Vinicius Jr Real Madrid Bayern Munich 2023-24Getty Images

بايرن ميونخ وريال مدريد .. توخيل ظن أنه فك الشفرة ومسكين من ليس لديه فينيسيوس!

سحر أسود، حظ، شخصية بطل، سذاجة من الخصم، قل ما شئت، ريال مدريد حالة خاصة واستثنائية في دوري أبطال أوروبا مهما كانت الظروف.

بايرن ميونخ حاول فرض شخصيته التي فقدها مع توماس توخيل على مدار الموسم أمام الميرينجي، وكان قريبًا من الفوز، لكن الضيوف خرجوا بنتيجة مُرضية للغاية من ملعب صعب أمام فريق قوي.

ريال مدريد انتزع تعادلًا عصيبًا بهدفين لكل فريق، في مواجهة ظن فيها الفريق البافاري أنه يستطيع إنهاء "اللعنة" أو الأسطورة التي تحدث عنها توخيل قبل اللقاء، ليبدو أنه سيكون آخر ضحايا أنشيلوتي قريبًا بعدما سبقه بيب جوارديولا.

  • Jamal Musiala Bayern Munich Real Madrid 2023-24Getty

    كل شيء تحت السيطرة .. هكذا اعتقد بايرن ميونخ

    في الحقيقة أن بداية بايرن ميونخ كانت رائعة في أول ربع أو ثلث ساعة، لأنه كان الأكثر استحواذًا وسيطرة وتسجيله للهدف الأول لم يكن بعيدًا.

    ولكن المشكلة هي أن أنشيلوتي كان يدرس جيدًا ما يحدث، ولم يمانع فكرة أنه سيبدأ المباراة في وضعية الدفاع، طالما أن خصمه لن يقتحم مناطق الخطورة بالشكل الكافي.

    سيطرة بايرن لم تسفر عن انفرادات أو لقطات شديدة الخطورة على مرمى أندريه لونين، باستثناء الفرصة الصريحة التي أتيحت أمام ليروي ساني في الدقائق الأولى وفشل في تسجيلها.

    بعدها سارت الخطة كما أرادها ريال بالتسجيل، ليفقد بايرن اتزانه ويشعر باليأس، ربما لأن مدربه يعلم جيدًا مدى صعوبة الخصم، وأنه لا يمتلك الحلول وربما الجودة الكافية لإسقاطه.

  • إعلان
  • Thomas Tuchel Bayern Munich Real Madrid 2023-24Getty

    لا مجال للإفلات، عليك فقط الاستسلام

    "شاهدت مباريات ريال مدريد الأخيرة مع محلل الأداء الخاص بي من أجل معرفة طريقة تسجيلهم للأهداف، عندما تتابع الفرص والأهداف وتعود 10 ثوان إلى الخلف لمراجعة اللقطة، تجد أن فرص تسجيلهم لم تكن متوقعة أبدًا".

    صدق أو لا تصدق، هذا ما قاله توماس توخيل مدرب بايرن ميونخ قبل المباراة، وهذا بالفعل ما حدث له في لقطة الهدف الأول بالدقيقة 24 عن طريق البرازيلي فينيسيوس جونيور.

    لوحة إبداعية شهدها ملعب أليانز أرينا في هذا الهدف، حيث أحرزه الضيوف في غفلة تامة من الفريق الخصم، الذي ظن أن نهاية أنشيلوتي ورفاقه اقترب، رغم علمهم جيدًا أن اللعنة يمكنها الإطاحة بهم في أي وقت.

    الكرة كانت بين فيديريكو فالفيردي وتوني كروس، ليتكفل الأخير بها ليمرر لعبة ساحرة لفينيسيوس جونيور الذي خادع المدافع الكوري كيم مين جاي وأجبره على الخروج من منطقة الجزاء ببراعة.

    وكما اعتدنا في هذه المواقف، فينيسيوس دائمًا في الموعد لاستغلال الفرصة، ليتلقى الكرة وينطلق لتسجيلها في شباك مانويل نوير.

    الأمر يشبه وضع لأحدهم منومًا للحظات لتسرقه، والفارق هنا أن توخيل كان يعرف جيدًا أن هذا سيحدث، ولكنه استسلم ولم يستطع إيقافه.

  • Bayern Munich Real Madrid Champions LeagueGetty Images

    حاربهم بأسلوبهم

    الشوط الثاني كان مختلفًا في بدايته، حيث كانت لريال الأفضلية وامتلاك الكرة في الدقائق الأولى، وكان قريبًا من تسجيل الثاني لولا براعة مانويل نوير.

