Arsenal HIC 2-1GOAL

آرسنال وباريس سان جيرمان .. إنريكي فضح الوجه القبيح للمدفعجية و"قاهر صلاح" أحرج ريال مدريد مرتين

مواجهة الليلة بين آرسنال وباريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، كانت بين فريقين حالمين بالحصول على اللقب للمرة الأولى، أحدهما يمتلك ما يكفي للوصول لحلمه، والآخر لا يتمتع بنفس الميزة.

فوز آرسنال بدوري الأبطال يبدو الخيار الأكثر رومانسية على الإطلاق من بين فرق نصف النهائي " برشلونة وإنتر وباريس"، ولكن كرة القدم قررت إعادتنا إلى أرض الواقع قليلًا بعد ما حدث في ملعب الإمارات مساء الثلاثاء.

الفريق الفرنسي نجح في الفوز خارج أرضه بهدف دون رد سجله الفرنسي عثمان ديمبيلي في الدقيقة الرابعة، وكان يمكنه زيادة الفارق لولا تسابق جونسالو راموش وبرادلي باركولا وغيرهما على إهدار الفرص.

باريس ليس ريال مدريد، هذه كانت الرسالة الأوضح للمدرب ميكيل أرتيتا، بعد الدرس القاسي الذي تلقاه على أرضه ووسط جماهيره، في مباراة تخرج لنا بالعديد من النقاط الهامة الخاصة بالفريقين وطريق الوصول إلى نهائي ميونخ 2025..

  • Arsenal FC v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2024/25 Semi Final First LegGetty Images Sport

    نصف ساعة قتلت الحلم

    بعد التأهل إلى نصف النهائي على حساب ريال مدريد، وظهور شعار "لما لا نفوز بدوري الأبطال؟"، دخل آرسنال بصورة متواضعة للغاية في أول نصف ساعة من المباراة، مما ساعد إنريكي على بناء كل شيء وإسقاط أرتيتا في عقر داره.

    الخطة كانت واضحة من البداية، اللعب على جبهة خفيتشا كفاراتسخيليا واستغلال قدراته المميزة في المراوغة وخداع الخصم، وبالفعل نجح في مساعدة عثمان ديمبيلي على تسجيل الهدف الأول من هجمة مرتدة مباغتة.

    تيمبر الذي أوقف فينيسيوس جونيور وغيره من النجوم هذا الموسم، ظهر في حالة يُرثى لها أمام جبهة الجناح الجورجي وزميله نونو مينديش، مما ساهم في تحجيم أي خطر محتمل من الجناح الإنجليزي بوكايو ساكا، وهو اللاعب الأخطر في آرسنال بكل المقاييس.

    بعدها امتلك آرسنال الأفضلية، وكان قريبًا من تهديد مرمى جانلويجي دوناروما، وفعل ذلك بالفعل لولا تألق الإيطالي وتصديه لكرة خطيرة من مارتينيلي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وسجل هدفًا لميكيل ميرينو لم يُحتسب بسبب التسلل.

    المدفعجية واصلوا السيطرة حتى في الشوط الثاني، ولكن إنريكي تعامل مع هذا الضغط بأفضل صورة ممكنة، حيث أغلق خطوطه بعدما حصل على ما أراد بتحقيق الأسبقية خارج ملعبه، وتخلى عن الدفاع المتقدم الذي كان من الممكن أن يكلفه اهتزاز شباكه، ليلعب بصورة أكثر توازنًا لمواجهة استفاقة خصمه.

  • إعلان
  • FBL-EUR-C1-ARSENAL-PSGAFP

    الظهير الحديدي

    نونو مينديش ظهير باريس سان جيرمان أصبح بمثابة الظاهرة في أوروبا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواعيد الكبرى، لأنه اليوم أثبت مرة أخرى أن ما فعله أمام محمد صلاح نجم ليفربول في دور الـ16 لم يكن صدفة.

