الشوط الأول كان كارثيًا بالنسبة لبايرن، الفريق افتقد للسرعة والحدة في حالة الاستحواذ على الكرة، وظهرت حالة من عدم الانسجام بين خطوط الفريق وهو الأمر الذي استغله بنفيكا على أكمل وجه بفضل يقظة مدربه برونو لاج.
في هذا الشوط لم نستمتع بهاري كين، بل بسحر المخضرم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي تألق وصنع العديد من مواقف الخطورة، وكان على وشك التسجيل من تسديدة قوية أبعدها مانويل نوير عن مرماه، وعند نزول الدولي الإنجليزي اتجهت الأنظار نحوه.
45 دقيقة جعلتنا ندرك قيمة الإنجليزي، بأنه ليس مجرد مهاجم في صفوف بايرن، بل اللاعب الأهم في الربط بين خطي الوسط والهجوم، وبفضل تحركاته وفتحه للمساحات وصل أكثر من زميل له بفرصة خطيرة أمام المرمى، كان أبرزهما لقطتي توماس مولر وليروي ساني.
الشكل تغير بعد دخول كين بدلًا من توم بيشوف، ولكن هذا لم يكن كافيًا، لأنه لا يستطيع فعل كل شيء وحده، مولر خارج الخدمة وجنابري يعيش واحدة من أسوأ فتراته، وساني يستعد للرحيل قريبًا ولم يقدم أي شيء يذكر.
ساني على وجه التحديد كان الدليل الأبشع على سوء هجوم بايرن اليوم، ويبدو أن قرار إشراكه في البطولة بعد التوقيع لجلطة سراي لم يكن موفقًأ، لأن عقله وكامل تركيزه ليس مع الفريق، وكان بلا منازع الأسوأ من بين لاعبي الفريقين.
لذلك ظهرت على الإنجليزي حالة شديدة من الغضب والعصبية بسبب غياب الدعم رغم دخول أوليس وكيميش، لأن الخط الهجومي لبايرن بأكمله كان يعاني وفشل في التغلب على تماسك دفاع الفريق البرتغالي وتألق حارسه.
غضب كين ظهر جليًا في اعتراضه على الحكم في لقطة بآخر ربع ساعة من المباراة، وقيامه بضرب نيكولاس أوتاميندي في إحدى الكرات العرضية الخطيرة قبل نهاية المباراة بدقائق، مما يعكس حالة فقدان التركيز التي عاشها في الدقائق الأخيرة بعدما فقد الأمل في عودة فريقه.
وربما تكون هذه المباراة دليلًا جديدًا على حاجة بايرن لدعم هجومي إضافي لمساعدة كين، وأن الأمر ليس مجرد رفاهية، البافاري أخفق في صفقة فلوريان فيرتس، وعليه الرد، إما خطف نيكو ويليامز لاعب أتلتيك بيلباو من برشلونة أو التوجه نحو رافائيل لياو من ميلان، أو جلب أي لاعب من الطراز الرفيع لمساعدة كين وإبراز قدراته.