    أنشيلوتي لم يعلم وقتها أن توخيل كان يحضر له نفس الكأس الذي أذاقه منه في الشوط الأول، لأن بايرن فعل مثل ريال مدريد تمامًا، وسجل التعادل في غفلة تامة من مهارة فردية للجناح المتألق ليروي ساني.

    جناح بايرن ساهم في تحويل تأخر فريقه بهدف نظيف أمام آرسنال في دور الثمانية، بتسجيله هدف التعادل من مهارة فردية، ومساهمته في تقدم فريقه 2/1 قبل أن يتعادل الخصم.

    ساني فعل ذلك الليلة، وكان كلمة السر التي قلبت كل شيء، لأنه سجل التعادل للبافاري قبل أن يحصل زميله جمال موسيالا على ركلة جزاء سجل منها هاري كين الهدف الثاني، وبعدها تعادل فينيسيوس جونيور للفريق الخصم.

    بغض النظر عن النتيجة وعودة ريال بهدف التعادل، يجب الإشادة بما فعله توخيل، وتغييره لشكل فريقه في الشوط الثاني مع نزول رافائيل جيريرو بدلًا من ليون جوريتسكا.

    بالنظر إلى الظروف والمعطيات والحالة التي يمر بها بايرن، فالتعادل ليس سيئًا أبدًا لتوخيل ورفاقه، بل يمنحهم الكثير من الأمل قبل لقاء العودة.

  • Eric Dier Jude Bellingham Bayern Munich Real Madrid 2023-24Getty

    اختفى بيلينجهام؟ لا توجد مشكلة!

    في مثل هذه الأوقات يحتاج ريال مدريد دائمًا للاعبين مثل جود بيلينجهام، لأن الإنجليزي كان سببًا في حسم وقلب العديد من المباريات هذا الموسم.

    ولكن لأن الجودة الفردية التي يمتلكها الميرينجي أكبر من الاعتماد على لاعب واحد، سنرى أن أنشيلوتي لم يجد مشكلة كبيرة في إعادة فريقه للصورة رغم الحالة السيئة لبيلينجهام وخروجه المبكر.

    تغييرات الإيطالي جميعها كانت صحيحة تقريبًا وساهمت في هذا التعادل الثمين، حيث أخرج ناتشو فيرنانديز بعدما كان نقطة ضعف واضحة لصالح بايرن، وأقحم بدلًا منه إدواردو كامافينجا الذي ساهم في تعطيل العديد من الهجمات للخصم في وسط الملعب، مع عودة أوريليان تشواميني لقلب الدفاع.

    وبعدها واصل أنشيلوتي تنشيط صفوف فريقه بخروج بيلينجهام وتوني كروس، ودخول براهيم دياز ولوكا مودريتش، وهي اللقطة التي قلبت الأمور لصالح ريال مدريد، قبل دخول خوسيلو بدلًا من رودريجو في الدقائق الأخيرة.

    طريق العودة إلى المبارا بدأ من تمريرة ساحرة من مودريتش لفينيسيوس، أخفق البرازيلي في تسجيلها، ولكن لا بأس، كرة أخرى ذهبت لزميله رورديجو، ليحصل الأخير على ركلة جزاء سجلها فينيسيوس جونيور لتنتهي المباراة بالتعادل 2/2.

    يمكنك التحفظ كثيرًا على بعض سلوكيات فينيسيوس، ولكن لا يمكن إنكار تأثير ودور البرازيلي خاصة في المواعيد الكبرى، ثنائيته الليلة تؤكد الأهمية الهائلة التي يحملها، ودوره الكبير في ألقاب ريال مدريد الفترة الأخيرة.

    وأما بالنسبة للجودة على المستوى الدفاعي، فيبدو أن التغيير الأول عكس حقيقة أن ناتشو مدافع جيد ولكنه أحيانًا يظهر كنقطة ضعف أمام الفرق الكبرى، لذلك سيكون على أنشيلوتي تجهيز إيدير ميليتاو للإياب، أو اللعب بنفس الطريقة الدفاعية التي أنهى بها مباراة الليلة.

    النتيجة قد تبدو مُحبطة لبعض جماهير بايرن، ولكنها ليست النهاية، هناك معركة أخرى في سانتياجو برنابيو الأسبوع القادم، سيحتاج فيها الفريقان للكثير من الأشياء، الحظ، الشخصية، المهارات الفردية وغيرها، لأنها المحطة الأخيرة قبل الوصول إلى النهائي.