سؤال انتشر كثيرًا بعد تغلب آرسنال على ريال مدريد في ربع نهائي الأبطال، كيف لفريق يهدر النقاط أمام إيفرتون وبرينتفورد وكريستال بالاس، يصعد إلى نصف النهائي على حساب العملاق الميرينجي ويلعب بهذه الروعة على الصعيد الأوروبي؟!
الإجابة سهلة وبسيطة للغاية، لأن في الدوري الإنجليزي هناك العديد من الفرق التي تعرف طريقة لعب آرسنال جيدًا، وتدرك عجزه الهجومي عندما يتم إيقاف بوكايو ساكا، لأنه ببساطة لا يمتلك أي مهاجم هداف، وجابرييل مارتينيلي ولياندرو تروسار ليسا بهذه الخطورة.
هناك فرق تخصصت في إسقاط آرسنال في البريميرليج، وهي بورنموث وإيفرتون وفولهام وأستون فيلا وبرايتون وغيرهم، والطريقة تبدو واحدة "دعوا الكرة لهم، لن يفعلوا أي شيء بها، وعندما يأتي الوقت المناسب سنخطف ونقتنص الفرصة".
ببساطة، أي فريق يمكنه اللعب بدفاع متأخر وعميق وإغلاق كل المداخل على ساكا يمكنه الفوز على آرسنال، وذلك لأنه سيعطل منظومة المدفعجية تمامًا، ووقتها سيكون الفريق بحاجة إلى عناصر فردية استثنائية مثل جناح مهاري آخر أو هداف من العيار الثقيل أو صانع ألعاب صاحب حلول فردية، والفريق اللندني لا يمتلك كل ذلك، حتى مارتين أوديجارد تحول إلى شبح من النسخة الرائعة التي ظهر بها الموسم الماضي.
من حسن حظ آرسنال أنه لعب في دوري الأبطال سواء بمرحلة الدوري أو إقصاء المغلوب أمام فرق هجومية لا تمتلك دفاعًا جيدًا، مثل ريال مدريد وآيندهوفن وسبورتينج لشبونة وموناكو، لذلك كانت الأمور تسير في سلام، ولكن باريس يمتلك كل شيء، لذلك المهمة كانت سهلة.
آرسنال بحاجة دائمًا إلى اللعب بأفضل صورة ممكنة من أجل الفوز، ويجب أن تعمل منظومته للتفوق على الخصم، وهذه ليست صفات البطل، لأن الأبطال ينتصرون حتى وهم في أسوأ حالاتهم بسبب الجودة الفردية التي تظهر في بعض التفاصيل الصغيرة.
من المثير أيضًا أن الفريقين الوحيدين اللذين أوقفا آرسنال في البطولة هما أتالانتا وإنتر، الثنائي الإيطالي بقيادة جان بييرو جاسبيريني وسيموني إنزاجي، يمتلكان صبغة متوازنة بين الدفاع والهجوم، وتمكنا من إيقاف خطورة المدفعجية تمامًا وإبطال منظومتهم تمامًا في مرحلة الدوري.
باريس كرر نفس الأمر ولكن بطريقة أكثر ابتكارًا، أوقف ساكا بالضغط الهجومي من الناحية اليمنى لآرسنال في الشوط الأول، مما أجبره على العودة للدفاع، وفي النصف الثاني من المباراة لعب بصورة أكثر تحفظًا واعتمد على المرتدات، تمامًا مثلما تفعل فرق البريميرليج التي تقهر آرسنال وتضيع لقب المسابقة عليه عامًا بعد الآخر.