Cristiano Ronaldo Harry Kane GFXGOAL AR

رقم رونالدو في مهب الريح والتهم فريسته المفضلة .. "المتكامل" هاري كين يُخضع تشيلسي أمام بايرن ميونخ

في ليلة أوروبية طال انتظارها، خطف النجم الإنجليزي هاري كين الأضواء مجددًا بعدما قاد بايرن ميونخ لانتصار كبير على تشيلسي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في الجولة الأولى من منافسات دوري أبطال أوروبا.

المباراة لم تكن مجرد افتتاح لمشوار البافاري القاري، بل كانت بمثابة رسالة قوية من هاري كين الذي أثبت أنه لا يزال أحد أبرز المهاجمين في العالم وأكثرهم اكتمالًا على مستوى الأداء.

منذ انتقاله إلى بايرن، حمل كين على عاتقه آمال الجماهير البافارية في إيجاد بديل يملأ الفراغ الكبير الذي تركه الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، ولم يخيّب التوقعات، بل ذهب أبعد من ذلك، حيث جمع بين التهديف المتواصل وصناعة اللعب والتحرك الذكي بين الخطوط، ليصبح قلب المشروع الهجومي للفريق الألماني.

ضد تشيلسي، لم يكن كين مجرد مهاجم ينهي الكرات داخل الشباك، بل لعب دور "المهاجم الشامل" الذي يربط الخطوط، يخلق الفرص لزملائه، ويُربك دفاعات الخصم بحركته المستمرة، وهدفاه في شباك البلوز لم يكونا سوى تتويجٍ لأداء متكامل جعل من بايرن فريقًا أكثر خطورة وتوازنًا.

ومع تحقيقه لأرقام فردية مميزة أمام خصم يعرفه جيدًا منذ سنوات الدوري الإنجليزي، بدأ الحديث يتصاعد حول ما إذا كان هاري كين هو النسخة الأكثر اكتمالًا بين مهاجمي العالم اليوم، خاصة مع اقترابه من تحطيم أرقام تاريخية بألوان البايرن ومقارنة أرقامه مع أساطير مثل كريستيانو رونالدو وليفاندوفسكي.

  • FC Bayern München v Chelsea FC - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    هاري كين.. المهاجم الأقرب للكمال

    ما يقدمه هاري كين لا يمكن اختزاله في كونه مجرد هداف استثنائي، بل يتجاوز حدود الأرقام ليجسّد صورة "المهاجم المثالي" في كرة القدم العالمية اليوم.

    اللاعب الإنجليزي جمع بين حسّ التمركز القاتل، والقدرة على صناعة اللعب، والتحرك الذكي الذي يربك أي خط دفاع يواجهه.

    في مواجهة تشيلسي، برز كين كلاعب متعدد الأدوار؛ فتمركزه داخل منطقة الجزاء جعله دائمًا في قلب الخطورة، وظهر ذلك بوضوح من خلال خمس تسديدات له، ثلاث منها جاءت بين القائمين والعارضة.

    لكن المميز في أدائه أنه لم يكتفِ بإنهاء الهجمات، بل تحوّل إلى صانع لعب بارع، حيث نفذ 21 تمريرة صحيحة من أصل 25 بنسبة دقة بلغت 84%، وقدم تمريرات نوعية في الثلث الهجومي (73% نجاحًا) عززت من قدرة بايرن على اختراق دفاع البلوز.

    تحركاته بين الخطوط منحت زملاءه مثل جنابري ولويس دياز مساحة إضافية للتحرك بحرية، كما ساعدت على سحب قلوب دفاع تشيلسي بعيدًا عن مراكزهم، ما فتح زوايا تمرير وتسديد جديدة.

    وإلى جانب ذلك، ساهم كين في خلق فرص تهديفية محققة، منها فرصة واحدة كبيرة، وسجل معدل تمريرات متوقعة وصل إلى 0.16، وهو ما يعكس شمولية دوره داخل الفريق.

    هذه الأرقام والمستويات تؤكد أن كين لا يقتصر على كونه "المُنهي" الأمثل للهجمات، بل يقدّم نموذجًا للمهاجم العصري الذي يجمع بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي، وبين القدرة على التسجيل وصناعة اللعب، ليقترب كثيرًا من الصورة الكاملة التي يبحث عنها أي فريق يريد السيطرة على أوروبا.

  • إعلان
  • FBL-EUR-C1-BAYERN MUNICH-CHELSEAAFP

    تشيلسي.. الفريسة المفضلة لهاري كين

    ليس غريبًا أن يتألق هاري كين أمام تشيلسي، فالعلاقة بين المهاجم الإنجليزي والبلوز تحمل تاريخًا طويلًا من الأرقام والتفوق.

    ففي 22 مباراة سابقة ضد الفريق اللندني، ساهم كين في 11 هدفًا ما بين تسجيل وصناعة، ليؤكد أنه يعرف تمامًا كيف يتعامل مع هذا الخصم الصعب.

