باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ | لست هرقل يا كين .. رؤوس "هيدرا" التهمتك وعثمان ديمبيلي قدم مهر البالون دور!

هل تتذكرون الأسطورة الإغريقية هرقل؟ أو هل شاهدتم فيلم الرسوم المتحركة؟ حينما خاض معركته الأولى أمام تنين "الهيدرا" متعدد الرؤوس، وكلّما قطع رأسًا نبتت أخرى؟ هكذا يمكن وصف المواجهة الخاصة للإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونخ، أمام نجوم باريس سان جيرمان، في سباق الكرة الذهبية لعام 2025.

ورغم إعلان ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، عن تأييده للفرنسي عثمان ديمبيلي، للفوز بـ"البالون دور"، إلا أن فريق العاصمة الذي احتكر الثلاثية المحلية، وتبعها بلقب دوري أبطال أوروبا، لأول مرة في تاريخه، يملك العديد من اللاعبين الذين يستحقون المنافسة على الكرة الذهبية، بين فيتينا وجواو نيفيش ونونو مينديش، أبطال دوري الأمم الأوروبية، وأشرف حكيمي وديزيري دوي وباركولا وكفاراتسخيليا.

ولكن، يبدو أن كين قرر أن يحارب هيدرا، بسلاح "زملائه"، فهو الذي يمكن وصفه بالمهاجم الوهمي، الذي مارس أدوارًا دفاعية وهجومية، وكان يصنع الفرص، ليغادر ملعب المباراة، دون أن يسدد كرة واحدة على مرمى الحارس دوناروما.

ولعل أبرز لقطات هاري كين، في الدقيقة 73، حينما لعب دور المدافع، وافتكّ الكرة بطريقة رائعة من نونو مينديش، قبل أن يتعرض لتدخل قوي من كفاراتسخيليا.

وعندما قرر هرقل أن يشهر سلاحه، كانت كرته الأولى نحو المرمى، وبل وداخل الشباك، في الدقيقة 88، عندما استغل تمريرة أوليسيه، ليضع رأسية في الشباك، قبل أن يفاجأ براية التسلل مرفوعة.

26 دقيقة، بل في دقيقة فقط، كانت كفيلة بأن يقدم عثمان ديمبيلي مهر التتويج بالبالون دور، بعدما أطلق رصاصة الرحمة في شباك بايرن ميونخ، حينما حشد البافاري كل أسلحته من أجل التعادل، ولعب بسلاح الكرات العرضية، تمكن العملاق الباريسي من استغلال مرتداته السريعة، ليقضي على المباراة في الدقائق الأخيرة.

عثمان ديمبيلي الذي شارك بديلًا لباركولا في الدقيقة 70، انفجر في الدقيقة 90+6، بعدما سدد كرة صاروخية ارتطمت في العارضة، وكادت أن تكون أحد أفضل أهداف البطولة، إلا أن الفرنسي عاد سريعًا ليصلح خطأه، بهجمة مرتدة، أنهاها بتسديدة في الشباك.

وقرر ديمبيلي ان يلعب دور الحاسم، بـ3 تسديدات فقط على المرمى، إلا أنه أيضًا كاد أن يتسبب بتهوره في تعميق جراح باريس سان جيرمان، بعدما انفعل على حكم المباراة، وكأنه يجازف على طرد ثالث بعد باتشو وهيرنانديز، إلا أن القدر كان رحيمًا به.

بلغة الأرقام، قدم هاري كين مستويات تهديفية مذهلة مع بايرن ميونخ، خلال موسم 2024-2025، بعدما سجل 41 هدفًا وصنع 14 تمريرة حاسمة في 50 مباراة بجميع المسابقات، بل ونجح في كسر العقدة، ليرفع أول لقب رسمي في مسيرته، حاملًا درع الدوري الألماني.

ولكن للأسف، يبدو أن كل تلك الأرقام ستجعله مجرد "منافس" على الكرة الذهبية، وليس فائزًا بها، خاصة بعدما خسر سباق الحذاء الذهبي الأوروبي، وفي ظل المنافسة العنيفة أمام نجوم باريس سان جيرمان، وآخرين مثل لامين يامال ومحمد صلاح وكيليان مبابي.

ولعل مونديال الأندية كان الأمل الوحيد لهاري كين من أجل المنافسة على البالون دور، ولكنه ليس هرقل، لينجح في قطع كل تلك رؤوس هيدرا، التي يستحق كل منها الفوز بالجائزة.

والآن يمكن القول، إن باريس سان جيرمان رد الصفعة لبايرن ميونخ بامتياز، وثأر من خسارته أمام منافسه الألماني بهدف نظيف، في دوري أبطال أوروبا.

رغم أن وسط باريس سان جيرمان، كان بمثابة علامة استفهام أمام بايرن ميونخ، مساء اليوم، إلا أن المباراة كشفت أيضًا عن لمحات رائعة من قِبل الأسماء التي ترددت بين المستحقين للترشح على الكرة الذهبية، ولعل أبرزها في لقطتي الهدفين، بين قتال رائع من جواو نيفيش على الكرة قبل تمريرها إلى الشاب "العبقري" دوي الذي أثبت أن شباك نوير قابلة للاهتزاز، بعد أدائه العملاق طوال المباراة، وكذلك الصناعة الرائعة من أشرف حكيمي إلى عثمان ديمبيلي الذي لم يتوان في إحرازها بالشباك.

لا يختلف اثنان على قوة باريس سان جيرمان، الذي بات فريقًا مرعبًا، بل ورغم تواجد ريال مدريد في المنافسة، إلا أنه ينبغي الاعتراف بأن العملاق الباريسي بعناصره المكتملة، بات المرشح الأول للقب مونديال الأندية.