كانت الفرصة الحقيقية الأولى التي أتيحت لكين خلال هذه المباراة، في رسالة واضحة وصريحة، بأنك لا يمكنك توزيع الهدايا في حضور كين!

بروفيديل كرر نفس الأمر في الشوط الثاني بتصديه الضعيف لكرة ليروي ساني، ليظهر كين من جديد ويضيف الثالث في شباك الحارس الإيطالي.

عندما نذكر اسم هاري كين فنحن نتحدث عن 338 هدفًا على صعيد الأندية، و62 مع إنجلترا دون الحصول على أي بطولة حتى الآن وهو عمره 30 سنة!

دليل آخر على أن كرة القدم ليست عادلة، تجاه اللاعب الذي ظن الجميع أن توتنهام كان مشكلته لعدم تواجد العناصر الكافية بالفريق اللندني وافتقاره لعقلية الفوز.

ولكن يبدو أن الأزمة في كين نفسه، الذي يعاني حالة من النحس، عندما قرر الذهاب إلى أكثر مكان آمن للفوز بالبطولات وهو بايرن ميونخ، شاهده يقترب من خسارة لقب الدوري الألماني، وكان على وشك توديع دوري الأبطال الليلة لولا وجوده.

كين كان كلمة السر الليلة بربع مستواه تقريبًا، بفضل مساعدته لخط الهجوم بالكامل وليس الاكتفاء بالتواجد في منطقة الجزاء لانتظار الفرص، لأنه لم يحصل على الدعم الكافي ممن حوله في الأساس، ليثبت مرة أخرى أنه اللاعب الأهم بفريقه.

الإنجليزي لم يكن في أفضل مستوياته الليلة، ولكن هذا كان كافيًا لإسقاط لاتسيو وإنقاذ بايرن ميونخ من صفعة أوروبية جديدة، كما أن هذا المستوى "غير المثالي" منحه ثنائية أخرى تضاف إلى رصيده.

لو نظرت إلى نتيجة اليوم مع تسجيل كين لهدفين دون مشاهدة المباراة، ستتوقع أن بايرن عاد إلى سابق عصره بالسيطرة والهيمنة والنتائج الكاسحة.

ولكن في الحقيقة المستوى كان باهتًا، ولولا الهدية التي تلقاها كين، لكان الوضع تأزم مع مرور الوقت، لأن كل من حول الإنجليزي لم يكن بمستواه، وعلى رأسهم جمال موسيالا وتوماس مولر وليروي ساني.

ربما اعتبر كين شخصية اليوم، لأنه كان سيتلقى حملات من السخرية حول استمرار نحسه، وبمساعدة لاتسيو نجح في التخلص منها أو حتى تأجيلها بشكل مؤقت.

ومع ذلك، وبالنظر إلى مستوى بايرن بشكل عام تحت قيادة توخيل، يبدو أننا سنشاهد هذه السخرية من كين في حالة وقوع بايرن أمام خصم صعب في دور الثمانية، لأن الفريق لا يمكنه الحصول على دوري الأبطال بهذا الشكل بحضور ريال مدريد ومانشستر سيتي وإنتر وغيرهم.

الصعود لا يعني عودة الشخصية، لأنها لا تزال غائبة، ولا يمكن عودتها إلا برحيل توخيل الذي لا يستطيع استغلال أقصى ما عند فريقه.

البطولات ستأتي لكين بدون أي شك، ولكن عندما يلعب بايرن ويكتسح الفرق مرة أخرى دون الحاجة إلى هدايا من الخصم، ووقتها سيحصل الإنجليزي على ما يستحقه من تاريخ وأمجاد.

كين لعب 15 تمريرة طوال المباراة، بتحقيق نسبة 86.7% وقام بـ6 التحامات ناجحة و3 غير ناجحة.

وفي دليل آخر على أنه لم يكن في أفضل حالاته، لم يسدد كين سوى كرتين على المرمى وكرة خارجها، ولم يصنع سوى فرصة واحدة.

وعلى الجانب الدفاعي شتت الإنجليزي كرة واحدة وقام بمحاولة افتكاك ناجحة ولم يقطع أي كرة.

TOD TV