    البرتغالي منع أي خطورة قادمة من بوكايو ساكا، بل أجبره في بعض الأوقات على الذهاب إلى العمق أو حتى الجانب الأيسر بجوار مارتينيلي من أجل الهروب من جحيمه.

    لا شك أن الضغط الواقع من كفاراتسخيليا على تيمبر من الناحية الهجومية، كان له دورًا كبيرًا في الحد من خطورة ساكا، ولكن نونو تفوق على الإنجليزي وأغلق كافة المساحات أمامه ومنعه من تهديد مرمى دوناروما.

    وهو ما حدث في مواجهتين لعبهما أمام صلاح عندما لعب ليفربول ضد باريس في دور الـ16، وجعل المصري يظهر بأسوأ مستوياته الممكنة في كلتا المباراتين، ليؤكد لنا أنه أصبح بمثابة الكابوس لأجنحة أوروبا.

    المثير هنا أن نونو كان متاحًا أمام ريال مدريد، عندما دخل في أزمات مع باريس من أجل التجديد، ولكن الميرينجي انشغل بألفونسو ديفيس الذي وقع على عقد جديد مع بايرن ميونخ، لتضيع عليه أفضل فرصة ممكنة لحل أزمة الظهير الأيسر.

    وفي الحقيقة يبدو أن مينديش أحرج ريال مرتين الليلة، الأولى بعدما أغفل الميرينجي فرصة التعاقد معه أكثر من مرة، والثانية بعدما أظهر للميرينجي الطريقة المثلى لإسقاط المدفعجية، عن طريق تعطيل جبهة ساكا، وهو الأمر الذي أخفق الفريق الإسباني في فعله بالمرحلة الماضية.

  • Arsenal FC v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2024/25 Semi Final First LegGetty Images Sport

    الوجه القبيح لآرسنال

    سؤال انتشر كثيرًا بعد تغلب آرسنال على ريال مدريد في ربع نهائي الأبطال، كيف لفريق يهدر النقاط أمام إيفرتون وبرينتفورد وكريستال بالاس، يصعد إلى نصف النهائي على حساب العملاق الميرينجي ويلعب بهذه الروعة على الصعيد الأوروبي؟!

    الإجابة سهلة وبسيطة للغاية، لأن في الدوري الإنجليزي هناك العديد من الفرق التي تعرف طريقة لعب آرسنال جيدًا، وتدرك عجزه الهجومي عندما يتم إيقاف بوكايو ساكا، لأنه ببساطة لا يمتلك أي مهاجم هداف، وجابرييل مارتينيلي ولياندرو تروسار ليسا بهذه الخطورة.

    هناك فرق تخصصت في إسقاط آرسنال في البريميرليج، وهي بورنموث وإيفرتون وفولهام وأستون فيلا وبرايتون وغيرهم، والطريقة تبدو واحدة "دعوا الكرة لهم، لن يفعلوا أي شيء بها، وعندما يأتي الوقت المناسب سنخطف ونقتنص الفرصة".

    ببساطة، أي فريق يمكنه اللعب بدفاع متأخر وعميق وإغلاق كل المداخل على ساكا يمكنه الفوز على آرسنال، وذلك لأنه سيعطل منظومة المدفعجية تمامًا، ووقتها سيكون الفريق بحاجة إلى عناصر فردية استثنائية مثل جناح مهاري آخر أو هداف من العيار الثقيل أو صانع ألعاب صاحب حلول فردية، والفريق اللندني لا يمتلك كل ذلك، حتى مارتين أوديجارد تحول إلى شبح من النسخة الرائعة التي ظهر بها الموسم الماضي.

    من حسن حظ آرسنال أنه لعب في دوري الأبطال سواء بمرحلة الدوري أو إقصاء المغلوب أمام فرق هجومية لا تمتلك دفاعًا جيدًا، مثل ريال مدريد وآيندهوفن وسبورتينج لشبونة وموناكو، لذلك كانت الأمور تسير في سلام، ولكن باريس يمتلك كل شيء، لذلك المهمة كانت سهلة.

