باريس سان جيرمان بطل فرنسا .. نجح عصر "ما بعد مبابي" والفضل لتألق منبوذ إنريكي!

ومع رحيل النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد، في الصيف الماضي، قرر لويس إنريكي تغيير النظام المعتاد للفريق الباريسي، بعدم استقطاب أسماء كبيرة، والاعتماد على المواهب الشابة واللعب الجماعي، بعدما كان النادي قبلة للعديد من الصفقات الكبرى، مثل ديفيد بيكهام وزلاتان إبراهيموفيتش وليونيل ميسي وسيرخيو راموس.

هذا النظام ساهم في بروز العديد من الأسماء داخل صفوف الفريق، مع اعتماده على اللعب الجماعي، مثل عثمان ديمبلي وبرادلي باركولا وفيتينيا وجواو نيفيش وديزيري دوي وخيفيتشا كفاراتسخيليا.

وشهدت صفوف الفريق أزمة كبرى بين الفرنسي عثمان ديمبلي والمدرب لويس إنريكي، في أكتوبر الماضي، والتي تسببت في قرار المدرب باستبعاده من قائمة الفريق في مباراة آرسنال بدوري أبطال أوروبا.

وقال إنريكي عن ذلك القرار "إذا كان شخص ما لا يحترم التزاماته تجاه الفريق، فهو ليس جاهزًا"، فيما ردّ على دعم الإدارة الباريسية لتهميش عثمان، بقوله "هل تعتقد أنه من السهل إنشاء فريق؟ قد تكون الظروف صعبة وكذلك القرارات، وهذه القرارات ليست لا رجعة فيها، لقد اتخذت القرار الأفضل، لقد وقعت لهذا النادي كي أنشئ فريقًا شجاعًا، أنا هنا لإنشاء فريق مع ديمبلي".

والسؤال هو "ماذا فعل عثمان ديمبلي ليتحول من منبوذ إنريكي في لحظة ما، إلى أحد أخطر أسلحة الفريق؟"، وهذا ما عبّر عنه الجناح الفرنسي بلغة الأرقام، حيث شارك في 40 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 32 هدفًا وصنع 7 تمريرات حاسمة.

ولمعرفة التطور الهائل في مستوى عثمان ديمبلي، يمكن النظر إلى معدل أهدافه في مسيرته مع برشلونة، والتي شهدت الكثير من الإصابات، حيث احتاج عثمان لـ185 مباراة، ليسجل فيها 40 هدفًا، إلا أنه مع باريس، سجل 38 هدفًا في 82 مباراة فقط.

ويجب الاعتراف بأن ما يقدمه عثمان ديمبلي، قد ساهم بقوة في تطور مستوى باريس سان جيرمان، بل وبات الجناح الفرنسي يملك ذكريات مميزة مع كتيبة إنريكي، أبرزها في لقاء الثأر أمام برشلونة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في النسخة الماضية، حيث سجل هدفين وصنع تمريرة حاسمة في مباراتي الذهاب والإياب، وساهم في قيادة فريقه لإقصاء الكتيبة الكتالونية.

ونجح باريس سان جيرمان في إغلاق ملف الدوري الفرنسي مبكرًا، الأمر الذي قد يشجع المدرب إنريكي على تجربة اللعب بالبدلاء في الجولات المتبقية، من أجل تجهيز جميع العناصر، خاصة وأن الفريق لا يزال يملك فرصة المنافسة على الثلاثية هذا الموسم، مع ريال مدريد وبرشلونة وإنتر.

وحسم الـ(بي إس جي) لقب الدوري بعد 28 جولة، حقق خلالها 23 فوزًا و5 تعادلات، ولم يتعرض لأي هزيمة، كما يعد الأقوى هجوميًا ودفاعيًا في الليج 1، بـ80 هدفًا، بفارق شاسع عن أقرب ملاحقيه.

وتأهل سان جيرمان إلى نهائي كأس فرنسا، بعد إقصاء دانكيرك في نصف النهائي، فيما يستعد الـ(بي إس جي) لمواجهة أستون فيلا، في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.