باريس ضد أتالانتا | "خليفة ديمبيلي" بين البُشرى ومعضلة إنريكي .. و"لعنة ما قبل برشلونة" تحصد ضحيتين جديدتين!

مع غياب النجم عثمان ديمبيلي عن المباراة للإصابة، ترقب الجميع بمن سيخلفه في الملعب أمام أتالانتا، فكانت المفاجأة من لويس إنريكي بالدفع بلاعب الوسط الشاب سيني مايولو في افتتاحية دوري الأبطال، ليقوم بدور المهاجم الوهمي.

ورغم أن صاحب الـ19 لعب في غير مركزه إلا أنه أجاد سواء لمهاراته الفردية أو بفضل من حوله من نجوم، الذين ساعدوه على الظهور بحالة جيدة، خاصةً مع فارق الإمكانات بين باريس وخصمه الإيطالي.

مايولو برع في الضغط على لاعبي أتالانتا سواء داخل منطقة جزائهم أو حتى في وسط ملعبهم، وبطبيعة مركزه الأصلي لم يكن ذاك اللاعب المتمركز داخل منطقة الـ18 أو بالقرب دائمًا منها.

وحتى داخل مناطق الخطورة لأتالانتا، برز النجم الشاب في الضغط، محاولًا وضع بصمته سواء بصناعة هدف أو تسجيله بنفسه، لكن تبقى حساسية منطقة الـ18 في حاجة لتطوير أكثر لديه.

بشكل عام، يمكن لجمهور باريس أن يطمئن على مستقبل وسط ملعبه وصناعة اللعب في وجود مايولو، حتى أنه يمكنه أن يعوض ديمبيلي في بعض الأحيان، لكن ليس دائمًا!

ما قدمه مايولو خلال 55 دقيقة أمام أتالانتا رغم أنه جيد إلا أنه لن يكون كافيًا أمام فريق بحجم برشلونة على سبيل المثال، وهي تلك المواجهة المنتظرة في الجولة المقبلة من البطولة القارية.

أما الأكثر مرارة فهي قناعة لويس إنريكي تجاه البدلاء المتاحين..

إحدى اللقطات اللافتة للنظر في مواجهة باريس وأتالانتا هي لحظة استبدال مايولو في الدقيقة 55، إذ توقع الكثيرون أن يكون من سيعوضه هو البرتغالي جونسالو راموش، الذي تعاقد معه باريس في يناير 2024 بطلب خاص من لويس إنريكي.

لكن المفاجأة هي أن المدرب الإسباني قرر الدفع بالكوري الجنوبي لي كانج إن، وبقى راموش على مقاعد البدلاء، حتى دفع به مع إصابة جواو نيفيش في الدقيقة 58 من عمر المباراة.

إنريكي اعتمد على راموش في المباراة الماضية بالدوري الفرنسي أمام لانس في غياب ديمبيلي، لكنه لم يقدم الأداء المنتظر منه، حتى أنه لم يضع بصمته على أي من هدفي اللقاء سواء بالتسجيل أو الصناعة، حتى تعرض لانتقادات من قبل الجماهير لإهدار الفرص.

ويبدو أنه قرر الليلة منح الفرصة لمايولو، من ناحية لعدم القناعة بما قدمه راموش أمام لانس، ومن أخرى لتجربة صاحب الـ19 عامًا قبل مواجهة برشلونة الصعبة.

لكن راموش كان محظوظًا بما فيه الكفاية أمام أتالانتا، للهروب من مطرقة الجماهير، فبعدما أهدر فرصة انفراد بعد نزوله بدقائق عقب خطأ الدفاع الإيطالي، استغل خطأ آخر من الخصم في التمرير، محرزًا الهدف الرابع في المباراة بالدقيقة 1+90 من تسديدة من داخل منطقة الجزاء.

لكن يبقى الحال هو نفسه .. أي منهما لن يكون قادرًا على تعويض غياب ديمبيلي أمام برشلونة!، معضلة حقًا!، ربما فقط من ينقذ باريس وقتها هو تكاتف النجوم الآخرين من ماركينيوس، فيتينيا، باركولا، كفاراتسخيليا، أشرف حكيمي..

بالانتقال للحديث عن أحد نجوم المباراة، والذي عوض غياب النجم الآخر المصاب ديزيري دوي، فقد قدم خفيتشا كفاراتسخيليا مباراة هجومية رائعة، نال على إثرها جائزة "الأفضل" في نهايتها.

التألق كلما احتاجه باريس ليس بجديد على الجناح الجورجي، الذي خلق أربع فرص للتهديف لزملائه الليلة، بخلاف تسجيله هدف رائع بمهارة فردية..

الجورجي انطلق من وسط الملعب وحتى الوصول إلى حدود منطقة الجزاء، ليسدد قذيفة في الشباك الإيطالية، تُطمئن إنريكي أن هناك من لديه حلول فردية حال تعثرت الأمور أمام دفاعات برشلونة.

لكن على الجانب الآخر، وبالحديث عن زميله في الرواق الأيسر برادلي باركولا، فالأمور كانت جيدة على المستوى الفني بدون شك، فقد كان أحد نجوم اللقاء، لكن يعيبه "الثقة الزائدة"..

باركولا سجل هدفًا في شوط المباراة الأول، لكن تم إلغاءه بداعي التسلل، وعندما حانت الفرصة له لوضع بصمته من ضربة جزاء، تعامل صاحب الـ23 عامًا برعونة كبيرة، مسددًا إياها ضعيفة في وسط المرمى، فلم يجد الحارس ماركو كارنيسيكي أي عناء في التصدي له.

تلك الثقة الزائدة في التسديد وفي بعض لمحات المباراة المستدمة من التتويج بلقب النسخة الماضية والاستحواذ على البطولات المحلية الفرنسية، ربما يدفع باركولا ثمنها في مباريات أصعب.

أخيرًا، ماذا يحدث في باريس؟ .. سؤال يستحق إجابة من الجهاز الطبي للفريق!

لم تضمد الأيام والمباريات بعد جراح الجمهور والجهاز الفني لإصابة الثنائي ديمبيلي ودوي، اللذين تأكد غيابهما أمام برشلونة في اللقاء القاري المقبل، حتى خرج باريس بضحيتين من مواجهة أتالانتا..

جواو نيفيش لم يتمكن من استكمال المباراة، وخرج في الدقيقة 58 لينزل جونسالو راموش بدلًا منه.

ومع الدقائق الأخيرة من المباراة، شوهد الظهير المغربي أشرف حكيمي وعلامات الألم على وجهه من إصابة ما، وإن كان لم يتم استبداله، في انتظار تحديثات من الجهاز الطبي عن حالته.

12 يومًا فقط تفصل باريس عن مواجهة برشلونة في الجولة الثانية من مرحلة الدوري بدوري الأبطال، خلالها يخوض مباراتين أمام مارسيليا وأوكسير في الدوري الفرنسي، والخوف كل الخوف أن يسقط ضحايا أكثر لوحش الإصابات الذي يحوم حول نجوم الفريق.