    آرسنال بحاجة دائمًا إلى اللعب بأفضل صورة ممكنة من أجل الفوز، ويجب أن تعمل منظومته للتفوق على الخصم، وهذه ليست صفات البطل، لأن الأبطال ينتصرون حتى وهم في أسوأ حالاتهم بسبب الجودة الفردية التي تظهر في بعض التفاصيل الصغيرة.

    من المثير أيضًا أن الفريقين الوحيدين اللذين أوقفا آرسنال في البطولة هما أتالانتا وإنتر، الثنائي الإيطالي بقيادة جان بييرو جاسبيريني وسيموني إنزاجي، يمتلكان صبغة متوازنة بين الدفاع والهجوم، وتمكنا من إيقاف خطورة المدفعجية تمامًا وإبطال منظومتهم تمامًا في مرحلة الدوري.

    باريس كرر نفس الأمر ولكن بطريقة أكثر ابتكارًا، أوقف ساكا بالضغط الهجومي من الناحية اليمنى لآرسنال في الشوط الأول، مما أجبره على العودة للدفاع، وفي النصف الثاني من المباراة لعب بصورة أكثر تحفظًا واعتمد على المرتدات، تمامًا مثلما تفعل فرق البريميرليج التي تقهر آرسنال وتضيع لقب المسابقة عليه عامًا بعد الآخر.

  • Arsenal FC v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2024/25 Semi Final First LegGetty Images Sport

    باريس .. الأحق بالوصول إلى النهائي

    الأمور لم تحسم بعد، باريس لم يتأهل إلى نهائي ميونخ، ولكن الفريق الفرنسي كان مبهرًا من الناحية الفردية والجماعية أمام آرسنال، وكل ذلك يعود إلى لويس إنريكي، الذي اعتمد سياسة تعظيم دور المنظومة على حساب النجوم بعد رحيل ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار وماركو فيراتي.

    العملاق الفرنسي هو الأكثر تكاملًا في دوري الأبطال حتى الآن، دفاع رائع، خط وسط متناغم يخلق توازنًا بين الدفاع والهجوم، وخط أمامي مبهر لا ينقصه سوى مهاجم هداف، وحتى إن لم يمتلكه الآن، فهو يمكنه إيذاء الخصوم بفضل عثمان ديمبيلي وكفاراتسخيليا ودزيري دوي وغيرهم.

    مواجهة آرسنال وباريس كشفت الوجه الحقيقي للمدفعجية، الفريق ليس جاهزًا للمنافسة على بطولة بحجم دوري الأبطال، ويبدو أن الفوز على ريال مدريد كان خادعًا نوعًا ما، لأن ضعف الميرينجي أخفى الكثير من العيوب التي أظهرها باريس للجميع بفضل كفاءة لاعبيه ووعي إنريكي وقراءته لخصمه جيدًا.

    تأهل آرسنال يبدو في غاية الصعوبة، يكفي أن أرتيتا دفع ببن وايت "ظهير أيمن" عندما أراد تغيير النتيجة في الدقيقة 83، وبعدها بالمراهق إيثان نوانيري بعد فوات الآوان في الدقيقة 90، لأنه ببساطة لا يمتلك أي عناصر يمكنها تغيير مسار المباراة.

    حتى ناحية أشرف حكيمي التي كان بها العديد من المساحات، تسابق مارتينيلي وتروسار على إهدار الفرص والفشل في استغلالها على مدار أحداث المباراة.

    ربما هناك مباراة إياب بين الثنائي، ولكن الصورة التي ظهر بها آرسنال تؤكد لنا أنه لو لعب لساعات بهذه الطريقة على حديقة الأمراء فلن يسجل أي أهداف، في الوقت الذي يمتلك فيه باريس كافة المقومات للوصول إلى النهائي.