لأندية الدوري السعودي الطامحة في الظفر بتوقيع الأسطورة ليونيل ميسي، قدّمت مباراة الليلة أمام باريس سان جيرمان درساً قاسياً ومجانياً، الدرس لا يتعلق بميسي نفسه، بل بالتكلفة الخفية المرتبطة بضم أصدقائه في صفقة واحدة، والتي قد تكون فخاً تكتيكياً مكلفاً.
الظهير الإسباني جوردي ألبا، الذي كان يوماً ما من الأفضل في العالم، ظهر الليلة كحملٍ ثقيل وعبء واضح على فريقه. ففي شوط واحد فقط، اهتزت شباك إنتر ميامي أربع مرات، ثلاثة من هذه الأهداف جاءت من جهته وبأخطاء فاضحة منه.
سواء في تمركزه الكارثي الذي فتح شوارع في دفاع الفريق، أو في بطء تحركه الذي جعله متأخراً عن كل هجمة، أو في تغطيته الدفاعية الغائبة تماماً، كان ألبا هو نقطة الضعف التي استغلها نجوم باريس الشباب بلا رحمة.
ألبا ليس استثناء، الأمر ينطبق على لويس سواريز أيضًا، فبعد لمسة ساحرة من ميسي في بداية الشوط الأول وضعته أمام المرمى قرر الأوروجوياني أن يستلم الكرة بسذاجة غريبة بدلًا من تسديدها وربما بعجز بدني عن تنفيذ ما كان قادرًا عليه قبل سنوات، لتصل إلى جيانلويجي دوناروما وتنتهي الهجمة بأسوأ شكل ممكن.
تلك الكرة كان من الممكن أن تحسن شكل إنتر ميامي في المباراة لكنها في النهاية ذهبت دون جدوى ليستمر الضغط الباريسي وتنتهي المباراة بتلك النتيجة الكبيرة.
أضف لهؤلاء الصديق الثالث المقرب من ميسي في إنتر ميامي وهو سيرجيو بوسكيتس الذي كان أسوأ لاعب وسط في تلك المواجهة على الإطلاق بين نجوم باريس وإنتر الأساسييون والبدلاء.
رغم سجله المثالي في التمريرات إلا أنه لم ينجح سوى في تقديم كرة أمامية واحدة فقط وخسر معظم الصراعات الأرضية والهوائية التي دخلها وتسبب في خطأ أدى إلى هدف مباشر لباريس.
في النهاية من كان الأفضل في العالم في مركزه أصبح الأسوأ في مبارا تبارى فيها السيئون على لقب الأكثر سوءًا بين نجوم إنتر ميامي.
هذا الأداء يجب أن يكون بمثابة ضوء أحمر لأي إدارة تفكر في قبول "الباقة الكاملة"، فبينما يظل ميسي قيمة هائلة، فإن استقدام أسماء كبيرة سناً وأقل عطاءً قد يحوّل الصفقة الحلم إلى كابوس يلتهم طموحات الفريق أيًا ما كان اسمه.
الدرس واضح: يجب تقييم كل لاعب على حدة، وإلا فإن ثمن ضم الأسطورة قد يكون أغلى بكثير من مجرد راتبه.