    موقعة أليانز أرينا الأخيرة جاءت لتضيف فصلًا جديدًا في هذه القصة، بعدما تمكن من تسجيل هدفين عززا من سجله التهديفي ضد البلوز.

    الأهداف لم تكن مجرد أرقام إضافية، بل تجسيد لقدرة كين على قراءة نقاط ضعف الدفاع الأزرق، واستغلال اللحظات الحاسمة التي يختفي فيها التركيز.

    بالنسبة لكين، يبدو تشيلسي وكأنه "الفريسة المفضلة"، فريق يعرف كيف يضربه في العمق، ويستغل ثغراته في التغطية الدفاعية.

    ومع كل مواجهة جديدة، يثبت مهاجم بايرن أنه لا يحتاج للكثير من الوقت أو المساحات ليصنع الفارق، وهو ما جعل جماهير البلوز ترى فيه أحد أكثر المهاجمين إزعاجًا عبر تاريخ مواجهاتهم.

  • Al Nassr v Al Kholood - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    كين يقترب من تحطيم رقم رونالدو

    لم يكن فوز بايرن ميونخ على تشيلسي مجرد انتصار مهم في افتتاح مشوار دوري أبطال أوروبا، بل شكّل أيضًا نقطة انطلاق جديدة لهاري كين في سباق الأرقام القياسية.

    فالمهاجم الإنجليزي بات على بعد خمسة أهداف فقط من الوصول إلى حاجز الـ100 هدف بقميص البافاري، وهو إنجاز قد يضعه في مصاف أساطير النادي خلال فترة زمنية قياسية.

    المثير أن جدول المباريات المقبلة يمنح كين فرصة ذهبية لتحقيق هذا الإنجاز سريعًا؛ حيث سيواجه البايرن كلًا من هوفنهايم وبريمن محليًا، ثم بافوس القبرصي قاريًا، وهي مواجهات تبدو في متناول المهاجم الإنجليزي إذا ما حافظ على مستواه التهديفي.

    وفي حال نجح كين في تسجيل خمسة أهداف خلال هذه المباريات الثلاث، فإنه سيعادل إنجاز البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي وصل إلى هذا الرقم في الفترة الزمنية نفسها تقريبًا (100 هدف في 105 مباريات مع ريال مدريد).

    الأرقام الحالية لهاري كين مع بايرن ميونخ مذهلة بكل المقاييس: 102 مباراة، و122 مساهمة تهديفية، 95 هدفًا، 27 تمريرة حاسمة".

    هذه الإحصاءات تضع كين ضمن قائمة أسرع المهاجمين تأثيرًا في تاريخ النادي الألماني، بل وتجعل المقارنة مع أساطير اللعبة أمرًا حتميًا. فهو لم يكتفِ بدور "المُنهي" داخل منطقة الجزاء، بل جسّد دور المهاجم العصري الذي يصنع ويسجل في الوقت ذاته، ما يجعل لحاقه برقم كريستيانو ليس مجرد احتمال، بل تحديًا حقيقيًا ينتظره عشاق المستديرة.

  • أداء متكامل أمام تشيلسي

    لم يكن بريق هاري كين أمام تشيلسي مجرد حُسن استغلال للفرص، بل تجسيدًا لمهاجم متكامل يجمع بين الحسم أمام المرمى والعمل الجماعي.

    الدقائق والأهداف: لعب 89 دقيقة كاملة، سجل خلالها هدفين من أصل 5 تسديدات، فيما كان معدل أهدافه المتوقعة (1.25)، ما يعكس الجودة العالية لتسديداته وخطورة كل محاولة على مرمى البلوز.

    التسديدات والتنوع: جميع محاولاته جاءت من داخل منطقة الجزاء (5/5)، بينها هدف رأسي، في إشارة واضحة إلى تنوع أدواته الهجومية.

    اللمسات والتحركات: لمس الكرة داخل منطقة العمليات 7 مرات، وأهدر فرصة محققة، لكنه عوضها بثنائية حاسمة منحت فريقه التفوق.

    التمرير وصناعة اللعب: مرر بدقة وصلت إلى 84% (21/25)، منها 8 تمريرات ناجحة في الثلث الهجومي، بالإضافة إلى تمريرتين طويلتين بدقة 100%، وهو ما يظهر جانب صانع اللعب في أدائه.

    الصراعات البدنية: دخل 9 مواجهات ثنائية، تفوق في الكرات الهوائية بنسبة مثالية (3/3)، وفاز بـ3 من أصل 6 على الأرض، كما استعاد الكرة في تدخل ناجح، مؤكدًا قدرته على المساهمة دفاعيًا عند الحاجة.

    بهذا الأداء، قدّم كين نسخة متكاملة من المهاجم العصري: هداف قاتل، صانع لعب ذكي، ومقاتل في الصراعات الثنائية، ليواصل فرض نفسه كواحد من أهم لاعبي بايرن ميونخ في المنافسات المحلية والقارية.